ساركوزي فرنسا .......... ومحاولات تعزيز الدور الدولي والاقليمي لفرنسا
بقلم المحامي علي ابوحبله
السؤال الذي يطرح نفسه هل الرئيس الفرنسي ساركوزي يتسم بكارزيما سياسيه هذه الكارزيما جعلت من ساركوزي شخصيه قد يصعب الحكم عليها فبعد ان صنف بانه ظل الرئيس الامريكي بوش وانه الحليف الذي استعاضت عنه ادارة الرئيس الامريكي بوش بعد تنحي توني بلير عن ترؤسه لحزبه ولرئاسة الوزراء هذا الرئيس الفرنسي الذي قام بزيارة امريكا معلنا تاييده ومساندته للسياسه الامريكيه والذي اعلن تاييده المطلق لاسرائيل هو نفسه ساركوزي الذي انتقد الاستيطان الاسرائيلي واستعرض حق العوده في خطابه بالكنيست الاسرائيلي معلنا عن دعمه وتاييده لاقامة الدولة الفلسطينيه بما فيها القدس هذه القفزات السياسيه بالمواقف تؤكد ان هناك استراتيجيه فرنسيه وان لدى ساركوزي برنامج سياسي سيما وان فرنسا ستتراس الاتحاد الاوروبي ويبدوا من ذالك ان هناك توجه نحو ترسيخ مكانة الاتحاد الاوروبي ليملآ الفراغ بعد انتهاء فترة ولاية جورج بوش اذ ولربما سيكون هناك فراغ بعد فشل السياسه الامريكيه التي اخطتها اليمين المتطرف والمتصهين للرئيس بوش الذي قضى فترة ثماني سنوات وكما يبدوا ان فرنسا ساركوزي قد خرجت من العبائه الديغوليه ومن العبائه الاشتراكيه لتدخل مرحلة ساركوزي والتي وكما يبدوا انها مزيج من العوده بفرنسا الرجل القوي بفرنسا ذات التاريخ الاوروبي بفرنسا المهيمنه والمسيطره بفرنسا ذات الدور الدولي والاقليمي ومدخل فرنسا كان سوريا ولبنان حيث لفرنسا تاريخ طويل ايام الاستعمار الفرنسي وهي تعي لما الاهميه الاقليميه لسوريا ولبنان في منطقة الشرق الاوسط وكان النجاح الفرنسي في قمة ساركوزي الاسد والعماد ميشال سليمان وبحضور الامير القطري الشيخ حمد بن خليفه راعي الاتفاق اللبناني المعروف باتفاق الدوحه اعترف ساركوزي لدور اقليمي لسوريا لم يفصح عن ما هيته مقابل اقامة علاقات دبلوماسيه ما بين لبنان وسوريا وترسيم للحدود وكذالك طلب من سوريا ان تتدخل لدى ايران بشان المشروع النووي الايراني والذي قد تكون سوريا مدخل فرنسا لايران كما حزب الله الان الذي هو قوه مقاومه راسخه في منطقة الشرق الاوسط ويبدوا ان الدعوه للاتحاد المتوسطي والذي ترعاه فرنسا والذي من خلاله تعيد لنفسها دور اللاعب الدولي والاقليمي بحيث يضم هذا المؤتمر للاتحاد المتوسطي ما يقارب الاربعين دوله فعدا عما تحقق من انفراج على المستوى اللبناني والسوري فهناك محادثات قد ترعاها فرنسا ما بين اسرائيل وسوريا ولربما تنتقل في مرحله مقبله المحادثات التي تتم وعبر الوسيط التركي الى فرنسا حيث من المقرر اجراء محادثات بين الجانبين السوري والاسرائيلي وبرعايه فرنسيه ولا ننسى ان حضور الاسد للقمه المتوسطيه قد تجمع الرئيس الاسد ورئيس وزراء اولمرت وكذالك اللقاء الذي سيجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل اولمرت وبرعايه فرنسيه هذه الدبلوماسيه الفرنسيه النشطه التي تجمع بين الفرقاء وبين المتصارعين على الحلبه الاقليميه الشرق اوسطيه وهذا المؤتمر للاتحاد المتوسطي والذي يضم اسرائيل بهذا تكون فرنسا قد اعادت لنفسها ما تطمح لتحقيقه في ظل ساركوزي وهي ايضا جمعت فرقاء لم تستطع ادارة بوش من جمعهم كما وانها حققت مكانه للسياسه الامريكيه والسؤال هو هل تنجح الاستراتجيه الفرنسيه من خلال ساركوزي بتحقيق التقدم لمشروعها من خلال جمع الاضاد وهل بمقدور فرنسا من تحقيق في الانفراج السياسي حيث دلائل الامور تشير الى ذالك ولغاية الان وبقي مشروع تحقيق الحوار الفلسطيني هذا الحوار الذي ولغاية الان محكوم بالفيتوا الامريكي الاسرائيلي وفرنسا فتحت ثغره من خلال محادثاتها مع حماس فهل بمقدور السياسه الفرنسيه من تحقيق اختراق في موضوع الحوار الفلسطيني اذا نجحت ادارة ساركوزي من ذالك واقنعت اسرائيل وتمكنت من انحسار الفجوه في المحادثات التي تجري الان بين الفلسطينيين والاسرائيليين وضغطت ومن خلال قمة الاتحاد المتوسطي للضغط على اسرائيل بوقف البناء الاستيطاني سيما وان الشراكه الحقيقيه لاسرائيل هي مع المتوسطي وليست مع امريكا فان فرنسا تكون قد حققت ما كانت تصبوا لتحقيقه ولا شك ان الاشهر القادمه وبعد انتهاء فترة بوش ستكون الحكم على قدرة الساركوزيه في تحقيق اهدافها ومبتغاها وما اذا كانت قد رسخت فرنسا دورها كقوه دوليه واقليميه في العالم ورسخت لنفسها وجه سياسي مستقل او لربما مرتبط بالدور الدولي للاتحاد الاوربي كقوه دوليه تجمع القوى الاقليميه لتحد من جموح التطرف وتكون موازيه في وجه القوى الاحاديه التي اغرقت المجتمع الدولي في الحروب والاقتصاد الذي يكتوي بناره اليوم المجتمع الدولي
ساركوزي فرنسا ومحاولات تعزيز الدور الدولي والاقليمي لفرنسا بقلم:المحامي علي ابوحبله
تاريخ النشر : 2008-07-14
