حديث الصمت بقلم: نائلة عزمى السقا
تاريخ النشر : 2008-07-11
اعلم انه عنوان غريب.. فكيف يتحدث الصمت .. ؟؟ ولمن يتحدث .. ؟؟ ولكنني وجدت ان الصمت هو افضل طرق الحديث واسرع الطرق لكي يفهم الاخرون ما يدور بقلبك .. انه حديث عميق .. قد لا يدركه الكثيرون .. وقد يدركه الاكثر .. من ذوي القلوب الرقيقة ..والاحاسيس المرهفة .. حديث طالما القلب احتاج اليه .. حديث بلا كلام .. عندما يعطل اللسان وظيفته .. ويقف عاجزا عن النطق .. وتأخذ العين مكانه .. بل وتحل محله ..وتحدث من حولها .. فاما ان تكون مستغيثة .. او تكون ملهمة ... او تكون عاشقة .. او تكون غاضبة .. عندها يكون يتحدث الصمت.. بل وينفجر سائلا من حوله الاجابة .. ارى في تلك الأثناء ان حديث الصمت بدأ .. لم يعد هناك حديث .. اصبح الصمت هو راحة كل منا .. واصبحت كل الاجابات صمت .. فبالله عليكم
ايكون الصمت حديثا ام لا .. ؟؟
ايكون حوارا ام لا .. ؟؟
ايكون راقيا ام لا .. ؟؟
اشعر انه من الرقي استخدام لغة الصمت .. فهي اكثر تعبيرا من النطق .. وما عجز اللسان عن النطق به ...فيكفي الصمت ان يكون معبرا .. يعيش كل منا داخل عالمه الخاص .. يتخيل .. ويحلم .. ويطير .. يرسم بخياله عالم يتمناه .. فيه الحبيب .. او الصديق .. او الحضن الدافئ .. او المشاعر الصادقة .. منذ قليل امسكت بقلمي .. وجلبت الورقة البيضاء .. لأخط خطوطاً .. ارسم لوحة .. قررت ان تكون لوحة صامته .. لوحة تدل على الصمت ... اولا تشعركم كلمة صمت بالراحة والاسترخاء .. لست اقصد الصمت عن الحق .. ولكنني اقصد الصمت الحق .. اقصد صمت المحب .. صمت الالسنة .. وحديث القلوب .. صمت الالسنة وحديث العيون .. صمت الحديث ...وحديث الصمت .. لا ادري ان كان احساسي قد وصل اليكم ام لا .. ولكنني اشعر به من اعماق قلبي ..>