دلال المغربي...كلمات لم تقل من قبل بقلم:احمد ملحم
تاريخ النشر : 2008-07-10
دلال المغربي...كلمات لم تقل من قبل بقلم:احمد ملحم


دلال المغربي...كلمات لم تقل من قبل


بقلم: احمد ملحم
الضفة المحتلة


بعد ايام قليلة...ستعود تلك الجميلة الغائبة الى مملكتها بتواضعها الملائكي...وبسمرتها الشقية المحببة...ستعود كما كانت.. طفلة الوطن الذي ما غاب يوماً...وزهرة الياسمين الدمشقي المندس في خبايا الذاكرة...فدائية كانت تلبس الكوفية عشقا وايمانا...وتحمل الوطن بين ضلوعها...اليه ستعود الان لتوقظ الذاكرة...وتلعن ممن تسلق على دماء شهداء البدايات...شهداء الزمن الجميل.

اذا كانت الذاكرة الانسانية تصاب احيانا بالنسيان..فأن الزمن قادر على دق جدران الذكرى...حيث يعود ما مضى اكثر جمالا لاننا نحتاجة اكثر.. وها هي السمراء الجميلة دلال المغربي تعيد لنا ذاكرتنا المهترئه بصخب مجنون...يعوداسمها ليطغى على الزمن بخيانته...تعود بكوفيتها وبندقيتها لا اكثر...تعود باحثة عن حفنة تراب من هذا الوطن...

بعد قليل ستعودين رغما عن بني اسرائيل" دلال المغربي" انت السمراء التي اقامت الدولة الفلسطينة لاكثر من ستة عشر ساعة على سواحل تل الربيع...قبل ثلاثين عاما...ستعودين مع رفقاء السلاح اللذين اكملوا العهد سوياً...الى الشهادة

ستعودين للوطن...وسيتسابق المهرولون الى اقامة النشاطات والفعاليات بهذه المناسبة الوطنية.. سيحضر جميعاً...المهرولون..رجال التسوية والتطبيع...رجال المفاوضات الابدية...سيحضر اشباه الرجال...دون خجل ولا وجل...



سيأتون ببدلاتهم ونظاراتهم السوداء...واضعين على وجوههم المجمدة بعض رتوش الحزن...سيتسلقون على سلم الماضي.. ويركبون مجددا قارب الوطنية...ويزوروا التاريخ ايضاً...وستبدأ اساطيرهم بالظهور... الكل سينسب لنفسه شرف المعرفة بك يا سيدة فلسطين...

سيبحثون عن ما تبقى لديهم من دموع ولن يجدوا...سيستقبلون المهنئين بأحاسيس كاذبة...وسيتحولون بليلة وضحاها الى حراس دماء الشهداء... سيدلون للأعلام بكلماتهم المنمقة التي تقال في كل المناسبات..
وسترفع صورك في الاحتفالات الى جانب صورهم...اليس هذا بالزمن الردئ سيدتي.

حقا انه لزمن ردئ....!

هذا الزمن الذي يأتي بمن صافح قاتلك باراك وقبله وداعبه.... ليتكلم عنك... وعن زمن الثورة التي لم يكن له بها شيء...وعن وصايا الشهداء التي باعوها في موسم الهجرة الى واشنطن وتل ابيب...

وربما من استلم ملف المفاوضات لعشرين عاماً دون ان يتذكر وجهك الاسمر...او ان يكلف نفسه بالمطالبة برفاتكم...سيتكلمون غداً اشياء اسطورية...فربما تصبحين الملف الاول على قائمة اهتمامهم ...

حقاً انه لزمن رديء

ان يتكلم عن الشهداء من باع دماءهم...وان يصدح بوصاياهم...من خلقوا لكي يخونوها...ويعبروا الى ذاكرة الثورة التي لا تذكرهم...


ومع ذلك ستعودين ..
جميلة ستعودين...
حرة ستعودين...
بكوفيتك وسمرتك ستعودين...
بالبندقية الرائعة بها ستعودين...
بالمقاومة وليس المفاوضات ستعودين...
بالوصايا التي صمدت كالاشجار من اجلها ستعودين....
لاطفال يرددون اسمك عن ظهر قلب ستعودين...
لمخيمات اهدتك يوما شرفا لا يضاهى ستعودين...
لتراب الرفاق الذين لم يروك ابدا ستعودين...


ستعودين كما البدايات فدائية تحمل سلاحها...سأرقبك من بعيد...وانت ماضية الى هناك.. حيث الوطن الجميل..دون التفات الى اشباه الوطنيين واشباه الرجال هنا...