الأهداف الحقيقية لمجزرة كركوك 1959 بقلم:فرج الله ويردي اربيلي
تاريخ النشر : 2008-07-15
الأهداف الحقيقية لمجزرة كركوك تموز 1959
فرج الله ويردي اربيلي

يخطئ من يظن بان أحداث مجزرة كركوك في تموز 1959 كانت مجرد أعمال فوضوية قامت بها مجموعات غوغائية لبث الذعر والخوف في نفوس التركمان .

لقد سبقت أحداث المجزرة جملة من الأمور كانت بمثابة اللبنات الأولى لتهيئة الوضع العام للقيام بالمجزرة التي كانت وستبقى لطخة عار على جبين مرتكبيها تدينهم على مر التاريخ .

مع بدايات نشوء أبجديات السياسة والمواطنة في العراق , كان الشعب التركماني سباقا دوما في الدعوة الى مصلحة الوطن وجميع ابناء الشعب العراقي على المصالح الضيقة الفئوية والقومية مع ضمان الحقوق السياسية والقومية والثقافية المتساوية لجميع ابناء الشعب العراقي على طول مساحة العراق وبمختلف اتجاهاتهم .

بعد 14 تموز 1958 انقلب الوضع العراقي ( سياسيا واجتماعيا ) رأسا على عقب وبدأ المد الشيوعي يطفو ويسيطر على مجريات الوضع العراقي مع ظهور علامات الاضطراب والنوايا السيئة .

لقد كان منع صدور الصحف التركمانية بعد تعيين داوود الجنابي قائدا جديدا للفرقة الثانية في كركوك وهو شيوعي , هذا المنع كان أول بوادر المخطط المراد تنفيذه بحق التركمان , فمع إغلاق الصحف التركمانية ( البشير ) و (الأفاق ) وحتى جريدة كركوك التي كانت تصدر عن بلدية كركوك , تم اعتقال ونفي كتاب وناشطي هذه الصحف بالإضافة الى العشرات من المحامين والأطباء ورجال الأعمال والموظفين , حيث نقل بعضهم الى المحافظات الجنوبية وفرض الإقامة الجبرية عليهم بعد مصادرة الأسلحة الشخصية وحتى المرخصة من بيوت المواطنين التركمان بعد مداهمة وتفتيش البيوت بدون إذن شرعي وقانوني .

وقام الشيوعيون عبر ( الجبهة الوطنية ) التي شكلوها ويسيطرون عليها بالإيعاز الى أقاربهم ومؤازريهم بإخلاء النساء والأطفال من مدينة كركوك وارتدى الشيوعيون الزي الكردي وبدلات ( المقاومة الشعبية ) مع جلب أعداد كبيرة من العشائر الكردية من خارج كركوك الى المدينة باسم المنظمات الشعبية قبل وفي يوم 14 / تموز / 1959 لإشراك البسطاء من الأكراد في حوادث تموز الشنيعة .

وكانت البيانات المحرضة ضد التركمان من قبل ( الجبهة الوطنية ) تطبع في مطبعة بلدية كركوك التي يرأسها كردي شيوعي مع إذاعة تلك البيانات عبر مكبرات الصوت المثبتة على السيارات العسكرية .

وبعيدا عن تفاصيل المجزرة ومجرياتها التي باتت معروفة للداني والقاصي عبر المؤلفات العديدة , فان من جملة الأحداث التي برزت قبل العمليات الفعلية للمجزرة هي إبعاد الضباط التركمان والعرب القوميين من كركوك الى أمرية ( مديرية الإدارة في بغداد ) وكذلك تسيير قطار محمل بالأسلحة من بغداد الى كركوك .

ومع صبيحة 14 / تموز / 1959 والاستعدادات التركمانية للاحتفال بالذكرى الأولى لقيام الجمهورية تسارعت الأحداث حسب تخطيط القائمين عليها لتبدأ المجزرة المعروفة بتفاصيلها .

إن من أهم الأهداف السياسية للمجزرة البشعة في كركوك بالإضافة الى الأهداف الأخرى ما يلي :-



أولا :- محاولة إنهاء التركمان وإبادتهم .

ثانيا :- تصفية القيادات القومية التركمانية .

ثالثا :- محو الهوية القومية والثقافية التركمانية .



لقد كان من بين أهداف مجزرة كركوك 1959 إبعاد الشعب التركماني عن طريق من كان يظن بان التركمان هم حجر عثرة لتحقيق المآرب الانفصالية والمد الشيوعي والاستحواذ على مدينة كركوك التركمانية التي تعتبر سلة العراق النفطية .

لكن خاب ظنهم وأملهم فكانت مجزرة تموز من ابرز محطات النهوض القومي التركماني ومنها بدأ تنامي الشعور القومي الذي أخذ دوره الريادي في توحيد الصف التركماني والتحول من العمل الفردي الى العمل الجماعي المنظم لبداية الصحوة القومية التركمانية في مدينة كركوك وجميع مناطق توركمن ايلي .