إدارة الأزمات مسؤوليتها وهيكليتها
بقلم هشام أبو عوض
كاتب وباحث وعضو قيادي في اللجان الشعبية الفلسطينية12/7/2008م.
بريد الكتروني [email protected]
.
تعد إدارة الأزمات من المواضيع الحيوية في وقتنا الحاضر ، لما لها من أهمية بالغة في المنظمات ، وذلك بسبب تطور المفهوم العام للمؤسسات ونمو التكنولوجيا ، ومفاهيم العولمة ونظريات الأدارة ، وفي هذا السياق لا بد لنا وأن نعرف إدارة الأزمات كونها تتعامل مع الحوادث الأكثر تأثيراً وأهمية ، لذا يمكن تبسيطها على أنها إعادة اولوية تصحيح للكوارث الطبيعية أو التحدي الاداري للتوقعات التي تظهر بشكل أزمة وإتباع إسلوب تلقائي عقلاني ومخطط قدر ألمستطاع لحل هذه الأزمة. ظهور الازمات على أرض الواقع يتطلب من الأداريين المباشرة أو المبادرة السريعة في إيجاد المعالجة المطلوبة للحالة ، وحل الأزمة ضمن الوقت القانوني المتاح ، وهذا ليس بالأمر السهل فقد تكون أزمات داخلية أو خارجية وهذا يتطلب الفهم والمعرفة والمعلومات والاهتمام بها وفهم طبيعية الازمة ، وإبقاء الثقة العالية والتاثير في الأمور بشكل عام، هذا بدورة يجعلنا نذكر خطوات إدارة ألأزمات ، التي تَمْثل في توفير هيكل علآقات يؤكد على طبيعة المعلومات ودقتها وتوقيتها وعقلانية الكشف عنها ، والتأكيد على مركزية إتخاذ القرار لتحقيق الأهداف. أما الخطوات العملية لأدارة الأزمات فهي أولآً إحتمالية وجود الأزمة التي تواجه المنظمة ، اذ أنه يجب توافر لجنة لآدارة الأزمات داخل المنظمة والتواصل مع المنظمات الأخرى في حالة كانت الازمة مشتركة أو متشابهة لدى المنظمات أو الوحدات الأقرب.أما ثانياً تقييم الأزمات في حالة وجود مخاطر تواجه أو تهدد المنظمة من خلال تحديد طبيعة هذه الأزمات المتوقعة ، وذلك من خلال تفعيل حالة وضع الأزمة وجمع المعلومات وتوجيه التقارير المطلوبة وتوزيعها إلى أبعد مجالات ممكنة لتحقيق الهدف ، حيث يكون مصدر المعلومات اشخاص موثوقيين ودقيقيين ، ومتابعة الأخبار ومصداقيتها ومتابعة عملية الاتصال الرسمي السريع على مستوى الآدارة وتنظيم المعلومات وأهدافها . لا بد من الأشارة الى أن الاتصال الرسمي السريع يساعد مركز فعاليات الأزمات بإستلام المعلومات وإعتمادها وتوزيعها وترحيلها والآستدعاء السريع لموظفي العلاقات العامه بهدف تسجيل كافة المعلومات التلفونية والفاكسات ، وغيرها وتصنيف هذه المعلومات للآفادة منها عن طريق العلاقات الداخلية في المنظمة سواء أكان الأتصال أفقياً أو عمودياً. إن هذا الموضوع الحساس وما نمر به من ظروف دفعني للحديث فيه إذ أننا بحاجة ماسة -ليس ألشعب الفلسطيني فحسب بل ألوطن العربي بأكملة - لتوفير فرضية لدى المنظمات والشركات وحتى على مستوى الدولة لتكوين لجنة أو هيئة بالغة المسؤولية في الهيكل التنظيمي ومتصلة مباشرة بأعلى سلطة ممكنة ولها موازنة خاصة لا يستهان بها. لا بد لنا أن نخوض في الحقيقة وإن كانت صعبة ، حتى نجد ما يمكن التخلص منه قدر الأمكان من هذه الصعوبات ، فالحقيقة أن الشعب الفلسطيني يمر بل يتعرض للعديد من الأزمات سواء على المستوى الخاص أو العام ، لا نقول أن الأزمات تقتصر علينا ولكن بنسبة أكبر ، ولذلك ولما لهذا الموضوع الحساس من أهية فإنني أود ذكر جانبين أساسيين لآدارة الأزمة عند توقع حدوثها . الجانب الأول : الجانب ألأفتراضي وهذا الجانب بحاجه ماسة إلى تشكيل وحدة إدارية أو هيئة ذات مواصفات خاصة تتلائم مع الواقع ، ومنها إصدار قانون خاص وتشكيل هيكيل تنظيمي منفرد وسلطة ذات فاعلية على الوحدات الآخرى ، وتمتاز بموازنة قادرة على سد الحاجة على الوحدات الآدارية الأخرى ، وذلك لتكون نموذجاً لتحقيق الأهداف. أما الجانب الثاني والأهم : فهو الجانب العلمي فهناك حاجة إلى إنشاء تخصص خاصة بإدارة الأزمات في جامعاتنا ومدارسنا لتخريج طلبة المستقبل القادرة على مواجهة الأزمات بطرق علمية ومحاولة حلها حتى بتوقعها قبل حدوثها ، وكذلك الأهتمام بتدريب العاملين في المؤسسات وتوفير الدعم لهم ولكن أود أن أقول بأن نسبة عالية منهم لايعرفون ماذا تعني إدارة الأزمات ، دون علمهم بأنها علم قائم بحد ذأته ، بعد طرح بسيط لأدارة الأزمات التي هي ليست بماكنة أو آلة يمكن أن نحصل عليها ونعمل بها كما يتصور البعض ، بل هي علم يحتاج إلى دراسة وفهم حتى نتمكن من مواجهة الأزمات التي تناط بنا الواحده تلو الأخرى ولكي نعرف كيف نواجهها، بعد هذا كله ... فهل يمكن تنسيق أو تطوير فكرة إدارة الأزمات ؟ وهل يمكن تحويلها إلى واقع عملي كفوء وفعال ؟ وهل يمكن توجية الأفكار لمفهوم إدارة الأزمات ؟ وهل يمكن تدريب العاملين على ادارة الأزمات ؟ هذه الاسئلة هي كل ما قصدناه في هذا المقال ، وندعوا أصحاب الاختصاص للعمل من أجل تحقيقها، علماً أننا لم نتطرق إلى واقع الأزمات الفلسطينية وكيفية علاجها ، لأننا فضلنا بدايةً أن نعرف ماهية ألأزمة وكيفية التعامل معها وحلها ولعل الوقت يتيح لنا فيما بعد أن نتحدث عن ألشعب الفلسطيني وما يمر به من أزمات وكوارث خانقة يمكن تلاشي الكثير منها.
بقلم هشام أبو عوض
كاتب وباحث وعضو قيادي في اللجان الشعبية الفلسطينية12/7/2008م.
بريد الكتروني [email protected]
[email protected]
[email protected]
[email protected]
[email protected]
إدارة الأزمات مسؤوليتها وهيكليتها
بقلم هشام أبو عوض
تاريخ النشر : 2008-07-12