بقلم: علي دراغمة:
كانوا أحياء، أطفال تسعه لم تتعدى أعمارهم ساعات قتلتهم جرثومة كليبسيلا خلال عشرة أيام، إنها الجرثومة القاتلة التي تفشت في حضانة الخدج داخل مستشفى يحمل اسم الله.
قبل ستة أشهر اكتشفت أول حالات المرض في داخل المستشفى، اكتشاف خطير لم يستفز لجنة مكافحة العدوى حتى التصق الداء في حضانة الطفولة، حضانة دخلها منذ بداية العام الحالي (171) طفل، توفي منهم 16% خلال ستة أشهر في حين تشير الإحصاءات العالمية لوفيات الحضانات إلى 4% على أكثر تقدير حسب ما أورد المختصون.
قصورٌ إداري واضح يؤدي بالحياة مما يعني وجود شركاء من البشر أجرموا بقصد أو غير قصد بحق الطفولة عندما تقاعسوا عن استنفار الهمم ومكافحة المرض الفتاك.
تساءلت أسماء عواد (35) عاماً من مدينة نابلس عند سماعها الخبر "هل يعرف المسئولين في هذه المستشفى أنني انتظرت عشر سنوات لأرزق بطفل؟، هل يعلموا أنني زرت كل أطباء الاختصاص حتى شاهدت طفلي، ألسنا بشر وأطفالنا مثل أطفالهم؟، هل يعلموا أن بعض النساء تتوجه إلى المشعوذين طلباً للمساعدة عندما يفشل ذوي الاختصاص أو يتأخر الحمل في طفلٍ طال انتظاره".
والعائلات الثكلى لا تعرف سبب وفاة أطفالهم، فمن يجرؤ على النقاش عندما يقال لهم أنه القدر، الله أعطى والله اخذ ، والذي ينقل الخبر السيد المسئول يجلس على كرسي دوار، يلف ويلف ويدور حتى تحسبه أكبر مسئول، همه أن يخفي المستور لتبقى عيون الأمهات دامعة على أطفال قتلوا بلا سبب وكأن الطفل أصبح في سعر التنك، إنها مجزرة ارتكبها كل من شاهد أطفالاً تتلوى وسكت.
[email protected]
مجزرة وقودها الأطفال بقلم: علي دراغمة
تاريخ النشر : 2008-07-12