فك الحصار يصطدم بواقع المعابر التجارية لقطاع غزة
يوليو 2008
إعـــــــــــداد
د. ماهـر تيسير الطباع
مديــــــر العلاقـــــات العامـة
الغرفـــة التجاريـــة الفلســــــــطينية
تعرض الاقتصاد الفلسطيني والمستوردين والتجار ورجال الأعمال في قطاع غزة خلال العشر سنوات الماضية لعدة ضربات متتالية نتيجة إغلاق المعابر المستمر مما كان له الأثر الكبير علي ضعف نمو الاقتصاد الفلسطيني و ضعف الفرص الاستثمارية .
فمنذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية في عام 1994 وتوقيع اتفاقية باريس الاقتصادية والمعابر الفلسطينية تتعرض للإغلاق بشكل مستمر تحت حجج أمنية واهية , ومن المعروف بان الجانب الإسرائيلي يسيطر بشكل كامل علي تلك المعابر .
واليوم وصلنا إلي الضربة القاضية في إغلاق المعابر فبعد مرور أكثر من عام علي إغلاق المعابر التجارية وفرض الحصار منذ 15/6/2007 يبقى الحال علي ما هو علية دون أي تقدم أو انفراج وكل يوم يمر تزداد معه الخسائر الفادحة التي يتعرض لها الاقتصاد الفلسطيني و المستوردين .
واليوم وبعد إعلان التهدئة المتبادلة بعد عام من الحصار تفاءل المستوردون ورجال الأعمال بإدخال بضائعهم العالقة في مخازن الموانئ إلي قطاع غزة وذلك لإيقاف نزيف الخسائر.
كما بدأ المستهلك الفلسطيني الذي يعاني من الارتفاع الحاد في الأسعار نتيجة نقص البضائع المعروضة في الأسواق المحلية يشعر بالفرحة والابتهاج لشعوره بحالة الانفراج المتوقعة وعودة الأسعار إلي طبيعتها مرة أخرى مع دخول جميع أنواع البضائع علما بأن عدد الأصناف التي ترد إلي قطاع غزة منذ فرض الحصار لا يتجاوز 20 صنف من المواد الغذائية الأساسية جدا والمستلزمات الطبية مقابل ما يزيد عن 9000 صنف كانت ترد عبر المعابر المختلفة قبل فرض الحصار.
ولكن بعد مرور 20 يوم على إعلان التهدئة المتبادلة لم يطرأ أي جديد على موضوع المعابر التجارية سوي إدخال 200 طن من الاسمنت يوميا من 3000 طن يحتاجها قطاع غزة بشكل يومي وبدأ سقف التوقعات في السماح بدخول أنواع أخري من البضائع في الهبوط.
و يصطدم تنفيذ فك الحصار ودخول كافة أنواع البضائع مع واقع المعابر التجارية لقطاع غزة حيث أن المعبر التجاري الوحيد الذي يعمل حاليا هو معبر صوفا و المعبر لا يفي بالاحتياجات المطلوبة حيث أن المعبر غير معد لاستقبال البضائع وكان يستخدم في السابق لدخول مواد البناء فقط و يستوعب معبر صوفا من 70-100 شاحنة في اليوم بحد أقصى , علما بان حاجة قطاع غزة اليومية من 150 – 200 شاحنة وذلك لتلبية الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية والإنسانية فقط .
كما أن الآلية المستخدمة لدخول البضائع بطيئة جدا و تعتمد على تفريغ البضائع الواردة في ساعات الصباح في ساحة المعبر وتحت الحراسة المشددة وفي الساعة الثالثة بعد الظهر تعود الشاحنات الإسرائيلية إلى إسرائيل ثم تغلق بوابة المعبر ويبدأ التجار الفلسطينيون بتحميل بضائعهم علي سيارات النقل المحلية , ويبذل التجار الفلسطينيين كل ما في وسعهم عند المعبر لإنقاذ الأغذية والفواكه والبضائع الأخرى التي تتعرض لتلف بالغ بسبب سوء النقل والتفريغ والتحميل حيث أن منطقة المعبر غير معده ومجهزة لذلك.
ويحتاج قطاع غزة لمرور 500 شاحنة يوميا لمدة ثلاث شهور متواصلة لتغطية عجز البضائع الموجودة في الأسواق ولكي يبدأ المواطن بالشعور بفك الحصار عن قطاع غزة ولتنفيذ ذلك يجب تشغيل معبر المنطار بكامل طاقته التشغيلية وهنا لابد من السؤال متى سوف يعمل معبر المنطار وما هي آلية تشغيله .
كما و يجب وضع آلية لدخول الحاويات حيث توجد العديد من البضائع لا يوجد إمكانية لدخولها إلا عن طريق الحاويات مثل الرخام والجرانيت , الزجاج , الماكينات والمعدات , السجاد والموكيت الأثاث , بروفيل الألمنيوم والحديد .... الخ .
وفي حال فتح المعابر لإدخال جميع أنواع البضائع يجب إعطاء الأولوية للبضائع المستوردة بموجب بيانات جمركية والمخزنة داخل مخازن الميناء والمخازن الخاصة في الضفة الغربية والعمل السريع علي وجود آلية لدخولها لقطاع غزة لوقف نزيف الخسائر لدى المستوردين.
ويجب التنويه بأنة يوجد العديد من البضائع المختلفة والتي تحمل تاريخ صلاحية سنوية وبدا هذا التاريخ بالتناقص وسوف تصبح فرصة بيع هذه البضائع في حال دخولها ضئيلة جدا نتيجة قرب انتهاء تاريخ صلاحيتها وعدم جودتها للاستخدام.
و من المتوقع بأن يزداد الوضع تعقيدا وتدهورا مع بدء العام الدراسي الجديد وحلول شهر رمضان المبارك وعيد الفطر حيث أن تلك المناسبات تتطلب دخول كميات هائلة من البضائع لتغطية الاحتياجات الموسمية المتزايدة .
ونستخلص مما سبق بأنة لا يوجد أي إمكانية لفك الحصار ودخول البضائع دون تشغيل معبر المنطار وبكامل طاقته التشغيلية وعلى مدار الساعة علما بان معبر المنطار يعمل حاليا لإدخال الحبوب فقط ( القمح – الشعير – العلف ) .
فك الحصار يصطدم بواقع المعابر التجارية لقطاع غزة إعداد:د. ماهـر تيسير الطباع
تاريخ النشر : 2008-07-13