لدلال الف تحية بقلم:عايد عويمر
تاريخ النشر : 2008-07-13
لدلال الف تحية بقلم:عايد عويمر


لدلال ألف تحية / بقلم عايد عويمر / الرياض
الأول من يناير عام خمسة وستين حين فجرت الحركة الأم فتح ثورتنا المعاصرة وشعبنا الفلسطيني يقدم قوافل الشهداء الواحدة تلو الأخرى على مذبح الحرية والاستقلال تلك القوافل الأكرم منا جميعا ناضلت وقدمت الغالي والنفيس من اجل الوطن الذي يستحق هذه التضحية الصادقة فنعم هؤلاء العظماء الذين عبدوا طريق الحرية بأشلائهم ورسموا خارطة الوطن بدمائهم الزكية المقدسة . هو شعب الجبارين كما كان يردد سيد الشهداء وقائد النضال ياسر عرفات أبو عمار ونحن على العهد معه بان تستمر الثورة حتى يتحقق الحلم الكبير ويرفرف العلم الفلسطيني خفاقا فوق مآذن وكنائس القدس.
ومن وسط الجراح النازفة ورماد النيران المشتعلة ووحشية الحصار الجاثم على صدور أبناء شعبنا يستعد هذا الشعب المرابط لاستقبال سنبلة فلسطين ابنة يافا "دلال المغربي" التي كانت ولا زالت وستبقى علما من أعلام فلسطين الخالدة فهي أول قائدة عسكرية قادت أجرأ عملية في تاريخ النضال الفلسطيني فكانت الاستشهادية الأولى سطرت بدمائها ملاحم العزة والبطولة في زمن لتخاذل والتقاعس والردة الفتاة التي ولدت في مخيم صبرا عام 1958، وسقطت شهيدة في الطريق الساحلي بين حيفا وتل أبيب يوم الحادي عشر من آذار مارس عام ثمانية وسبعين، نفذت عمليتها البطولية التي عرفت بعملية كمال عدوان والتي جاءت ردا على عملية فيردان التي قادها المجرم ايهود باراك متخفيا بزي امرأة وقام باغتيال الشهداء القادة كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار عام ثلاثة وسبعين.
دلال و قبل أن تقود مجموعتها المؤلفة من اثني عشر فدائيا إلي ارض الوطن، من خلال زوارق مطاطية، تم إتلافها وتدميرها لحظة الوصول إلي الشاطئ الفلسطيني، كتبت وصيتها، التي تقول: وصيتي لكم جميعا أيها الأخوة حملة البنادق، تبدأ بتجميد التناقضات الثانوية، وتصعيد التناقض الرئيسي ضد العدو، وتوجيه البنادق كل البنادق نحو العدو. واستقلالية القرار الفلسطيني تحميه بنادق الثوار...
... هي دلال الزهرة الفلسطينية التي تخرجت من مدارس فتح الثورية بإرادتها الجبارة وروحها النضالية التي تحملها بين ضلوعها فرضت نظام منع التجول على تل أبيب الكبرى وذلك لأول مرة في تاريخ دولة الاحتلال واستطاعت ان تحيي جمهورية فلسطين لمدة اربع ساعات في تلك الحافلة التي احتجزت فيها الجنود والمستوطنين الصهاينة قبل ان تأمر بتصفيتهم بالكامل وقبل ان يطالها الرصاص وتسقط شهيدة وتروي بدمائها العطرة ثرى فلسطين المقدس وها نحن بعد ايام قلائل سنتسلم رفاتها الذي احتجزته قوات الاحتلال منذ تاريخ العملية بموجب صفقة التبادل بين الكيان المحتل وحزب الله ستعود دلال بعد ان أيقن قاتلها انه لم يقتل حلمها بعودتها ومكثت هنا ثلاثين عاما رغما عن ارادته... محاولا ان يمزقها ويمرغ بشعرها التراب فلم يدرك انها قررت ان يكون هذا التراب حناء لشعرها... فبعد ان اكتحلت عيونها بجبال حيفا... جبلت حنتها وصبغت شعرها...وها هي دلال تعود الى حضن الحقيقة.... فقد قتلوها كونها اجهرت بحبها وحلمها بأن تكون فلسطين دولة والقدس عاصمة
هي ابنة العشرين، التي لم ترَ فلسطين الا لحظة الموت، قادت مجموعتها واطلقت العنان لذاتها بأن تمارس عشقها وتعزف لحن خلودها برشاشها وها هي انهت رحلتها ووضعنا الداخلي يزداد سوءا خاصة بعد الانقلاب الدموي الذي نفذته حماس على الشرعية الوطنية حماس التي نفذت هذا الانقلاب الغبي هي نفسها من ظلمت دلال بألسنة قادتها التي لا تعرف سوى اصدار الفتاوي التي تتماشى مع مصلحتها بشكل كبير وتكون في معظم الاحيان ان لم يكن دائما على حساب المصالح الوطنية العليا لشعبنا المناضل نعم وجب على قادة هذه الحركة أن يبكو الدم على قبر دلال لعلها تسامحهم امام المولى عز وجل
نعم سيدتي اقسم بالله اولا و بدمائك الزكية ان كل كلمات الدنيا لا تعطيك حقك كيف لا وانت التي لن يستطيع الاحتلال ان ينسى بطولاتها التي ستدرس في مدارس حركات التحرر في العالم أجمع وهأنذا أنحني اجلالا واكبارا لهامتك الشامخة لاخر نفس من انفاسك الطاهرة فإلى جنات الخلد جنبا الى جنب مع الانبياء والصديقين والشهداء مع وفاء ادريس وعندليب طقاطقة وايات الاخرس وادارين ابو عيشة
مع القائد الرمز ياسر عرفات وأبي جهاد وفتحي الشقاقي واحمد ياسين وأبي علي مصطفى وعمر القاسم مع كل الشهداء الذين لسان حالهم يقول
فلسطيني أنا أكتب اسمي بحروف من الدم...
أدوس على الجراح وأمضي...
أحارب الدنيا لإسمي فأنا فلسطيني وكل التحديات من حولي لأني فلسطيني
لن أنسى زمانا كنت فيه انا المحروم لا ولن انسى وطن يعيش فينا
لا لن انسى طفلا يلعب بالحجارة وأما مودعة ابنها لساحة النضال
فأنا فلسطــــــيني وقضيتي مروية
لن يجد الزمان كله مثلي فأنا طفل الحجارة وأنا ابن الانتفاضة "شهـــيد الحرية"
علمني وطني انّ حروف التاريخ تكون مزورة حين تكون مكتوبة بغير الدم