تمركزت امريكا اذن في افغانستان بعد تخطيط واستعداد جهنمي اطاحت بطالبان وولت كرزاي فاحاطته بالضعف والاحراج بلا جيش قوي ولا سلاح ولا استراتيجية مستقلة ،بل هو بلا شعب ، فما عليه الا الحكم تحت الحكم الامريكي الذي يؤمن له الاستقرار المهدد بالارهاب وبما تبقى من طالبان .وماكان قصد امريكا ولاهمها الشعب الافغاني ولا طالبان ولا بن لادن بل كانت تطمع في هذا الموقع الاستراتيجي وتوسيع دائرة قواعدها الدائمة في العالم . فوجود امريكا في افغنستا توسطت به دولا ذات وزن ثقيل في المنطقة واقتربت اكثر من اقواها مثل روسيا ،باكستان الهند الصين وكلها نووية ويران وهي مدرجة مسبقا في التخطيطات الصهيوامريكية ، الى جانب كل من سوريا والعراق. والمدهش في مكرها انها تصرفت كما شات دون تدخل من الدول المجاورة والتي استعملت اراضيها اثناء الغزو واتهكت اجواءها واخترقت حدودها . والسبب هو وجود عداء بين هذه الدول كباكستان و الهند . وروسيا تتابع الاحداث ,وتستجمع قواها بعد مصيبة التفكك والاعياء الدي طالها من المجاهدين الافغان فكان السكوت مفروضا فرضته الظروف السياسية .
اما في الشرق الاوسط فان صحوة الفكر العربي وحماسه وطموحه دخول السباق العلمي من ابوابه الواسعة خصوصا في العراق وايران وسوريا ، هذه الصحوة عجلت بتنفيذ المخطط الامريكي المبيت حيث مهدت على طريقتها لضرب العراق قلب العالم العربي وعدو اسرائيل المهدد لامنها ووجودها, والوطن الروحي لشعوب العالم الاسلامي . فكان ضرب العراق ضربا مبرحا لشعوب العالم العربي وزرع الاحباط في نفوس الثائرين في كل البقاع المنددة بالظلم الامريكي.
استغلت امريكا هفوات سياسية في العراق واحداث داخلية وظفتها لدر الرمادوكسب الراي العام وتاييد الدول الكبرى . فكان الاعتداء على شعب العراق وسيادته , وضربت امريكا في الصميم حرية امة باكملها لتتهيئ اسرائيل لدخول العراق ناخرة في اثاره ومعالم اعتزازه وفي تاريخه العريق فارتكبت ابشع الجرائم بنهب وسلب واتلاف لكل ماهو عراقي متجدر في اعماق التاريخ..
كانت امريكا تتصور عبر مخططاتها ان تنهي الجولة في ظرف وجيز ,وكذالك توقع اتباعهاخصوصا اسرائيل التي لها منظور فوق منظور امريكا ولاتشاركها فيه ولا علم لامريكا به .. فاسرائيل نجحت في استخدام امريكا كقوة مرتزقة لصالحها ،تحارب من اجلها مقابل خيرات ليست بخراتها كبتول العراق . لكن الجولة الامريكية طالت وتعقدت واصبحت تقلق الصهاينة والامريكان ، فالمقاومة نجحت في ادماء وابكاء العدو ، ونجحت في الصمود وتمديد المدة الى حد يئس معه العدو وارتبك في تصرفاته وخشي على مخططاته وتنفذ هجومه على ايران وسوريا ثم بعده انفراد اسرائيل بلبنان وفلسطين واستعراض قوتها على عالم عربي مهزم بقوة امريكا. لم يسعد الحظ اسرائيل هذه المرة ، فشعب العراق ابى الا ان يكون سدا منيعا ضد اطماعها . فكان تعديل بسيط على المخطط الصهيوني فعجلت بالاعتداء على الشعب اللبناني ,شاءت من وراءه تحسين معنويات امريكا والضغط على سوريا وتهديدها وتخويفها للانقضاض عليها بسهولة . لم يكن شيئ من كل هذا فقداخطات اسرائيل التوقعات وفوجئت بمقاومة تصنع المعجزات مقاومة اربكت الصهاينة وزرعت الرعب في كل اسرائيل فازداد ارتباك امريكا وشعرت هي الاخرى بالذل والهزيمة وزادها خوفا على مشروعها في الشرق الاوسط ..يتبع..
الباز
امريكا واسرائيل :تخطيط دائم لخوض الحروب _ 2 _ بقلم:الباز
تاريخ النشر : 2008-07-13