تنظيم الجماهير بداية المسيرة
من نشرة "طريق العاصفة" العدد الأول
يؤكد النظام الداخلي لحركة فتح، الذي هو الاطار الجامع لوحدة أهدافها الوطنية، إن التنظيم ليس مطلوبا لذاته، وان الغاية من وجود التنظيم الحركي، هو تجنيد طاقات الشعب العربي الفلسطيني ووضعها في مكانها السليم من الكفاح الوطني الفلسطيني وبناء إستراتيجية التحرير، وبالتالي فالتنظيم الحركي في هذا الإطار، هو أركان حرب الجماهير الوطنية، وأساس تجنيد طاقاتها وتصريف جهودها وإمكانياتها في خدمة الثورة الشعبية المسلحة، وإدارة قوتها في محيطات واسعة من الاخطار والمهالك، وصقل هذه القوة وتوعيتها وترشيدها واستخدامها في المكان المناسب من التضحية،التي قلما يتجشم دروبها الوعرة، غير الأوفياء من أبناء الشعب المخلصين، حيث ينتشر ابناء التنظيم الحركي بين اوساط الجماهير، لاستنهاض همتها وتفجير طاقاتها الكامنة، وإظهار قوتها الخلاقة وحيويتها الاصيلة في ميادين العمل المنظم، انطلاقا من تعليمات وقواعد الاصول التنظيمية في العمل الوطني، وتأكيد على حضورها في كل حركة واعية نحو الجماهير، لاسيما وأن الغاية من هذا النشاط الهادف هي استملاك القدرة على بناء إستراتيجية التحرير التي تدعو اليها حركة فتح، من خلال ريادتها الفكرية في الكفاح المسلح، ووضع الشعب الفلسطيني امام مسؤلياته التاريخية لتحرير بلاده من الاحتلال والاغتصاب الصهيوني، وتمليكه الخبرة والامكانيات لتنظيم صفوفه، والانخراط في مسيرته النضالية، لذلك يباشر التنظيم الحركي نشاطه في هذا الشأن، على قاعدتين مهمتين من العمل الوطني:
الأولى: هي تنظيم النخبة الواعية، القادرة على القيام بالمهام التنظيمية ،
والثانية: هي بناء التنظيم الجماهيري الواسع والقادر على مواصلة المسيرة الوطنية، وإلحاق الهزيمة بالأعداء والمستعمرين وهذا يعني إن التنظيم الحركي لا يمكن ان يدعي لنفسه القدرة على تفجير ثورة شعبية مسلحة وبداية مسيرة كفاحية بحجم القضاء على المشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين قبل استكمال قوته الحقيقية وبناء عصائب الاحرار والخبراء في العمل التنظيمي وبناء الثورة في نفوس الجماهير الوطنية والاطمئنان على سيرورة نشاطها واستمرار قوتها واندفاعها نحو الاهداف الكبرى في مسيرة الشعب العربي الفلسطيني وهو الامر الذي لا بد من استملاكه بالجهد والعمل والمثابرة والتخطيط عبر عمليات مركبة ومتواصلة من النشاط المستمر بين اوساط النخب السياسية والفكرية والثقافية ومراكز قوة الشعب الفلسطيني ومحاور طاقاته وجماهير الشعب الكادحة والمحرومة التي حط بها الترحال في زوايا الالم والمعاناة الدائمة في الوطن العربي الكبير حيث ان التنظيم الحركي يبدأ بالنخب التنظيمية الواعية والمسلحة بكل الخبرات والطاقات الخاصة بهذا الشأن وكافة العلوم والفنون الاخرى ذات الارتباط الوثيق بالعمل الجماهيري والتحريضي الثوري والقدرة على دراسة وفهم سجايا الناس وتجنيد واستقطاب الخبرات والملكات الشعبية التي ستقوم بدور القيادة والادراة الوطنية لطاقات الجماهير الفلسطينية والاستجابة للظروف والوقائع التي تعيشها على قاعدة القدوة الحسنة في السلوك وخوض الصراع والمعارك ومبدا الشركاء في النضال والتضحية هم شركاء في الحياة ,ثم يأخذ التنظيم بالانتشار والتوسع المتدرج واخراج كادراته وملكاته القيادية من دوائر اعدادها في الحلقات النخبوية الى آفاق البناء الشعبي من اجل استقطاب المزيد من هذه الملكات والكادرات القيادية من جديد وصولا الى بناء الخط التنظيمي الواضح والدقيق بين الجماهير الوطنية الواسعة والخط السياسي المرتبط بأهداف ومنطلقات التنظيم الحركي الذي يبدأ بتفسير الاحداث والوقائع على قاعدة المصالح الوطنية الكبرى للشعب العربي الفلسطيني والمبادئ والشعارات التي يطرحها, وقواعد بناء إستراتيجية التحرير وإلا فقد التنظيم الحركي مبررات وجوده التاريخي وتنازعنه الآراء والأهواء والمصالح الشخصية التي ليس لها علاقة بحركة فتح ومشروعها الوطني التحرري في حياة الشعب العربي الفلسطيني.
ان التنظيم الحركي هو القاعدة الاهم في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني والشخصية الكفاحية المتراصة والمتلاحمة في وحدة وانصهار دائمين مع الأرض والإنسان الفلسطيني فهو المبدأ والعقيدة والقسم وهو الاهل والابناء والاقربون ووحدة الشعور والاحساس بالانتماء للوجود والكرامة الجماعية للحركة ورابطة الاخوة والدم والمصير لذلك لا بد ان تعود الروح الاخوية التي تربينا عليها في حركة فتح وان يطلق كل منا لنفسه حق بناء تنظيمها الثوري بصورة دائمة ومستمرة انطلاقا من نظامها الداخلي وتأكيداً على حضوره دون الارتهان الى تعليمات وتوجيهات من الاخرين فهذا شرط من شروط النظام الداخلي وامر تنظيمي يدعو اليه هذا النظام ويفرض علينا تطبيقه لتبقى المسيرة بأذن الله في اندفاع وتواصل مستمرين ويبقى التنظيم الحركي بداية المسيرة الوطنية الفلسطينية والبداية الاجمل في كل البدايات.
انتهى.
المتوكل قاسم
الثورة الفلسطينية وجدت لتبقى وهي أنبل ظاهرة في التاريخ العربي الحديث
الزعيم القومي الراحل جمال عبد الناصر
تنظيم الجماهير بداية المسيرة بقلم:المتوكل قاسم
تاريخ النشر : 2008-07-15