الوفاء لدلال ورفاقها بالاستمرار في مواصلة الكفاح المسلح الذي خطته فتح !! بقلم:نمر الاحمد
تاريخ النشر : 2008-07-12
الوفاء لدلال ورفاقها بالاستمرار في مواصلة الكفاح المسلح الذي خطته فتح !! بقلم:نمر الاحمد


في الحادي عشر من شهر اللوز، يوم السبت
هجم البرد على الشاطيء وأناخ الحر
خرج فدائي وطني من قلب الموج
ودلال السمراء العربية انطلقت ... هتفت ...
بلادي ... بلادي ... بلادي
لك حبي وفوادي

في صباح يوم الحادي عشر من شهر آذار 1978 كانت فلسطين على موعد مع ابناءها الابطال حيث تحرك المناضلين من ابطال العاصفة الذين كسروا القيود وحطموا الحواجز وعبروا المستحيل ووصلوا الي شواطيء فلسطين الحبيبة للرد على جرائم العدو الصهيوني الوحشية، الذي تسلسل جنوده في نيسان 1973 تحت جنح الظلام حيث تخفى وزير الحرب الصهيوني الحالي ايهود باراك بزي امراة واضعاً شعراً مستعاراً الى حي فردان في قلب بيروت وإغتالوا القادة الثلاثة كمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار وزوجته.

جاءت هذه العملية التي قام بالتخطيط والاعداد لها امير الشهداء القائد ابو جهاد مسؤول جهاز القطاع الغربي كرد على العدو الصهيوني الذي لا يؤمن بالسلام ولا يعرف الا القتل والإرهاب، ولتقول له ان الإرهاب والجرائم الوحشية تقابلها المقاومة والكفاح المشروع، وأن الثورة الفلسطينية قادرة على الوصول الى قلب الكيان الصهيوني، وأن إمرأة فلسطينية حقيقية وليست رجل متخفي بزي إمرأة تقود العملية، وأقامت دلال ورفاقها الابطال أول جمهورية فلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني على الارض الفلسطينية المحتلة.

لقد ادركت دلال ورفاقها ان العدو الصهيوني لا يفهم الا لغة القوة وأن الكفاح المسلح والمقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، وإنه لن يتم إطلاق سراح اي اسير الا من خلال عملية فدائية تهدف الى إسر صهاينه و إحتجاز كرهائن لمبادلتهم بالأسرى، كما انها كانت واثقة من ان المفاوضات التي لا تستند الا المقاومة وتستثمرها بشكل صحيح لن تجلب اي شيء، وهكذا كانت وصية دلال الى المقاتلين حملة البنادق التي تطلب فبها تجميد جميع التناقضات الثانوية وتصعيد التناقض الرئيسي مع العدو الصهيوني وتوجيه كل البنادق نحوه.

دلال ورفاقها لم يكونوا في نزهة على شواطيء تل الربيع، بل كانوا في مهمة نضالية لأسر صهاينة ومبادلتهم بالمناضلين الاسرى، ولقد أقاموا جمهورية فلسطين ورفعوا العلم الفلسطيني على ارض فلسطين وانشدوا اغاني الثورة:

بلادي .. بلادي .. بلادي لك حبي وفوادي
فلسطين يا أرض الجدود إليك لا بد أن نعود

دلال ورفاقها لم يستجدوا العدو الصهيوني بل امتشقوا البندقية وتعاملوا معه باللغة التي يفهمها وتقدموا بخطى ثابتة الى قلب الكيان الصهيوني الى مدينة تل الربيع ولهذا جن جنون قادة العدو الصهيوني واصيبوا بالهستيريا عندما علموا بتقدمهم وتخطي كل الحواجز التي اقامها الجنود الصهاينة ووصلوا الى مشارف تل الربيع ولهذا كانت الاوامر الصارمة بإيقاف تقدم دلال ورفاقها وبأي ثمن.

لم تستعاد جثامين دلال ورفاقها من خلال المفاوضات العبثية غير المتكافئة، ولكنها ستعاد عبر مفاوضات استثمرت عملية فدائية اسرت جنود صهاينة نفذها ابطال المقاومة اللبنانية. لقد حقق حزب الله نصراً نادراً في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني اتفقنا مع نهج حزب الله ام لم نتفق، واهم ما في الصفقة ليس تحرير الاسرى فقط، بل وإستعادة جثامين الشهداء الطاهرة الزكية التي احيت الامل في نفوس المناضلين والجماهير وإعادت ذكرى ايام المقاومة وممارسة نهج الكفاح المسلح، لأن هذه الجثامين لم تكن الا لمناضلين ومناضلات خاضوا معارك المواجهة مع العدو الصهيوني وكانت عملياتهم ليس إستمراراً لممارسة الكفاح المسلح فحسب، بل ورداً من الثورة على إرهاب العدو الصهيوني وفي قلب الكيان الصهيوني المصطنع.

وهاهم مغتصبي القيادة من تيار اوسلو، اصحاب نهج المفاوضات العبثية وأزلامهم والمارقين والانتهازيين والمنتفعين يرتدوا اليوم ثياب الثورية ويحاولوا ركوب الموجة ويسعوا الى تجيير هذة الانتصارات وإستغلالها لمصلحتهم وتلميع صورتهم من خلال الدعوة للتحضير لإستقبال جثمان الشهيدة دلال المغربي وتعود الذاكرة الى الوراء قليلاً الى ايام الثورة والنضال، حيث تعم الفرحة ويسود جو النصر ويستعيد الشارع العربي ذكريات ايام المقاومة والبطولة، وتجري التحضيرات الرسمية والشعبية لإقامة الاعراس الوطنية للإحتفال بإستقبال المناضلين الاسرى وجثامين الشهداء الابطال.

فهل يستوعب مغتصبي فتح انهم مهما فعلوا فإنهم لن يطفئوا شعلة النضال والكفاح وإن خفت جذوتها في مرحلة ما، وانه لا يصح الا الصحيح وان الحقيقة الوحيدة الثابتة هي ان الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين من نير الاحتلال الصهيوني وإستعادة الحقوق المغتصبة.

هل يستوعب مغتصبي فتح ان المفاوضات لوحدها لن ترغم العدو الصهيوني على الإنسحاب من الاراضي المحتلة، لأن هذا الكيان قام على الإرهاب والقتل ولا يفهم الا لغة القوة ولن يتوقف عن القيام بذلك الا من خلال احداث توازن الرعب.

لقد بقي العالم لسنوات عديدة ينظر للشعب الفلسطيني على انه مجرد كرت تموين في أروقة الامم المتحدة الى حين دخلها الشهيد القائد الرمز ابو عمار حاملاً غصن الزيتون وبندقية الثائر التي اجبرت العالم على الاعتراف بحقوقه الشرعية، ولهذا فأن المفاوضات العبثية الغير متكافئة التي لا تستند الى المقاومة وتستثمرها بشكل صحيح لن تؤدي الا الى الرضوخ والاستسلام لشروط العدو الصهيوني،

المفاوضات التي تستثمر جهد المقاومة وتستند اليها هي من تحقق النصر وتجبر العدو الصهيوني على الرضوخ لمطالب الثورة وتعيد لنا الحقوق وتحرر الاسرى وجثامين الشهداء .

الشهداء ليسوا بحاجة للتكريم، لأن الله سبحانه وتعالى كرمهم حين نالوا شرف الشهادة، إضافة الى ان المناضلين وجماهير الثورة لم يكرموهم فقط بل عاهدوهم على الاستمرار بالثورة وإكمال المسيرة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.

ولهذا نقول للذين سيخرجوا لإستقبال وتوديع جثمان دلال الى مثواها المؤقت، الوفاء للشهداء وللأسرى هو بوقف المفاوضات العبثية والإستمرار بالسير على النهج الذي ساروا عليه والتمسك بخيار الكفاح المسلح الطريق الوحيد لإستعادة الحقوق المسلوبة وليس بالاحتفالات التي يتم إستغلالها لمصالح شخصية لكسب ود الجماهير، وكفى الازدواجية والإنفصام التي يعيشها الكثير فليس هنالك ترابط بين من يؤمن بنهج التفاوض ومدعي المقاومة، اللاهثين وراء الكراسي والمناصب والعروش الوهمية وبين المناضلين، فهما نهجين مختلفين متباعدين ولا يمكن ان يلتقيا ابداً مهما حاول المستزلمين واصحاب الولاءات والاقلام المأجورة تصوير ذلك.

نمر الاحمد
12/07/2008