حماس أيدت ....و عارضت
منيـــــــــــــر جابر
في ذكرى عدوان الخامس من حزيران 67، وجدت لزاما علي أن أخاطبكم وأصارحكم حول مجمل القضايا والمواقف التي تحتل مركز الصدارة لدى شعبنا الصامد في وطنه وفي مخيمات اللجوء والشتات، وفي سجون الاحتلال ومعتقلاته.
انطلاقا من الحرص على وحدتنا ومستقبلنا الوطني الواحد، وتجاوباً مع العديد من الدعوات الصادقة الفلسطينية والعربية والصديقة التي تدعو إلى إنهاء الانقسام وإعادة الأوضاع في قطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل 13 حزيران 2007، فأنني أدعو إلى حوار وطني شامل لتنفيذ المبادرة اليمنية بكل عناصرها كما قررت ذلك القمة العربية في دمشق، وذلك لإنهاء ظاهرة الانقسام الوطني الذي ألحق أفدح الضرر بقضيتنا والمزيد من المعاناة لشعبنا في غزة والذي يُشكل خطراً أكيداً على مشروعنا الوطني في الاستقلال والحرية.
ومن أجل إنجاح هذا الحوار الوطني فأنني سأتحرك على المستويين العربي والدولي لضمان الدعم والتأييد لهذا التوجه، بما يعيد لشعبنا وحدته الوطنية التي تشكل ضمانتنا الأقوى لاستعادة حقوقنا الثابتة في تقرير المصير والعودة وإقامة دولتنا المستقلة.ونتيجة لهذه الجهود وتتويجاً لها فإنني سأدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة.
هذه مقتطفات من خطاب الرئيس أبو مازن والذي فتح الباب واسعا وبدون أية التباس للحوار وإعادة اللحمة وجاءت ردة فعل حماس على لسان قادتها بالترحيب :
- هنية يرحب بخطاب الرئيس عباس,ويدعو للبدء الفوري بالحوار الوطني علي أساس مبادرة صنعاء بهدف عودة الأوضاع الفلسطينية إلي ما كانت عليه ومعالجة الملفات العالقة.
- رئيس التشريعي بالإنابة يرحب ويدعو فتح وحماس للبدء في حوار فوري
- محمود الزهار ": نرحب بدعوة الرئيس للحوار الشامل من دون شروط
- طاهر النونو الناطق بلسان الحكومة المقالة " إننا نرحب بهذه الدعوة ونقبلها ".
- د. احمد يوسف أتمنى أن يفاجئنا الرئيس أبو مازن بزيارة خاطفة لغزة خلال الأيام القادمة
- أبو مرزوق" دعوة عباس للحوار الوطني جدية ومختلفة .
- أسامة حمدان أكد تمسك الحركة بإعلان صنعاء، مشدداً على أنها "جاهزة لبدء حوار مباشر مع الرئاسة الفلسطينية على مرجعيات واضحة أقرها إعلان صنعاء، وهي وثيقة الوفاق واتفاق القاهرة ومكة
-الشاعر يعلن تقديره لدعوة الرئيس للحوار الشامل ويثمن موقفه بخصوص القدس والاستيطان ودعمه للتهدئة.
- قادة الفصائل والأحزاب الفلسطينية ومبعدو كنيسة المهد وعمداء الأسرى رحبوا جميعا بدعوة الرئيس ووصفوها بالجبارة.
- الجهاد الإسلامي: دعوة عباس للحوار انتصار لإرادة التحرر والصمود
- عمرو موسى يهاتف عباس وهنية ويشيد بموقفيهما ويدعوهما للبدء بالحوار.
- الشارع الفلسطيني يرحب بدعوة الرئيس عباس لفتح صفحة جديدة لبدء الحوار وإنهاء الانقسام
وهناك العديد من الأقوال والتصريحات من قبل حماس التي صدرت حينها والتي تدعوا للحوار وتصف الخطاب بأنه شيء مختلف ويمكن ان يبنى عليه الكثير .. ولكن مع مرور الأيام ,وكعادتها لكسب الوقت والتلاعب بمشاعر الناس وللحفاظ على الانفصال ,أخذت حركة حماس تتراجع شيئا فشيئا .تارة تريد المعنى الواضح والدقيق لهذه الكلمة , وأخرى تريد التفسير العملي حسب قواميس لغة حماس لهذا المصطلح وذاك السطر .. وأيهما يسبق الآخر ,ومن أين نبذا ولماذا اليوم جاء هذا الخطاب .. وما المقصود منه ؟؟
بصريح السياسة الحمساوية تريد ان تفرغ الخطاب من مضمونه ,وتريد ان تحمل الكلمات بما لا تحتمل . وتريد ان تتنصل من اية دعوة لإعادة اللحمة .وعلى الجانب الاخر تبذل حماس واعلامها انضباطا لامثيل له من اجل نجاح التهدئة مع اسرائيل , وتطلب وساطة العرب والعالم لنجاحها , ولا تدخر جهدا مشروعا او غير مشروع لتحقيق هدفها .
على حماس ان تدرك ان اسرائيل لم تكن ترغب في التهدئة من الأساس، ولم يكن مأمولاً أن تلتزم بها، ، لذلك فقد بدت التهدئة بين “حماس” و”إسرائيل” خارج السياق العام للسياسة “الإسرائيلية”، ما جعل كل المراقبين والمتتبعين لمسار هذه السياسة يشكّون في صمود “التهدئة”، وأن “إسرائيل” ستعمل بشتى الوسائل على إفشالها وإجهاضها، طال الزمان أم قصر. إن التجربة العملية مع “إسرائيل” تستدعي من حماس عدم المراهنة على أية اتفاقات، أو عهود معها،بل عليها المراهنة على الوحدة الوطنية وعودة الأمور الى سابق عهدها من اجل الخلاص من المحتل .
ان دعوة الرئيس تمثل الخلاص والحل للنهوض من جديد والتي لاقت الترحاب من معظم القيادات العربية والدولية لها, وبالتالي على حماس وبقيتها ان تنخرط بحوار يؤدي الى نتيجة ..
ووطن واحد وقيادة واحدة .
على قدر ما يقال من ان حماس تتعاطى السياسة ,الا انها لا تدرك ما يدور حولها البته
فسوريا في طريقها الى المصالحة مع اسرائيل , وايران ان نجحت الدبلوماسية باحتوائها فهناك استحقاقات على ايران تنفيذها تتمثل بالابتعاد عن حماس وغيرها والا فالضربة العسكرية ربما قادمة .. ومعادلة لبنان وحزب الله معقدة واكثر من طرف يلعب بها ..ومصر لن تبقى الى الأبد تفاوض وتتحمل تبعات الانفصال .. وإسرائيل تنتظر اية معلومة عن شاليط لتنقض على كل شيء .. اذا ماذا بعد ذلك والى اين السير والمصير ..
لنتذكر كلمات اسماعيل هنية مخاطبا الرئيس : ليبدأ الحوار وربما نفاجئكم..!!!!!!!!!!
حماس ايدت وعارضت ! بقلم:منير جابر
تاريخ النشر : 2008-07-12