الشرطه فى خدمة الشعب ،لا فى خدمة الحزب بقلم:محمد شوكت الملط
تاريخ النشر : 2008-07-10
الشرطه فى خدمة الشعب ،لا فى خدمة الحزب


الشرطه فى خدمة الشعب ،لا فى خدمة الحزب منذ بضع سنين إعتادت أجهزة الشرطة المصرية على القيام بصفة دورية باختيار إحدى المدن ،ونصب عدة كمائن على مداخلها ومخارجها ، وتبدأ فى توقيف المارة وتوقيف السيارات وتفتيشها ،وتتفرس فى وجوه المارة والركاب ، ومن ترى فى وجهه علامة من علامات الصلاة أوالصلاح يتضح منها سمته الطيب ،أو أنه صاحب لحية ، فتذهب به مع العديد من الموقوفين إلى سجن قسم الشرطه بتلك المدينة ، دون النظر إلى وضع هذه الشخصيات الإجتماعي أو الوظيفى أوالمهنى (أستاذ جامعة – طبيب – مهندس – معلم –رجل الأعمال ........)، وعادة ماتزدحم غرفة السجن بأعداد غفيره من هؤلاء الأفراد ، فلا يستطيع الشخص الجلوس للإستراحة ، بل لايستطيع الوقوف على رجليه الا قليلا . يظل هؤلاء الأشخاص محبوسين يوماً أو يومين ، ومنهم من خرج من بيته ليبحث على دواء إلى أمه العجوز ، أو خرج ليبحث عن لبن لرضيعٍ ، أو ليقضى مصلحة تهم الوطن والمواطنين ، حتى يأتى البطل المغوار أو الفاتح العظيم عضو مجلس الشعب عن هذه المدينه ( حزب وطنى ) ، فيقوم بالتوسط للإفراج عن هؤلاء المحبوسين ، فيتم له ما أراد ، فيلقى من المدح والشكر والعرفان ما لم يكن فى الحسبان ،أما رجال الشرطة، فليس لهم الا الذم والكراهية والدعاء عليهم . يتم هذا التوقيف الهمجى والعشوائى للمواطنين المصريين ، بالمخالفه للدستور ومبادىء حقوق الإنسان ، بحُجة محاربة الإرهاب فى ظل قانون الطوارئ سئ السمعة ، وطوال هذه السنين العجاف لم يُضبط ثمة سلاح أو أو أوراق تدل على وجود ارهابيين داخل البلاد ، والا لقامت أجهزة الإعلام بنشر هذه الوقائع على شاشات التلفاز ، وعلى صفحات الجرائد والمجلات ، فضلا عن احالة هؤلاء الأشخاص الى محاكمات جنائية عاجلة ، الأمر الذى لم يحدث قط ، والحمد لله أن بلدنا تعيش متميزة عن غيرها من البلاد المجاورة فى أمن و أمان . إذا ًفحُجة محاربة الإرهاب حجة واهية ، وخاصةًٌ أن هذا التوقيف وذاك التفتيش قد قُصد بهما أشخاص متواجدون داخل المدن المصريه وليس على حدودها ، فعلى الحدود يمكن أن تكون هناك أسلحة أو مخدرات لتهريبها للخارج ، أولإدخالها إلى البلاد . طالما عانى المصريون من التدخلات السافرة للأمن فى إنتخابات مجلس الشعب والشورى والمحليات ، من بطش وقمع وتنكيل ومطاردات واعتقالات، وانتهاكات صارخة للحقوق والحريات ، كل هذا كان يتم – ومازال - لكى ينجح فى الإنتخابات مرشح الحزب الوطنى رغماً عنهم. فى يوم من الأيام كان شعار الشرطه فى خدمة الشعب شعاراًللداخلية المصرية ، بغض النظر عن تطبيقه من عدمه ، إلا أنه شعار جميل يحمل معانى العدل والمساواةوالشفافية، الى أن وجدنا فى السنوات القليلة الأخيره اعضاء الحزب الوطنى يتعاملون مع أفراد الشعب ، وهم يوقنون أن الشرطة فى خدمة الحزب الوطنى الحاكم ، ليس فى وقت الإنتخابات النيابيه والمجالس المحلية فحسب ، وإنما فى كل وقت . فاستمرار تطبيق قانون الطوارىء على كل من يناهض سياسات الحزب الوطنى الفاشلة ،والمضرة بجميع أفراد الشعب - وبالطبع منهم رجال الشرطة - من غلاء فاحش وفقر مدقع وفساد منتشر ، وانهيار فى كافة مجالات الحياة المصرية . يُطارد كل معارض للحزب الوطنى... يُعتقل ... يُداهم منذله ... تراقب تحركاته .....يُمنع من السفر ...يُعامل فى وطنه و كأنه مواطن درجة ثانية .... ، كل ذلك فضلاً عن المعامله غير اللائقه للمواطن المصرى فى أقسام الشرطة . وحتى يأتى اليوم الذى يشعر فيه المواطنون المصريون بالتطبيق الحقيقى لشعار الشرطه فى خدمة الشعب ، لا فى خدمة الحزب ، فإنهم لن يملوا من مطالبة السيد وزير الداخلية ، بالغاء هذه الكمائن من الشوارع والميادين ، لأنهم موقنون بأن مصر مازالت هى بلد الأمن والأمان بالمنطقة . كتبها : محمد شوكت الملط
[email protected]