أية الله إصلاحي
بقلم: ماجد الخطيب

بينما كنت جالسا في منزلي فاتحا جهاز الراديو للاستماع إلى النشرة الإخبارية إذا بالباب يقرع فقلت: من بالباب فقال: أية الله إصلاحي، ففتحت الباب فوجدت إمامي شابا يافعا جميل الطلة مبتسم الوجه حسن الهندام فقلت: تفضل فقال: بتوسل و رجاء اخرج إلى الدنيا لترى ماذا حدث فيها من إصلاح و تغيير فخرجت مسرعا إلى شوارع غزة لأتلمس تلك العملية الإصلاحية التغيرية و عندما و صلت إلى الشارع أخذت طريقي سالكا شوارع عديدة فرعية و رئيسة هادفا مركز المدينة، لقد كانت المفاجأة العظيمة الرائعة أن شوارع غزة نظيفة و خالية من كل أنواع و إشكال القمامة ومياه الصرف الصحي ولا يوجد أي اثر للحفر والمطبات في الشوارع، بل كانت معبدة بالقار الأسود و مزينة بخطوط بيضاء لكلا من السيارات و المشاة و الأرصفة مبلطة بالأحجار النارية الحمراء ليس هذا فحسب فالشوارع جميعها مشجرة وهناك بعض رجال النظافة يقومون بواجبهم على أكمل وجه لتبقى شوارع المدنية نظيفة و من الملفت للانتباه أن سيارات الأجرة (التاكسي) هي الوحيدة المخولة و المسموح لها بنقل الركاب و تتميز عن باقي السيارات بلون خاص و يعلوها إشارة التاكسي الليلية وإشارات المرور شاخصة على مفترقات الطرق وتعمل دون توقف فالتيار الكهربائي لا ينقطع أبدا، وسيارات نقل غاز الطهي منتشرة وتقوم بتوزيعه للمنازل بشكل سلس وبثمن مقبول وفي متناول الجميع .

لقد زان مدينة غزة جمالاً تناسق مبانيها والمطلية كلها بلون واحد دون أي شكل من أشكال اللافتات والملصقات أو أي كتابات على الجدران وأسفل هذه المباني محلات تجارية ملئا بكل أنواع البضائع والمنتجات المحلية والمستوردة ولا يجد المتسوق أي صعوبة في الحصول على احتياجاته من تلك المنتجات.كما لفت انتباهي عنوانا في صدر الصفحة الأولى لأحد الصحف والمعلقة على باب احدي المكتبات انعدام الرشوة والمحسوبية والواسطة في المؤسسات الحكومية ، بالإضافة إلى انخفاض نسبة الجريمة إلى درجة الصفر ، وبينما كنت سائرا بجوار احد المحلات إذا بالنشرة الإخبارية تبدأ حيث كان الخبر الأول إن وزير الحرب الصهيوني باراك قرر إغلاق المعابر مع قطاع غزة ، وما أن انتهى الخبر وإذ بصوتا قوي اسمعه فنهضت من مكاني فإذ بجتثت الشاب أية الله إصلاحي ملقية على باب شقتي فنهضت مسرعا لأساعده فلم أجد أي أثرا للجثة ، ففركت عيناي بيدي وقلت يالله إنا كنت في حلم أو بعلم !؟