أين المفر يا بقلم:‏د. أحمد محمد السعيد
تاريخ النشر : 2008-07-12
أين المفر يا من تصنعون الشر والحقد والانقسام بعدما تخلطونه بالعسل ...؟!

يا من تغمسون في الخارج ...؟!



‏د. أحمد محمد السعيد ـ برلين



يتميز هؤلاء المرضى النرجسيون الذين يسقطون علينا بالمظلات من عالم مظلم حالك ...وهم حالة ليست طارئة على ابناء شعبنا في الغربة .. بتجمد في المشاعر العقلية... والعصبية ... والتهور وعدم التعلم من الدروس والأخطاء التي مروا بها .. ويكذبون بعدد المرات التي يتنفسون بها وهم يدركون ذلك ... والماضي بالنسبة لهم هو شيء مضى وانقضى وقد ولى ... ولا داعي لأن يستخلصوا منه العبر ... كما أنهم لا يعطون أي اعتبار لأي اسس ... او قانون ... أو اتفاق... أو تعهد ... ولديهم شعور بالأهمية المطلقة ... وأنه بنبعي أن يعاملون معاملة خاصة بهم ... فمثلاً .. لا يخجلون عاى حالهم عندما يكيلون الغير بالتهم الكاذبة... لتبرير اعمالهم الشنيعة .. ولا يستحون لتلوين انفسهم بقائد تاريخي ما ... لتحسين وتلميع صورتهم السوداء... في حين يفقدون تأييد من تحالفوا معهم بالامس واتهامهم بالدكتاتورية ووو...ما يجب على الآخرين هو تقليص وتقزيم أنفسهم لما يناسب البطل القومي الجديد ... وهم مصابون أيضاً بمرض تسليط الأضواء عليهم ... الصف الأول في المهرجانات ... وعند الصلاة ... والكاميرا والميكروفون والفضائيات وإعطاء التصريحات هنا أو هناك ...وكله طبعا باسم الأمة ... وأي امة!!



انهم يوزعون الصور... بواسطة الصفحات الرقمية والبريد الالكتروني ... ويبيعونها بأرخص الاثمان من اجل تلميع صورتهم المهمشة... ومن اجل ضمان كرسي في مؤتمرات المهازل التي يسمونها مؤتمرات فلسطينيو اوروبا...ينفخون صدورهم وكأنهم نساء... لا ينقصهم إلا حامل الثديان...والكعب العالي....!



ومن ميزات هؤلاء أنهم يعانون من الاندفاعية والتهور ... والميل لإيذاء النفس والوطن وابناء الجالية بكل الوسائل الممكنة والمتاحة ... ومشكلتهم الأساسية في تحديد هويتهم ... تجاه أنفسهم واتجاه حركاتهم واتجاه المستقبل والآخرين الذين حولهم ... امام بناتهم واولادهم وزوجاتهم ... أنهم ينكرون على الآخرين متطلباتهم واحتياجاتهم وتفكيرهم وأحاسيسهم وقناعاتهم وآرائهم ورؤياهم وطريقة أدائهم وتعاملهم وعلاقاتهم مع الآخرين ورغباتهم أو حتى كينونتهم ... هل يعقل هذا الأداء ... حيث أن إحساسهم متسم بالنفخة والعظمة والتفخيم لأهمية الذات... فعلى سبيل المثال يغالون في إمكانياتهم الهائلة والجبارة ... وفي معرفتهم للأمور ... وفي إنجازاتهم العظيمة وقدراتهم الخارقة ..الفوق عاديه ... ويتوقعون أن يشار إليهم دائما وأبداً بالبنان ... وهم في الحقيقة يدركون تماما أنهم لا يستحقون ما يهدفون ويتمنون ... وكثيراً ما نراهم متقلبي المشاعر والمواقف ...حيث كل موقف بلون ... يصرون على مخادعة الجماهير والاستخفاف بها والكذب عليها ... مما يخرّب عليهم و يحطم أعمالهم و حياتهم الشخصية ... ويقعون في مرض الانفصام الشخصي عنما يدفعون باولادهم لدورات الظلام والتحريض... كما وتسكنهم الازدواجية حتى النخاع ... ولا يخجلون من ذلك أبداً ... وهذه الازدواجية أوجدت فيهم مرض النرجسية ... بأن يعجبوا بأنفسهم كثيراً لتصبح حالة مرضية عندهم ... ولم تمكنهم معاناتهم على الإطلاق ... من َتلَقي ما يقوله الآخرين من رؤى تختلف معهم ومع رؤيتهم وفهمهم للأمور ... أو تثير جدلاً هنا أو هناك ...!!



إن السّمة الرئيسية في هذه الظاهرة الإنسانية ... لمن هجر وطنه...بشكل يثير الجدل والخوف من وظائفهم الحالكة في الظلمة...ومهمتم التخبيرية لأنظمة الحماية الامنية لدولة الاحتلال... هؤلاء.. يسكنون في عواصم العالم التاريخية... ويقولون ويزاودون بأنهم يعيشون في اكبر مخيم فلسطيني في خارج العالم العربي... من برلين...نحاصر الحصار... وهذا نوع من العظمة في الخيال والسلوك والحساسية الزائدة لتقييم الآخرين ... والافتقار إلى التعاطف مع من حولهم وبجوارهم ...



إن كثيراً من الناس .. لا يتفهمون ولا ينتبهون إلى ضرورة أن يكون هناك رأي مخالف لرأيهم أو موازيا له .. وأن هذا أمر صحي وطبيعي .. وإنما هناك اللونان الأسود والأبيض فقط .. ولا داعي لوجود أي لون آخر في هذه الحياة سواهما .. ولا يعترفون حتى بتجاور الأفكار والرؤى الأخرى ... ولا يعون أو يدركون ما يتوجه به الآخرين... انهم لا يخجلون من التلون بالإصلاح والتغيير .. والبعيد عن المصلحة العامة... انهم يخافون من الحقائق ...ويسخرون انفسهم ومن حولهم لحماية ذاتية تقيدهم وتكبلهم ...انهم يتمسكون بالقبلية والعشائرية وكأنهم يعيشون في معالم الجاهلية...ويحللون الامور والاحداث من هذه المنظار الضيق والهمجي... انهم لا يذهبون الى لقاء او اجتماع والا بتخجيل البعض ليرافقهم ...ليظهروا بان هؤلاء رجالهم ... وهكذا كانت تقييم خطب الفتنة الخالدة و المشتعلة في عقول بعض المرضى في النخاع...





ويطلبون منك رأياًً ... نعم رأياً بهم.. وهنا يجب عليك أن تكون يقظا واعياً وذكياً وحذراً ومنتبهاً وفطناً وحربوكاً حصيفا .. لتدرك أنهم يطلبون منك أن تمدحهم وتثني عليهم .. وتحدث عن بطولاتهم وإنجازاتهم وفتوحاتهم الاسلامية المشعلية والإشادة بهم .. وليس من باب إبداء الرأي في موضوع ما .. وليس أن تقدم التوجيه لهم في تصرف ما .. وليس أن تبدي النظر في هفوات وزلاّت وكبوات وهناتٍ وويلات وتاريخ أسود وأوزار ومصائب رأيتها فيهم هنا أو هناك ... وتحاول أن تقولها عنهم بصراحة .. ليقوّموا بها أنفسهم ... ويخجلونك ساعات وساعات على التلفون من اجل الحصول على مديح او توقيع...ليصطادوا في المياه العكرة....



يعطيك من طرف اللسان حلاوة .... ويروغ منك كما يروغ الثعلب ...!ويمدحك لك من هو قريب لك...!

وكذلك يريك البشاشة عند اللقــاء ... ويبريك في السر بري القلمْ ...! هذه هي حقيقة هذه البشر...! انهم اقزام هذه المرحلة...!

بالله عليكم يا جماعة...! أين المفر وكيف السبيل وكيف العلاج من هذه الظاهرة الإنسانية المدمرة والغير معقولة.. ؟!

أين المفر من الذين يصنعون الشر بعدما يخلطونه بالعسل ...؟!



تزوير ومخادعة وتحريض على الفتنة وإطالة زمنها ... يتلونون في اللحظة الواحدة مرات ومرات ... كالحرباء...يغتصبون ويصادرون الجهود والتضحيات والنجاحات والإنجازات .. ويجيّرونها لحساباتهم ولمصلحتهم ولذواتهم .. وذلك جهارا نهارا وعلى مسمع ومرأى الأمة ... !!! كما حدث بالامس القريب.



إنها ظواهر ظلامية هذه المرحلة وهذا العصر ... بعد استشهاد العملاق الوطني والقائد الرمز ياسر عرفات ...اسكنه الله فسيح جناته... فتغييب الأحرار الوطنيين ... وكتم الصوت المبدع المفكر بأدوات رخيصة غليظة ... باتت مكشوفة للجميع ... يريدون بها إعادتنا إلى عصر الجاهلية... إلى الوراء المظلم .. الى ابي لهب...حامي قلعة برلين... ويريدون إلباسنا لباسا يفصلونه حسب مقاساتهم .. لتغذية الأحقاد والضغائن التي ستبقى تتدحرج ككرة الثلج ...!! وكما قال المشتعل الزهاري ابو اللهب:



وذي أوجه لكنه غير بائح .... بسر وذو الوجهين بالسر يظهر ...!

يناجيك بالأسرار وهو مكتم .... فتسمعها بالعين ما دمت تبصر ...!