أكاذيب الأنوار الحسينية بقلم:فراس النابلسي
تاريخ النشر : 2008-07-12
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار.
قال الله تعالى {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} (28) سورة غافروقال الرسول صلى الله عليه وسلم "من كذب علي متعمداً فليتبؤا مقعده من النار" .
فلقد قرأت مؤخرا رسالة الأنوار الحسينية والشعائر الإسلامية لمؤلفها عبدالرضا آل كشف الغطاء ويلقب بشيخ العراقيين وكنت قد سمعت وقرأت الكثير من أكاذيب شيوخهم ولكن هذه هي المرة الأولى التي أقرأ بها كتاباً بهذا المستوى من الكذب والتضليل فهذا المدعي لم يكتف بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على آل البيت رضوان الله عليهم بل وصل به الأمر الكذب على رب العزة والجلال كما سيرد ولقد اخترت هذه الكتاب تحديداً لأن واضعه من الشخصيات المعاصرة فهو قد توفي قبل 40 عاماً وهذا يرد كلام البعض من أن شيعة اليوم لايعتقدون بما جاء في كتب مشايخهم الأوائل ويردون معظم ما جاء بها ، وأبتدأ بسيرة ذاتية لهذا الكذاب وجدتها على موقع آل كشف الغطاء في الشبكة العنكبوتية أنقلها كما هي :
هو الشيخ عبد الرضا ابن الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ محمد ابن الشيخ علي صاحب (الخيارات) ابن الشيخ الكبير الشيخ جعفر كاشف الغطاء ابن الشيخ خضر بن يحيى الجناجي المالكي. ولد في النجف الأشرف سنة (1314هـ) وتوفي سنة (1388هـ).
قال عنه الشيخ جعفر محبوبة: ((بعدما ترعرع أُدخِلَ الكتاب وتعلّم القراءة والكتابة والحساب عند الشيخ محمد المعلم وبعد فراغه من القراءة والكتابة حضر المبادئ من النحو والصرف على يد الشيخ راضي القرملي والسيد مير أحمد أبو طبيخ وحضر بعض الفقه على يد المرحوم الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء وها هو اليوم من الأساتذة الصحفيين يعرف بشيخ العراقين أصدر مجلة الغري سنة (1358هـ) ولم تزل حتى اليوم وهو من الأدباء وأهل الشأن له مؤلفات كثيرة باللغة العربية والهندية والانكليزية)) من آثاره المطبوعة:
1- الأنوار الحسينية والشعائر الإسلامية.
2- نصائح الشيخ للشاب الشرقي.
3- المرأة والحجاب باللغة العربية والانكليزية طبع في الهند.
4- الكلمة النجفية في القارة الهندية باللغة العربية والانكليزية والأوردو وطبعت في لاهور.
5- انتصار العلويين على مشايخ الحضارمة في سنغافورة.
6- مائة كلمة وكلمة من الحكم والأمثال باللغة العربية والانكليزية.
7- حياة سمو الوصي الأمير عبد الله وتاريخ بيت المالك طبع في النجف.
8- نظرات في معارف العراق طبع الجزء الأول منه في النجف.
9- أشعة من حياة الإمام الصادق (A) ثلاثة أجزاء.

ولننتقل إلى أكاذيب هذا الرجل والتي أنقلها من كتابه مع ذكر الجزء والصفحة مع التعليق أحياناً:

"لا يشك أحد من عقلاء الجعفرية وعرفائها أن اللطم واللدم والبكاء والجزع لمصاب سيد الشهداء (ع) من الشعائر المذهبية وهذا مما لا شك فيه ولا ريب" ج 1 –14
تتباكون على الحسين عليه السلام وأنتم من خانه وتخلى عنه ؟؟ من الذي وعده بالبيعة والنصرة ثم تخلى عنه في ساحة المعركة؟؟

"عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : من ذكرنا عنده ففاض من عينيه ولو مثل رأس الذباب غفر الله له ذنوبه ، وعنه قال من بكى وأبكى فينا مائة فله الجنة ومن بكى وأبكى خمسين فله الجنة ومن بكى وأبكى ثلاثين فله الجنة ومن بكى وأبكى عشراً فله الجنة ومن بكى وأبكى واحداً فله الجنة ومن تباكى فله الجنة ومن لم يستطع أن يبكي فليقشعر جلده من الحزن" ج1– 15
يا سلام ما أسهل دخول الجنة تكفي دمعة بحجم رأس الذباب أو حتى التظاهر بالبكاء لضمان الجنة !!!! وقد نسي من لفق هذا الكلام أن يذكر لنا ما جزاء من يقشعر جلده من الحزن ؟؟

"روي عن الريان بن شبيب قال دخلت على الإمام الرضا (ع) ....إلى أن يقول " ولقد بكت السماء والأرض لقتله ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فلم يؤذن لهم فهم عند قبره شعث غبر الى أن يقوم القائم (ع) فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين (ع) ...." ج1 -16
ذكرتني هذه الكذبة بكذبة أخرى عن ملاك أسمه فطرس رد الله سبحانه عليه جناحه المكسور بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم وشفاعة الحسين عليه السلام وصدق الله تعالى القائل في محكم التنزيل واصفاً الملائكة{يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ*} (50) سورة النحل

"البكاء واللطم في الشوارع أولى أن يعد نصرة وبذلاً للنفس في سبيل الأمة الأطهار وهذا ما لاينكره إلا المبغضين لأهل البيت والمعاندين لهم عليهم اللعنة والعذاب الى يوم الدين" ج1-17

"وحسبك ما نصت به كتب الشيعة أجمع وكذا ما رواه القاضي ابن قتيبة الدينوري المتوفي 270 هـ في كتابه المعروف عيون الأخبار بصحيفة (179) ما نصه عن كعب الأحبار حين أسلم في أيام خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وجعل الناس يسئلونه عن الملاحم التي تظهر آخر الزمان فصار كعب يخبرهم بأنواع الأخبار والملاحم والفتن التي تظهر في العالم ثم قال وأعظمها فتنة وأشدها مصيبة لا تنسى الى أبد الأبدين مصيبة الحسين بن علي (ع) وهو الفساد الذي (ذكره الله تعالى) في كتابه المجيد حيث قال (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس وإنما فتح الفساد بقتل هابيل بن أدم (ع) وختم بقتل الحسين (ع) أولا تعلمون أنه يفتح يوم قتله أبواب السموات ويؤذن للسماء بالبكاء فتبكي دماً فإذا رأيتم الحمرة في السماء قد ارتفعت فاعلموا أن السماء تبكي حسيناً فقيل يا كعب لم لا تفعل السماء كذلك ولا تبكي دماً لقتل الأنبياء ممن كان أفضل من الحسين (ع) فقال ويحكم إن قتل الحسين أمر عظيم وإنه ابن سيد المرسلين (ص) وأنه يقتل علانية مبارزة ظلماً وعدواناً ولا تحفظ فيه وصية جده رسول الله (ص) وهو مزاج مائه وبضعة من لحمه يذبح بعرصة كربلاء فوالذي نفس كعب بيده لتبكيه زمرة من الملائكة في السموات السبع لا يقطعون بكائهم عليه إلى أخر الدهر .....) ج1-17
اذن ما نستفيده من هذه الكذبة أن سبب نزول الأية الكريمة (ظهر الفساد في البر والبحر) هو في حادثة ستكون بعد نزول الأية بـ 40 أو 50 سنة وأن جماعة من الملائكة تبكيه حتى يوم القيامة وأن استشهاد الحسين عليه السلام أعلى منزلة من استشهاد بعض الأنبياء عليهم السلام، و ما استفزني وجعلني أبحث عن أصل الخبر أن هذا الكذاب قد ترضى عن عمر وهو لا ريب أهل لذلك ولكن الكذاب قبل سطور قليلة كان يدعو باللعنة والعذاب على من أسماهم المبغضين والمعاندين لآل البيت كما تقدم وبعد مراجعة كتاب عيون الأخبار لم أجد لما تفوه به هذا الكذاب أي أثر !!!


"لما خرج أدم (ع) من الجنة انحدر ببلدة تسمى سرنديب وبقي يبكي على مصيبته مدة طويلة حتى نقل أنه ظهرت أسنانه بمحاكه ولم يبق لها لحم يقيه فمن عليه الملك الجليل بارسال جبرئيل (ع) فكشف له عن بصره حتى أراه ساق العرش فرأى أنواراً ساطعة كالنجوم اللامعة فتلاها واذا هي محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده عليهم الصلاة والسلام حصناً من دخله آمنا فقال يا أخي جبرئيل هل خلق الله خلقاً أكرم مني ؟ قال : نعم هؤلاء قال : متى خلقوا ؟ قال: قبل السموات والأرضين وقبلك بألفي عام ولولاهم ما خلقك الله يا أدم وهم من ولدك فقال اللهم يا من شرفت هذا الولد على الوالد اغفر لي خطيئتي فغفر له" ج1-20
فهل بعد هذا الكذب كذب ؟؟؟؟ نعم فهناك المزيد

" وأما فاطمة (ع) فبكت على أبيها رسوال الله (ص) حتى تأذى منها أهل المدينة وقالوا لها قد أذيتينا ببكائك فكانت تخرج الى مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها وتشتفي من البكاء ثم تنصرف وفي بعض الأخبار والتواريخ أن علياً (ع) بنا لها بيتاً مخصوص لبكائها خارج المدينة وسماه بيت الأحزان إلى أن قضت نحبها (ع) معصبة الرأس ناحلة الجسم" ج1 - 23
هل يعقل أن فاطمة عليها السلام وهي من تربت في دار النبوة تغفل عن قول الله تعالى {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } (156) سورة البقرة


"عن الرضا (ع) قال قال لما أمر الله تعالى ابراهيم (ع) أن يذبح مكان ابنه اسماعيل (ع) الكبش الذي انزل عليه تمنى ابراهيم (ع) أن يكون قد ذبح ابنه اسماعيل (ع) بيده وأنه لم يؤمن بذبح الكبش مكانه ليرجع الى قلبه ما يرجع الى القلب الوالد الذي أعز ولده بيده فيستحق بذلك درجات أهل الثواب على المصائب فأوحى الله عز وجل اليه يا ابراهيم من أحب خلقي اليك ؟ قال يارب ما خلقت خلقاً هو أحب الي من حبيبك محمد (ص) فأوحى الله (عز وجل) إليه يا ابراهيم هو أحب اليك أو نفسك ؟ قال بل هو أحب الي من نفسي قال عز وجل : فذبح ولده ظلماً على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي ؟ قال: يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي قال عز وجل : يا ابراهيم إن طائفة تزعم أنها من أمة محمد (ص) ستقتل الحسين (ع) ابنه من بعده ظلماً وعدواً كما يذبح الكبش ويستوجبون بذلك سخطي فجزع ابراهيم (ع) لذلك فتوجع قلبه وأقبل يبكي (فأوحى الله) إليه يا ابراهيم قد فديت جزعك على ابنك اسماعيل (ع) لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين (ع) وقتله وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب وذلك قوله تعالى (وفديناه بذبح عظيم)" ج1-28

"مصائب الحسين أشد حزناً وأعظم تأثيراً من مصائب المسيح وإني أعتقد بأن بقاء القانون الإسلامي وظهور الديانة الإسلامية وترقي المسلمين هو مسبب عن قتل الحسين وحدوث تلك الوقائع المحزنة !!!!" ج1 – 35

"وكفاك مانص به القرآن في سورة الدخان في البكاء على الحسين (ع) بقوله تعالى (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) وفي الصافي بصحيفة 426 في بيان تفسير قوله تعالى فما بكت عليهم الأية مانصه : والقمي عن أمير المؤمنين (ع) أنه مر عليه رجل عدو لله ورسوله فقال (ع) فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ثم مر عليه ابنه الحسين (ع) فقال : لكن هذا لتبكين السماء والأرض وقال (ع) وما بكت السماء والأرض الا على يحيى بن زكريا عليهما السلام وعلى الحسين بن علي (ع) أربعين يوماً بالدم ودمها حمرتها "!!!
ولا أعلم ما علاقة الحسين عليه السلام بهذه الأية فالأيات التي قبلها وبعدها تتحدث عن موسى عليه السلام ودعوته لفرعون وقومه وإغراقهم في اليم ولكنه الإفتراء والكذب حتى على الله سبحانه وتعالى.

"عن ابن عباس أن يوم قتل الحسين قطرت السماء دماً وأن هذه الحمرة التي في السماء ظهرت يوم قتله ولم تر فبله وأن أيام قتله لم يرفع حجر في الدنيا إلا وجد تحته دم" ج1 – 44
وهذا القول مكذوب على ابن عباس فضلاً عن أن من اخترع هذه القصة إما أنه رفع كل حجر على وجه الأرض بعد استشهاد الحسين عليه السلام ووجد تحته دماً أو أنه قد أوحي له بذلك.

"لما أتوا برأس الحسين (ع) الى يزيد (ل ع) فكان يتخذ العود بمجالس الشراب ويأتي برأس الحسين (ع) ويضعه بين يديه ويشرب عليه فحضر في مجلسه ذات يوم رسول ملك الروم وكان من أشرافهم وعظمائهم فقال يا ملك العرب هذه رأس من ؟ قال له يزيد (ل ع) مالك بذلك حاجة ، قال اني اذا رجعت الى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيته فأحببت أن أخبره بقصة هذا الرأس حتى يشاركك في الفرح والسرور فقال له يزيد (ل ع) هذا رأس الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) قال ومن أمه ؟قال فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى (ص) قال النصراني أما تراني اذا حققت النظر اليه يقشعر جسمي وأسمعه يقرء الأيات من كتابكم أف لك ولدينك يا يزيد ديني خير من دينك اعلم أن أبي من حوافد داود وبيني وبينه آباء كثيرة والنصارى يعظمونني ويأخذون من تراب أقدامي تبركاً في وأنتم تقتلون ابن بنت نبيكم رسول الله (ص) وما بينه وبينه الا أم واحدة أما سمعت يايزيد بكنيسة الحافر يزعمون أن حافر حمار عيسى (ع) يطوفون حولها تعظيماً للحافر وأنتم يازيد تقتلون ابن بنت نبيكم لا بارك الله فيكم وفي دينكم فاغتاظ يزيد (ع ل) وقال اقتلوا هذا النصراني لكيلا يفضحنا في بلاده فلما أحس النصراني بالقتل خر ساجداً الى الأرض شكراً لله تعالى على ما رزقه من الشهادة على دين الإسلام ثم ضم الرأس إليه وهو بقول اشهد لي عند ربك وجدك وأبيك بأني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً رسول الله وأن علياً ولي الله واني أبرء الى الله من أعدائكم فغاروا عليه بالسيوف وقطعوه رحمة الله عليه" ج2 – 11

"ناهيك عن الأخبار الناطقة من أن الملائكة تشبهت بأمير المؤمنين (ع) يوم بدر" ج2-74

"وأما رقية وزينب وأم كلثوم في رواية أو رقية وزينب وهي أم كلثوم على ما هو المشهور فهما ربيبتاه من هالة أخت خديجة (رض) على الأصح المعول عليه عند الأصحاب" الملحق – 20
وهل لو أن رقية وأم كلثوم تزوجتا بعلي بدلاً من عثمان رضي الله عنهما نالتهما بركات هذا الكذاب وأصبحتا ابنتي الرسول من خديجة كفاطمة؟؟

وبعد أخي المسلم هذا نموذج أخترته لك من كتابات القوم وأفكارهم حتى تعرف مقدار الكذب والتقية في كلام آيات الشيطان وحتى تعرف كذلك استعدادهم للكذب حتى على الله سبحانه وتعالى كما تقدم وإختلاق القصص لتثبيت مزاعهم الواهية وحتى نكون على حذر منهم.

وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى