بسام العنانى يا قمرً مسجى بقلم:م. زياد صيدم
تاريخ النشر : 2008-07-12
بسام العنانى يا قمرً مسجى بقلم:م. زياد صيدم


شاهدته اليوم قمر مسجى على الأكتاف ألاف الحناجر على طبيعتها دون ميكروفونات فلا حاجة لنا بها.. لأنها بحاجة إلى تصريح عسكري خاص .. مر الموكب الرهيب من أمام منزلي وعلى عجالة أوعزت إلى ابنتي فرمت إلى بجلبابي وانطلقت بين الزحام والهتاف والرايات.. وصلنا بيت الشهيد لإلقاء أهله وأبنائه وزوجته ووالدته المقعدة والفاقدة لبصرها من جراء مرض السكر الذي الم بها بعد فراق ابنها الاستشهادي محمود عام 2003 في مستوطنة كفار داروم فكان بيت عزائه قد زين بالأصفر وأعلام فلسطين وكان من استشهاديي الفتح .. اليوم يا بسام دموعنا هي ردنا الطبيعي على العبث الدائر رحاه يطحن في الشعب ويرخى بستائره ثقيلة كأيام الحشر..!!.
أما آن الوقت لوضع حد له فقد فاق الجنون نفسه بمسافات بعيدة.. حتى تأكدنا بأنها نقمة من الله على تقصير الناس ومخالفة أوامر الخالق وإلا بماذا يفسر هذا الجنون وهذا الحقد الأسود؟؟.

بسام.. يا قمر مسجى على الأكتاف بوجه كالبدر يشع نورا وضياء.. لم تفلح كل المشافى لشفاء جروحك الغائرة وأحشائك المعطوبة والعاجزة عن أداء عملها الذي منحها الله للبشر .. فالداء كان غائرا عميقا في الجسد وفى النفس.. تُهمتك في غزة الآن انك أمين سر حركة فتح في مخيم النصيرات وعضو الحركة عن محافظة الوسطى.. بالانتخاب لا بالتزكية.. كنت محبوبا من الشعب فهاك الشعب لم يخذلك فآلاف مؤلفة خرجت لوداعك وهى تلوح بالتقرير الطبي عن سبب استشهادك فلن اشرح الأسباب فمن كان مشككا فليطلب التقارير الطبية من غزة والقاهرة.. من كان مشككا عن الأسباب فليسأل أسرته لماذا لم يفتحوا بيت عزاء له ؟ فهم أسوة بالأسر المغدورة أبنائها..

دموع غزيرة ذُُرفت عليك اليوم فقد كنت الشريف العفيف والمناضل الحر.. ستبقى روحك الطاهرة تغرد في سماء المخيم حتى ترى وصية الله قد نفذت ؟ .. وساد العدل بين الناس فليرحم الله روحك الطيبة والى جنات الخلد يا شهيد.. جوار أخيك قريبا من عرش الرحمن .. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

إلى اللقاء.