كنت وعشيقتي نور (خالة فينوس بالرضاعة) نتسامر في شرفة الطابق التاسع والستين من جنائني المعلقة عندما فجاًة وعلى حين غـُـرّة شقراء ورأساً ومباشرة وعلى الفور فززت من مكاني لهول ما رأيت . حدث هذا في ليلة الغزو المدغشقري لجمهورية مالاجاش ليلة التاسع عشر من آذار عام 2003 قبل ميلاد الديـّوس جورج دبليو بوش .
كان الجو مكهرباً ، أي كانت الفولتية المناخية عالية على نحو رومانصي (بالصاد المفخـّمة) فوق العادة والطقس الأمبيري في غاية الأوفرلود ، وكان الليل أم كلثوميّ الصوت والصدى والصورة والنيكتف . كنت قد إزدردت سـلة معتبرة من فاكهة الثوم وكانت الريح على قلق كأنها تحتي أسـلــّطـها جنوباً أو شمالا حيثما مالت مناخير عشيقتي نور . وبينما كانت نورعيني تحاول عبثاً أن تشيح بوجهها عن دوامات رياحي العاتية طفقت أنا كعادتي الكونية أحصي رعيتي من النجوم والكواكب والشهب والنيازك وإلى ما هنالك من أجرام سماوية في عهدتي .... وفجأة ومن دون أي شور أو دستور وجدتني أقف على أصابع رأسي ما أن لمحت على القمر وجهاً لطالما طيـّن عيشتي منذ أن درَجت عشيقتي نور على احتضان التلفاز بالأطراف الأربع والصدر والبطن والرقبة حين يحين موعد المسلسل السرمدي (المُطبلج) إياه .
هنا ، في هذه اللحظة الزفتية جاهدت أيما جهاد وتحمست أيما حماس لكي أمنع فمي عن فتح شفتيه لعلـّي أكتم عاصفة صيحتي إنما دون جدوى ، إذ أنّ الصيحة أخذتني ولفلفتني السبع لفات قبل أن تلقي بي مضرجاً بالهراء على الصخرة التي كانت ترقد عليها نور حياتي قبل تسع ثوان بالضبط . ذلك لأنّ صيحتي الزلزالية (أطاح الله حظي من علياء الدرب التباني) قد نبـّهـت نور شقائي إلى ما رأيت من وجه الشوم على القمر فكان أن وقفـَت على أطول شعرة من رأسها لبرهة قبل أن تهوي من الشرفة الجنائنية المعلقة في الطابق التاسع والستين وعيناها مشدوهتان إلى القمر دون أن تنبس لا ببنت شفة ولا بولد شفتين .
هكذا قتل المجرم مهند الطوراني نور لوعتي ليلة الغزو المدغشقري لجمهورية مالاجاش في التاسع عشر من آذار عام 2003 قبل ميلاد الديـّوس جورج دبليو بوش ، وهنا ، فإنني من موقعي القيادي في درب التبانة أوجه أوامري إلى كل أبناء مجرتي من الذين شهدوا مثلي واقعة ظهور السفاح الهارب مهند الطوراني على سطح القمر بأن يتقدموا بشهاداتهم إلى المحكمة الكونية الخاصة بجرائم (الحرب والسلام) الدوستويفسكية حتى تأخذ لا العدالة فحسب بل كذلك الرواية التاريخية مجراها الطبيعي والقانوني ويسترد كل ذي حق حقه . ولن يفوتني هنا أن أخص بالذكر تعويلي الإستثنائي العظيم على شهادة جاري العزيز (وريد الأنوري ) الذي تصادف أن رأى ما رأيت على القمر حين كان مع صديقه يلعبان (الغمّيضة) على سطح داره قبل أن يسقط على رأسه بالمصادفة الضرورية حطام نور حطامي فيقعده حبيس الفراش واللسان كل هذا الزمان .
ترليون لعنة كونية شُهبية حارقة خارقة على القاتل مهند ومثلها على القمر التابع الأرضي الذليل .
والرحمة اللانهائية على نور عتمتي الأبدية .
المكلوم خارط حبر الجميدي
خليفة الموحدين في درب التبانة
كتب على حافة الثقب الأسود المخروطي الثامن في الخامس عشر من تموز 2008
(مهند) في القمر حقيقة أنا رأيتها بقلم : الخليفة خارط حبر الجميدي
تاريخ النشر : 2008-07-15