ممنوع الحديث في الممنوع بقلم:أ.سلمى بالحاج مبروك
تاريخ النشر : 2008-07-11
ممنوع الحديث في الممنوع بقلم:أ.سلمى بالحاج مبروك


ممنوع الحديث في الممنوع
أشياء كثيرة توجد في صدري أريد أن أبوح بها وأحكيها ولكن المشكل أنني لا أستطيع أن أقولها لأنني أخشى عواقبها إن بحت بها لا لشيء إلا لأن ليس هناك حرية في الرأي أو التعبير أرى الظلم بصفة يومية ولا أستطيع نقده أرى الفساد المستفحل في المجتمع ولا أستطيع أن أحتج عليه أرى الرشوة والمحسوبية ولا أستطيع الإشتكاء منها أرى أشياء كثيرة فاسدة لا أستطيع رفضها لأن عدد التابوهات عندنا في تصاعد مستمر فعيب عليك بل حرام أن تتحدث عن الدين حرام أن تتحدث في السياسة ليس بمقدورك الاحتجاج على الفساد وغلاء الأسعار وتدني مستوى التعليم والصحة ولا ارتفاع معدلات الفقر فأنت ممنوع من الحديث عن الممنوع ممنوع من الكلام ممنوع من ابداء الرأي ممنوع من التعبير والتفكير وحتى التنفس دون إذن لأن ما ستقوم به فيه إساءة للذات الملك رئاسية تعالى شأنها وليس لك الحق إلا في تشنيف أسماعنا بالحديث عن الانجازات العظيمة التي تمت في عهدة أصحاب السمو والسعادة وأن تشارك فرحتنا بما قدمه للشعب من تجميل السجون وارتفاع أعدادها بحيث أصبحت مجهزة كما تجهز فنادق الخمس نجوم حتى تحقق الراحة لسجناء الرأي وممن لم يرضى عنه من معادي الساسة فتحميه من التشرد خارج السجون ويقتنع السجناء بأن تواجدهم داخلها سيضمن لهم على الاقل مكان للنوم ولقمة تسد الرمق عجز عن إيجادها خارج السجن وهذا انجاز كبير في ظل زمن عز فيه الرغيف والعيش الكريم ويا له من انجاز لذلك سيطلبون منك إن أردت تعزيز هذه الانجازات ومواصلة ما تحقق من نهضة ثقافية وديمقراطية وتداول سلمي على السلطة وانتخابات نزيهة في حين واقع الأمر أن أفضل الدول العربية لم يمر على رئاستها أكثر من رئيسين خلال مدة قد تتجاوز النصف قرن لذلك عليك أن تسارع بانتخاب صاحب السمو لمرات عديدة لاستكمال بقية الانجازات العظيمة حتى تكتمل الصورة جيدا ونساهم في صناعة المستقبل في ظل الحكم الرشيد ولا أعلم أي مستقبل ينتظر الشعوب بعد أن تفرد أحدهم بكل ماضيه وحاضره خاصة بعد أن جربوا كل هذه المراحل دون أن يحصل أي تغيير أو نية في فعل ذلك ولأكتفي بهذا التلميح ولن أزيد وإلا لتحولت لأحد من هؤلاء المقيمين داخل معاقل النظام المنعم عليهم في سجون الرأي والمتمتعين بالعيش الكريم في ظل سجانين يعرفون جيدا كرم الضيافة وكيف يؤدون واجبهم على أكمل وجه دون أن يقبضوا في ذلك رشوة لأنها الحالة الوحيدة التي لا يسألونك فيها جزاء ولا شكورا وستجد وجوههم الغليظة مستبشرة بمهمة استضافتك عندهم وكلهم شجاعة وحماسة أن يقدموا لك خدماتهم الجليلة من ركل وضرب وسب وقذف وإهانة من درجة الخدمات الرفيعة وفي الأخير أسأل الله السلامة من هذا المقال لأنه ممنوع أن تبدي رأيك وأن تخالف قانون تنظيم الصحافة والاعلام الذي يحتم عليك أن تأخذ الإذن من وزارة الداخلية قبل أن تنبس ببنت شفة


الأستاذة سلمى بالحاج مبروك