الثور السوداني الأسود بقلم: أسامة وحيد
تاريخ النشر : 2008-07-15
بقلم: أسامة وحيد
[email protected]
الثور السـوداني الأسود
الحبل الذي شنق صدام حسين في عيد أضحى، يتحرك طرفه الآخر باتجـاه رقبة الرئيس السوداني ،ومحكمة لاهاي الدولية تقرر الإقتصاص لضحايا دارفور من جلاد أتهم مؤخرا بأنه عاث فسادا وتقتيلا في نفط السودان ،ليضحى تواجده على رأس الآبار خطر و تهديدا عالميا لأمن النفط الأمـريكي..
بغض النظر عن معادلة الصدق والكذب في الإتهامات المطبوخة ضد رئيس السودان ،فإن حجة العدل العالمي الذي تسعى محكمة لاهاي لتطبيقه على رقبة عمر البشير وزمرته،يحمل تناقضا ساخرا عن حالة قضاة عالميين يعايشون فصولا من جريمة إبادة شاملة معروضة على المباشر في أجساد العراق وفلسطين ،ورغم أن الجان معروف وملامحه ناصـعة "الأمركة" إلا أن محكمة لاهاي "تغـش" البصر عما يفعله بوش وأولمرت الصهيوني وتستنفر تأثرها لحالة دارفور وما فعله البشير في سكان نفـطها..
حكامنا مـلة وسجان واحد في صور معدلة جنينيا ،لكن محاكمتهم أو اعدامهم تحت شعارات الدفاع عن حقوق الإنسان العربي هو الكذبة الكبـيرة التي لا يمل سـياف النظام الدول الجديد من تسويفها ،ولسان الزمن يسخر من حكاية مجرم كبير ومحتـرف امتهن بدلة قاض لمحاكمة وصي"نفط" تمانع في منادمته "بتروليا" فأضحى صاحـب البئر متهما والقاتل الكبير قاضـيا ..
امريكا يدها طويلة و يمكنها أن تصـل لأبعد وأطول "رقبة" في الكون ،سـواء كان ذلك عبر أممها المتحدة أو من خلال محكمة لاهاي النفطية، لكن الساخر في عدالتها "السمحة" أنها تصفي حساباتها "النفـطية" بأفواه وأسنان الشعوب المقهورة بحكامها، فـباسم ضحايا مجازر "الدجيل" أعدم صدام حسين وباسم "دارفور" يلف الحبل الذي شنق صدام حول رقبة الرئيس السوداني..والمهم في عمليات الشنق "النفطي" أن لأمريكا الحق في أن تقضم من تشاء من "أميارها" الدوليين لكن باسـنانها وليس بمآسي الشعوب العربية ،فالكون لها وحكامنا منها، لكن يبقى المواطن العربي خصـمها إلى يوم الحـساب .