ما فعل الزعماء بنا؟ بقلم:رمضان جربوع
تاريخ النشر : 2008-07-10
رمضان جربوع:
الزعماء والزعامة!... هل نحن بحاجة لزعيم؟
القدس العربي الخميس 10/7/2008
دون شك، شخصية قائد أو زعيم، تتبعه الأمة، يروق لها ويثير فيها أحاسيس، ظاهرة حاسمة في تاريخ الأمم، وتحديداً عندما تتعرض أمة ما لمحنة طارئة أو مستفحلة. هذا الزعيم يستولي على لب شعبه بقول قوله وطرح أمانيه، ثم الحث على استخلاص حقوقه و"النضال" في سبيل ذلك.
تستجيب الأمة عادة بتأثير عوامل معينة، منها: - مثالاً لا حصراً- قوة اللسان وسلاسة البيان، أو إن شئتم الخطابة، وكذلك الاتسام بالشخصية الجذابة (الكاريزمية) التي تبث ما يكاد يكون إشعاعا، يأتي على قلب الجمهور، ويستحوذ عليه، ويظل الأمر الأهم هو "تاريخية" اللحظة، أي ظهور الزعيم في ساعة تتطلب وجوده وتنشده، أو هكذا تتخيل جماهير هذه الأمة!
في تاريخ عالمنا الحديث ثلاث شخصيات، بهرتني أعترف بذلك، أستعرضها عليكم في محاولة طرح لما أرى من رأي، بعد تحليل لا مفر منه، وأحسب أن جمع الثلاثة في خانة واحدة قد يثير أحاسيس البعض، إن لم يكن استهجانهم، ولكن ووفقاً لرؤيتي، الشخصيات تتقارب في صفات أعتبرها من لزوميات ومكونات يشتركون فيها وتتوافق مع طرحي، وهم:
• موسيلليني إيطاليا
• هتلر ألمانيا
• جمال عبد الناصر مصر/العرب.
ولنبدأ بالأول:
خرج موسيلليني كزعيم لدولة حديثة النشأة (توحدت إيطاليا في العقد السابع من القرن التاسع عشر). كانت تبحث عن هوية (وهي بالمناسبة لا تزال تبحث عنها)، إيطاليا لم تكن سوى مجموعات متفرقة:
ممالك وإمارات وجمهوريات ودوقيات ومدن على هيئة دول بذاتها، ثم البابوية وما لديها من سلطان معنوي ومادي وعسكري أحيانا، ثم مناطق تحكمها دول أخرى.
الأعراق فيها متنوعة، فمن توسكان إلى صقليين إلى نمساويين وصرب وألبان وأسبان وفرنسيس وقدماء إغريق، وحتى عرب ممن بقوا بعد اندحار دولتهم في جنوب البلاد (يقال بأن قرابة الثلاثة ملايين اندمجوا وذابوا في "إيطاليا" بالقرن الثالث عشر).
لغاتها أيضاً متعددة، فمن رطانات الجرمان إلى لغات اللاتين بلهجاتها. استقر الحال تقريبا باعتماد لغة "التوسكان" التي تعرف بالإيطالية اليوم (وإن كانت بعض الجيوب في الشمال لا تزال تتحدث الألمانية وأخرى في غير محل تتكلم لغة بعيدة عن ما سبق ذكره).
أما عن الهوية فكانت شبه مفترضة أو مفروضة من قبل بعض مفكريهم وعسكرييهم وتجارهم، تحاول ارتداء ثوب قومي، يرجعونه لعصر الرومان القدماء وهويتهم. المسألة؛ كانت في الغالب بإيحاء وحثّ من قبل بعض المتمكنين مالياً (أو تجارياً أو اجتماعياً).
في أواسط العقد الأول من القرن الماضي، ظهر موسيلليني كصحافي يساري، كان يخرج في المظاهرات، التي كانت تنظمها الجماعات اليسارية، التي تناهض الدعوة لاحتلال ليبيا في البداية، ثم بعد الحرب الكونية الأولى التحق بالحزب الفاشي اليميني، ولم يكن مؤسسه، وإن تمكن من الهيمنة عليه فيما بعد.
وبسرعة رهيبة استطاع أن يتخذ لنفسه موقعاً سياسياً مهماً، نظراً لمهارته الفائقة في الخطابة، ومخاطبته عامة الناس، ووعدهم بصلاح الحال وبناء الدولة القوية، بل وحتى إعادة بعث الإمبراطورية الرومانية، واسترجاع ممتلكاتها، وهي أفكار يمينية قومية بحتة.
يرجع ذلك لشعور الإيطاليين بالغبن من عدم حصولهم على غنائم كافية، من جراء اشتراكهم مع الإنجليز والفرنسيين (الدول المتحالفة) ضد النمساويين والألمان والعثمانيين في الحرب العالمية الأولى ما بين (قوى المركز أو الوسط). (بالمناسبة الحركة الفاشية لم تكن تدعي وحسب اسمها سوى للاتحاد معا وخلق الدولة بمفهوم اتحادات وروابط مهنية وتجارية وأدبية وفكرية)، والكلمة في أصلها الإيطالي (فاشّي) أي (أغصان شجرة) والمعنى المراد أن غصناً واحداً لا يجدي ولكن جمعها في "حزمة" يعطي القوة.
استطاع موسيلليني الوصول لمرتبة زعامة تيار جارف زحف على روما العاصمة في سنة 1922 وصار زعيماً (دوتشي، حسب اللفظ اللاتيني القديم) مع الحفاظ على وجود ملَكية اسمية.
بوصول موسيلليني إلى روما أصبح "الزعيم" القادم بفعل رغبة جامحة من شعب، كان يبحث عنه بعد أن دخل في وعيه ضرورة "زعامة صارمة" ما.
الشعب كان، دون شك، منقادًا ومتأثراً، بل ومسحوراً، ببلاغته الخطابية الفائقة، حينما يتحدث عن عظمة روما التليدة، واعداً بإعادة بعثها من الرقاد لتسترجع ما فقدت من أراض، كانت تسيطر عليها، واسترجاع ما تراه من حقوق بمواجهة القوى الأوروبية الأخرى، ناهيك عن الوعد بالنعيم والقوة والاستقرار للشعب الإيطالي، الذي كان في معظمه يعاني الفقر والتخلف، وكذلك الفروق الفاحشة بين طبقاته.
نرى هنا!، نوعاً من عقدة الهوية ومركب النقص الجماعي لدى الإيطالي، الذي يريد الخروج من التخلف إلى الازدهار.
هذه "الأنا" الإيطالية كانت إلى حد ما نابعة من المقابلة مع الآخر، الذي استطاع بناء دول عظمى، لها مستعمرات وصناعات وتأثير سياسي ونفوذ قوي في أوروبا والعالم عموما، بينما كان حلم أغلبية الإيطاليين الهجرة إلى أرض الميعاد (الولايات المتحدة) أو أمريكا الجنوبية.
كان المطلوب ممارسة "الزعامة" أو "تزعّم" المسيرة لتحقيق الموعود. لم يكن الأمر عسيراً، فبضعة برامج اجتماعية، ثم إطلاق حزم من المشاريع المعمارية، والشروع في تأسيس جيش قوي، وما يتطلبه من عتاد، كل ذلك خلق زخماً ونشاطاً وتحسناً نسبياً في الاقتصاد.
ضمن مؤسسة الدولة الجديدة كان هنالك نخب ممتازة من المفكرين والعلماء وكبار الإداريين، التحقوا بالركب وعملوا في بناء الدولة الجديدة..وكان متوقعاً لها الاستمرار...
إلا أنه!، وكما يحدث دوماً، "الركب" الذي يتولى لزمام الأمور، لحق به أشتات وأصناف من البشر، بعضهم عن عقيدة وإيمان، وآخرون بدواعي الانتهاز والاستفادة، وغيرهم بموجب مقولة (اركب الموجة). من بين كل هؤلاء كان البعض أكثر نفوذاً ووصولاً من الآخر، ولكل أجندات وطموحات.
فقدت الحركة "الفاشية" عفويتها أو براءتها، واستولى عليها وعلى جهازها المحرك "تنظيم القمصان السوداء"...
وهؤلاء لإثبات جدارتهم وتبرير وجودهم اتبعوا مسار أسلاف لهم يشبهونهم، في تاريخ أمم عديدة من البشر، فكان لابد من إقصاء وتغيير وتخوين وتصفيات وإحلال "بعض" محل "بعض"...
التيار اليساري الذي كان ينتمي إليه موسيلليني أصلا (البعض يقول بأن ذلك كان انتهازية مطلقة) كان أول الضحايا، تبعه كل من يقول بالرأي الآخر، والتشاور والاحتكام لصناديق الاقتراع، بل حتى من يقول بعقلانية وقيم أخلاقية.
تحولت "الزعامة" لمؤسسة قومية عصبية تحصر نفسها في "الزعيم" ومن حوله أعوانه الكبار، الذين أتوا من الطوائف التي التحقت بالركاب.
بمعنى آخر صار الزعيم حاكماً مطلقاً مستبداً.
ومن ثم، لم تكن المشاريع الجديدة تجد من يعارضها (بكل بساطة لأنه لا يُسمح بذلك) والمشاريع ليست سوى خيارات من بين أُخر. وهنا تأتي أحلام اليقظة وهواجس الماضي "المجيد" وغياب العقلانية، لتفعل فعلها، فكان التركيز على توسيع رقعة "الإمبراطورية"، وتزامن ذلك مع اشتداد المقاومة الليبية للاحتلال الإيطالي، وعدم نجاحه في السيطرة عليها بالكامل، فكان التركيز على قمع المقاومة بأي ثمن.
خصصت الأموال الطائلة والموارد الهامة، ونالت المؤسسة العسكرية الإيطالية حظاً وافراً من سلطة القرار والتمويل، بعد خسائر جسيمة على الجانبين (المقاومة الليبية والاحتلال الإيطالي) وتكاليف عالية، مالية وفي الموارد، استطاعت إيطاليا، بعد إقامة معسكرات الاعتقال أو الإبادة الجماعية ثم القبض على شيخ المجاهدين عمر المختار في سنة 1931 وشنقه، إحكام السيطرة على ليبيا.
ومع ذلك لم يستقر الوضع في إيطاليا "للزعيم"، فقد عاد الفقر والعوز، وظهر كبار الضباط في موقع أقوى تأثيراً وصدى، فكان لابد من مشروع جديد. هذا المشروع كان جاهزا، وهو محاولة احتلال الحبشة (المحاولة الأولى في القرن الماضي باءت بهزيمة نكراء)
وهنا، ومن المفارقات الغريبة في التاريخ، فرضت إيطاليا الخدمة العسكرية على الليبيين، ثم أخذت تدعوهم للمشاركة الفعالة في احتلال الحبشة. هل تعرفون ما كانوا يقولون لهم؟
- إنها فرصتكم أيها الليبيون للانتقام من "الحبش" أو "المصوّعة"، وهم جنود إيطاليا الذين شاركوا في عملية احتلال ليبيا ومقاتلة المقاومة (أريتريا وأجزاء من الصومال كانت تحت حكم إيطاليا في حينه).
وهكذا كان، وذهب ليبيون، طوعا أو كرهاً، وحاربوا هناك واحتلت إيطاليا الحبشة بعد أهوال وأهوال من الخسائر في المال والرقاب.
النتيجة؟
إيطاليا أفلست، رغم الانتصار، وأفلست معها "الزعامة" – خيارات غير زعيمة- إلا أن الرياح أحيانا تأتي بما تشتهي سفن الزعامة - أوروبا كانت على وشك الدخول في حرب جديدة، عالمية أخرى، والخصوم؟:
ألمانيا من جهة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى. "زعماء الكتلتين صاروا يخطبون ود "زعيم" إيطاليا لينضم إليهم، أو الأقل ليبقى على الحياد، وهو ما كان يعتبر خياراً عقلانياً، وما كان يجب عليه فعله، ولكنها تلك اللعينة: "الزعامة" .... أو إن شئتم، الاستغراق في ذات الزعامة.
بالطبع كان موسيلليني عازماً على دخول الحرب، فهي فرصة لاستدراك ما فات، غير أنه رأى الانتظار قليلاً ليتحقق إلى أين تهبّ الرياح.
اندلعت الحرب، واكتسحت ألمانيا فرنسا، وتوقع الجميع النصر لها، فما كان من السيد بينيتو (المبارك، حرفيا بالعربي) موسيلليني إلا أن اندفع فيها بقضه وقضيضه لجانب هتلر، هتلر وعده بتسليمه جنوب فرنسا بكامله ليضمه لمملكته أو إمبراطوريته الرومانية قيد الانبعاث المنشود المنتظر.
الحرب، هذه المرة، لم تكن لاستعمار شعوب قاصية فقيرة ضعيفة، ولكن ما بين دول عاتية قوية، لها خبرات وصناعات في فن الحروب والتجهيز لها.
جميع عمليات إيطاليا العسكرية في الحرب العالمية الثانية باءت بالفشل.
لم يكن لديها "طبقة" عسكرية ذات خبرة، ولم يكن لها موارد ذات شأن، فقد أفلستها حروب ليبيا والحبشة.
اندحرت إيطاليا في ألبانيا واليونان وفي محاولاتها بفرنسا، ثم تتوج كل ذلك بهزيمة شائنة في محاولة احتلال مصر التي كانت ترزح تحت الإنجليز.
لم يكن للألمان من بد سوى مد يد العون، فتدخلوا لإنقاذ عساكر الطليان ومغامراتهم، إلا أن الحرب كانت قد حسمت أصلاً بدخول الأمريكان الوشيك في حلف مع الروس، أمريكا تملك الموارد المالية والقدرات الصناعية الفائقة القدرة، وروسيا لديها ملايين من "علف" المدافع، أي الأعداد العديدة من الجنود القابلة للقود إلى حتفها، كما يشاء قادة العسكر، لتتلقى نيران العدو وتموت، إلى أن تنفذ ذخيرة هذا العدو.
انتهى موسيلليني ولم يعد أحد يحبه، احتل الحلفاء بلاده، فهرب برفقة حرّاس ألمان (قيل إنهم باعوه) وقبض عليه في الطريق، وشنق وعلق من قدميه بالقرب من ميلانو.
من قام بذلك؟....
رفاق قدماء من أهل اليسار! (البارتيجاني)... أي من حيث بدأ صاحبنا...
فلنعتبر الآن ونستخلص الدرس:
الزعيم، قد يكون مطلوباً في لحظة تاريخية، وعندما تتوافق مع ظهور "متزعم" فيصبح عندها زعيماً بإرادة شعبية، عادة جارفة...
الزعيم، لديه جاذبية (كارزما)، إما لبلاغته أو سيرته أو سلوكه أو توافقه مع الصورة التي ترتسم في وعي شعب ما..
حاز موسيلليني هذه الصفات، وصار زعيما ..
تبقى قضية ممارسة "الزعامة" أو القيادة نحو غد أفضل ..
الزعيم، وفي هذه الحالة موسيلليني، لم يكن مؤهلاً لشؤون الإدارة، ونادراً ما يحوز زعيم متطلبات ممارسة "الزعامة".. وإن كان هنالك استثناءات دائماً...
من تولى ممارسة "الزعامة" بالنيابة عن موسيلليني؟...
كما هي العادة، أعوان الزعيم!....
من هم؟ .....
هم أولئك الذين يلتحقون بالركب، أي ركب "الزعامة"... وهم أصناف وأنواع ذوو أغراض، وبعضهم من جماعة "صار اللي صار"...
متطلبات النجاح في تزعم أمة؟ ..
الخيار الحسن، في الوقت الحسن، للفائدة الأحسن.. هذه بدهية، ولكن عندما يتعرض "الزعيم" لمحنة، لا تنجده فيها النخبة "المحيطة" به في تلك اللحظة، فماذا يحصل؟ ....
خبط عشواء ...
والنتيجة؟ ...
اندحار، ولكن.. ألم يكن في الإمكان أبدع مما كان؟
هنا، لا أجد إلا ما أرى أنا، وهذا ليس بالقول الفصل على كل حال، وهو أنه عندما يزعم (بمعنى يدعي العلم) الزعيم بزعم ما، أي علم ما، ثم يجعل من ذلك خيارا تنفيذيا، فهو كمن يقامر (يا توره يا موره) .. فيحدث الخلل على كل حال.
موسيلليني، زعم بأنه يعلم العلم كله، ومن الخيارات المطروحة، تزعّم زعماً وأنفذه، ولما خاب زعمه، خاب معه وانتهى ...
كان موسيلليني يزعم بأن الطليان معه قلباً وقالباً، ولقد كانوا كذلك لفترة، ولكن خياراته كانت تتطلب قدرات وهمم وعزائم لم تكن لديهم ...
الطليان توقفوا عن العسكرة والفتوحات (المكية إن أردتم) منذ أكثر من ألف سنة.. وحل محلهم غيرهم.. وجاء موسيلليني يطلب منهم أن يسلكوا مسلك أسلافهم الرومان..حسنا، كان ذلك أكثر مما يستطيعون تحمله ...
والعبرة؟
مد رجليك على قد لحافك، وإن شئت غير ذلك، فعليك بإطالة اللحاف..
وهذا ما لم يستطع موسيلليني تحقيقه .. بل إنه افترض أن اللحاف طويل
هذا مدخل أول اخترت فيه زعيما غربيا، وقد يقول قائل: وما شأننا؟ ....
الشأن شأننا، فموسلليني من بني الإنسان وكذلك الطليان، وكذلك نحن بمن فيهم كاتب هذا المقال!
أعود لمعالجة قضية "الزعامة" بإيراد مثال آخر في مقالة أخرى، حتى الوصول لجمال عبد الناصر، وانتظارا ..... أحب أن أورد ما بين فقرتين (وليس قوسين) تقييما قصيراً لإخوتنا الطليان (في الإنسانية على الأقل) ..
إيطاليا بعد نكبة موسيلليني وخسارة الحرب، أي منذ حوالي ستين سنة، توالى على حكمها قرابة خمسين حكومة (بفعل انتخاب)، وقد يعتقد المرء بأن البلاد توشك على الغرق بفعل الفوضى وعدم الاستقرار ..
عكس المتوقع حصل، لقد استطاع الطليان عندما تخلصوا من عقدة "الزعامة" والحاجة إليها، أن ينهضوا – وعلى الرغم من عدم الاستقرار السياسي – وتقدموا وتفوقوا على الإمبراطورية البريطانية العجوز اقتصاديا...
ذات مرة، تشرفت بالتعرف على أستاذ مفكر ذي شأن في إيطاليا، سألته عن هذه الظاهرة، فكانت إجابته غريبة، قال:
الإيطاليون لم يعودوا يعتقدون بزعيم أو زعامة، لقد صاروا يتحكموا في مصائرهم بأنفسهم، وهم يحبون السخرية والاستهزاء، ومن ضمن ذلك تغيير الحكومات كيفما يشاؤون ... وأحيانا يحبون جلد أنفسهم، وآخر عمليات "جلد الذات الساخرة" هو إعادة بيرليسكوني للحكم، فالرجل يمثل أبشع ما يمكن القيام به في هذا المضمار ... ربما لمعاقبة أنفسهم لرضاهم بما فعل بهم موسيلليني أو لمجرد النكتة...
ودمتم بخير
ملاحظة اخيرة بعد النص:
كتبت ما كتبت كناظر للماضي والحاضر، ولا أقصد أي زعيم عربي كان، والرجاء من "العساكر سوسة" أو "أولاد الشيخ" .... الامتناع عن التعليق!
[email protected]