الغيره والطموح بقلم:عصام عقرباوي
تاريخ النشر : 2008-07-14
الغيره والطموح بقلم:عصام عقرباوي


الغيره سلوك فطري وانساني وهي قوه دافعه للرقي والتقدم اذا ما استطاع الانسان ان يضعها في الاطار الصحيح ضمن الدوافع الانسانيه ولاجتماعيه التي تمثل النسق الاجتماعي الذي يعيش فيه الانسان, فلا يمكن ان يكون هناك طموح بعيدا عن تاثير عامل الغيره في انضاج هذا الطموح واستمراره. ويمكن للابوين والاسره توجيه مشاعر الغيره لدى الابناء بما يجعلهم يتخلصون من ظلالها السلبيه على شخصيه الابناء, وتتحول الى دافع للنجاح والتفوق. وعلى الام ان تناقش دائما مع الطفل والشاب والفتاه مشاعر الغيره التي يشعرون بها, فتقلل من حجم التوتر والحزن الذي تخلفه الغيره في مشاعر الابناء, وتوجه هذه المشاعر في اتجاه تحول الابناء الى الطموح والتفوق والتغلب على الغيره من الاخرين بان نكون افضل منهم ونتفوق عليهم, ونقابل الاساءه بالسلوك القويم والمواقف السلبيه بالتمسك بالقيم والدين. اما بالنسبه للكبار فان مشاعر الغيره تشبه اتونا مشتعلا يمكن لو صمدنا امامه وحكمنا عقولنا قبل ان نندفع وراء مشاعر الغيره, يمكن ان يساهم في تمسكنا النفسي والانساني. وعلى سبيل المثال اذا كان هناك شخص تغار منه, فانك تتحول الى بركان من الغضب المستمر وتحاول النيل منه بايه وسيله, وقد تندفع وراء مشاعرك فترتكب اخطاءا بحقه, اما لو حكمت عقلك وسالت نفسك سؤالا واحدا قبل ان تقدم على عمل انفعالي, هو:( ماذا سيحدث بعد ذلك), ستجد انك ستعود عما انت مقدم عليه من شرور. وقد اثبت الدراسات ان الافكار الشيطانيه التي تدور في عقل المجرمين سريعا ما تتبخر اذا ما امعن الشخص المجرم في التفكير وتصور ما سيحدث له بعد ارتكاب الجريمه. والغيره مثلها مثل شهوه الانتقام او عاطفه الحب او الخجل او التوتر العصبي, وغيرها من المشاعر الانسانيه, تزداد جذوتها وتاثيرها على الانسان تبعا للظروف الاجتماعيه المحيط به. ومن هنا فان تاثير الاسره والاصدقاء والمتغيرات الحياتيه يكون كبيرا في تضخيم المشاعر, وهنا ياتي دور التنشئه الاجتماعيه والتوعيه الدينيه وقيم التماسك الاجتماعي والترابط العائلي, والحرص الاجتماعي العام على تماسك الاسره والمجتمع ليقوموا معا بدور التقويم والترشيد للسلوكيات السلبيه للفرد لصالح السلوكيات الايجابيه. وتتضافر القيم الاجتماعيه مع المبادئ والعادات والتقاليد لتساعد الشخص الغيور على التخلص من ضغط الغيره بداخله. عصام عقرباوي-