بسم الله الرحمن الرحيم
أليس من حق ( أبو علي إياد ) أن يكون له مثوىً كما ( لدلال المغربي ) ...!!
بقلم : منذر ارشيد
((دلال المغربي )) وبعيداً عن المبالغة فهي أروع وأعظم النساء على الأرض "
هذه الشهيدة التي سجلت أعظم صفحات التاريخ الفلسطيني والعربي والأسلامي في عصرنا "
دلال أول من رفع العلم الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية وبقوة السلاح وعزيمة المنتصرين
فهي تستحق كل ما سيجري لها وهو أقل تقدير لهذه الشهيدة البطلة ويكفيها انها في عليين مع الأنبياء والصديقين
إن إستعادة رفاتها سيكون شهادة عز وفخار لحزب الله وقائده ، ليضاف إلى سجله المشرف
مع قائمة الأنجازات العظيمة "
ذكرتني الشهيدة البطلة دلال المغربي ببطل فلسطيني كبير ..........
أبو علي اياد القائد الفلسطيني الفتحاوي الذي قضى شهيدا وفي مثل هذا اليوم وفي عام 1971
حيث كنا معه في كل خطوة حتى الى ما قبل استشهاده يثلاث ساعات
سرنا معا ً في وديان جرش وعجلون وجبالها وأحراشها تحت القصف العنيف حتى وصلنا الى مغارة في منطقة الوهادنة التي تطل على الأغوار الشمالية "بالقرب من وادي اليابس "
جلسنا في المغارة الصغيرة والتي تقع على سفح تلة صغيرة بعد ان قرر الشهيد القائد أن ندخل الى فلسطين عبر نهر الأردن ونشتبك مع العدو ليقضي الله أمره .!
كانت الشهاده منتهى الحلم لدى القائد الكبير وكل من كان معه حيث كنا خمسة عشر مقاتلاً عاهدناه وعاهدنا الله أن نمضي معه الى آخر الطريق ( الشهادة ) ولكن الله قدر وما شاء الله فعل "
أرسلني واخي الشهيد ((شريف يونس ))
لطمأنه أخوة من المناضلين في قاعدة الفرسان الخيالة حيث كانوا محاصرين في موقع يفصلنا عنهم وادي وجبل
وقد اتصلو عبر اللاسلكي بعد سماعهم خبر استشهاده عبر الأذاعة "وكانوا في غاية التأثر والانفعال ، وقد غادرناه وبناءً على أمره رغم اني كنت مصمماً على عدم تركه للحظة واحدة "ولكن ل لله أقدرٌ مقدرة "
فوصلنا الموقع وأبلغناهم بتحياته وعدنا أنا وأخي شريف على ظهر حصانين ولكن تفرق شملنا بعد فترة حيث تم استهدافنا برشاشات ثقيلة وتعثر بنا الحصانين وتدحرجنا الى وادٍ سحيق ولم أعرف شيئاً عن اخي شريف
إلا بعد يومين حيث التقينا في المُعتقل
وعندما وصلت مكان المغارة لم أجد اي شيء ولم يعد هناك أي اثر للمغارة التي قصفت قصفاً شديداً فتغيرت معالم التلة حيث سُويَت بالأرض تقريباً
ولم أجد أحداً .! والأغلب أنهم قُتلوا ودفنوا تحت ركام التلة (والله اعلم )
تم اعتقالي بعدها وأنا هائمُ على وجهي في الوديان والتلال ولا أعرف الشرق من الغرب لهول الصدمة .
ولو تحدثنا قليلاً عن الوضع العام لقلنا ما يلي .....بعد أحداث ايلول التي سبقت أحداث جرش وعجلون
والتي كانت نتائجها مأساوية كما يعرف من عاشها أو قرأ عنها"وقد أعلن حينها الشهيد أبو إياد صلاح خلف بأن على المقاومة الخروج من الأراضي الأردنية طوعاً بعد أن فشلت كل الجهود العربية لبقائها ، وقد انتقده الكثيرون حينها" وبغض النظر عن مجمل الأسباب والتي ليست هي موضوعنا "ولكني أقول أن أبو علي اياد إضطَر أو جاء الى الأردن بحُكمِ المضْطَروبقرار من اللجنة لمركزية لرفع معنوايات من بقوا في الأحراش ، رغم ان هناك قراراً قطعياً كان قد صدر من الحكومة الأردنية بخروج الجميع من كل الأراضي الأردنية حتى من الأحراش " ورغم أن أبو علي لم يكن هدفه الا الوطن والعدو الأسرائيلي " وهو ما حصل فعلاً من خلال تكثيفه للعمليات عبر نهر الأردن مما جعل ردود الفعل الأسرائيلية عنيفه على الأغواروالأراضي الأردنية من خلال غارات وقصف عنيف طال البشر والشجر والحجر والمياه التي كانت مصدر الزراعة والغذاء الأهم للأردن مما عجل الصدام الأخير، ونهايته المأساوية المعروفة.
ما لفت انتباهي وفاجئني كما فاجأ الكثيرين هو إحياء قضية جثامين الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين
وظهور هذه القضية على سطح الأحداث وبشكل مثير للعواطف والشجون
فتذكرت القائد والأخ ورفيق الدرب المعروف بقوته وشجاعته وخلقه الطيب فتسائلت ....أين أبو علي من هذه المعادلة ....!!!
أبو علي الذي تُرك ليواجه مصيره دون أدنى تفكيرومراعاة لوضعه الجسماني وهو فاقد لأحدى عينيه وجزء من فخذه ورجله المهشمة ولا يمشي إلامتثاقلاً بمساعدة عكاز "
قائد عظيم تم إرساله الى الأردن في الوقت الضائع " وقت كان كل شيء معروف والأمر محسوم
حتى انه مُنع من العوده الى الأردن مرتين وبشكل رسمي خلال 48 ساعة وهو ينتظر في درعا " ولكن إصرار القيادة .! وكنت شاهداً على هذا الأمر بكل تفاصيله والتي لا داعي لشرحها حتى لا نفتح كل الجروح مرة واحدة
فجرحنا اليوم يكمن في سؤآل واضح ..... أين رفات الشهيد أبو علي اياد ...!!!
وخلاصة القول هنا وفي سؤالي أين رفات أبو علي أتسائل (( أين الوفاء))..! اين الوفاء من رفاق أبو علي إبتداءً من المرحوم الشهيد أبو عمارإلى آخرمناضل و مقاتل فتحاوي " فأبو علي وكما يبدوا أنه
( ذهب مع الريح ) كورقه خريفية عفى عليها الزمن وانقضى زمانها ..!
وكأنه لم يكن ذاك القائد الفذ الذي سجل أروع المواقف البطولية وفي تفانيه رغم إصاباته المتكررة
والتي لو حصلت لغيره لقعد يتغنى بجراحه مستريحا ليجمع ثروة بينما هو جمع ثورة
ونحن اليوم نشهد أعادة رفات مئآت الشهداء وعلى رأسهم رفات الشهيدة دلال المغربي
أتسائل أين رفات الشهيد القائد أبو علي اياد...!!!!!
وأقول لكل من سيُسمِعُنا خُطْبتَه ُ العصماء عند جثمان دلال أو في أي إحتفال " نقول ...لكل المغردين والخطباء
إن من لم يكن له وفاءً لرفيق دربه أبو علي إياد وتجاهله طيلة سبعة وثلاثون عاماً "هل يحق لمثل هؤلاء أن يتغنوا ويمجدوا بدلال..!
فدلال تعرف جيداً أنكم كاذبون " لأنه لو كان فيكم خيراً لأبو علي لكان فيكم خيراً لدلال " فما أنتم الا شهاد زور ومنكم من كان مع أبو علي إياد حتى آخر يوم قبل استشهاده " فاخجلوا من الله ولا تكذبوا فدلال لن تُصَدِقَكُم "
فأبو علي لم يتبخر جسده ولم تذروه الرياح "لماذا لم تسألوا عنه يا قادة فتح ...!
وأخيراً....أليس من حق أبوعلي اياد أن يكون له قبراً كما كل الشهداء ...!!!
سؤآل أضعه رهناً للأجابة عليه" ولمن يهمهم الأمر....!
أعتقد أن الله كَرَمَ الشهيد أبو علي عندما جعله مجهولاً وليس له قبرعلى الأرض لأنها ((أرض النفاق ))
وكأن الله اكرمه فأبعده عن كل المنافقين حتى في فناء جسده الطاهر
لأن أبو علي كان في حياته عدو الصهاينة وعدو ((النفاق )) وأقول .....
يا أبو علي أيها القائد المؤمن ايها الأخ والأب يا أمير المستضعفين في الأرض يكفيك أنك مدفون في قلوبنا وقلوب كل شرفاء الأرض
رحم الله أبو علي اياد رحمة تغمره كما غمرنا وغمر فلسطين بحبه وعطائه وتفانيه
وبئسة الوجوه الكالحة التي لا تخجل اليوم أمام هذا المشهد العظيم في مواراة جثامين الشهداء .
دلال بقيت ثلاثون عاماً وكان من الممكن ان تبقى مئة عام في الأسر لولا حزب الله وانتصاراته "
فمن تذكرها ومنذ أوسلو الى إليوم من حفنه المهللين والمنشدين والمنافقين والمتاجرين بالشهداء .....!!!؟
هنيئاً لك يا دلال في مثواك الجديد بين أبطال الجنوب لبنانيين وفلسطينيين حيث لا وجود للصهاينة ولا للمستوطنين ولا للمنافقين
حتى يأتي الله بأمره فتعودي إلى مثواك الأصيل بعد أن تتحرر فلسطين على أيدي من يستحقون النصر مهما طال الزمن" فهذا وعد الله لِلمُستخلَفين في الأرض"
أليس من حق أبو علي إياد أن يكون له مثوىً كما لدلال المغربي بقلم : منذر ارشيد
تاريخ النشر : 2008-07-15
