نقاط على الحروف بقلم:محمد مخربان
تاريخ النشر : 2008-07-09
الزيارة التي قام بها الرئيس محمود عباس لدمشق، والتي إلتقى خلالها بالقيادة السورية وبعض القيادات الفلسطينية والمقيمة في دمشق، لوضع الجميع أمام مايجري في المنطقة ولإستحقاقات المقبلة، وكذلك البحث في آليات تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني وتفاهم القاهرة والمبادرة النقاط على الحروف لحسم الكثير من القضايا، وأهمها قضية الأنقلاب الذي لا زالت قيادة حماس متمسكة به. فالسيد الرئيس محمود عباس يعي أن مخاطبته المباشرة للقيادة السورية تستند إلى إعتبار أن هذه القيادة في موقع رئاسة القمة العربية من جهة، وفي مركز التأثير المباشر على قيادة حماس وغيرها من المقمين في دمشق من جهة ثانية. ويبدو أن هناك مكاشفة حول قضيتين هامتين، المفاوضات السورية- الإسرائيلية والإنقلاب الحمساوي .
كل الإشارات التي صدرت من العاصمة السورية حتى اللحظة، لم تدلل بعد أن إتفاقاً كاملاً قد تم التواقف علي. ولكن يبدو أن خرقاً أحدثته هذه الزيارة في جدار الإصطفاف الدمشقي، حيث مجموعة من المواقف التي أشارت بشكل مباشر إلى عدم الرضى عن الموقف الحمساوي، والتي تعترف بأن الكرة في الملعب الحمساوي، وأن الاتهامات التي تتلطى خلفها قيادة حماس، هي إتهامات لا أساس لها من الصحة وفي الكثير من الظلم والإجحاف بحق رئاسة السلطة، وهناك العديد من الشواهد( كما طرحتها بعض المصادر القيادية الفلسطينية في دمشق)، أهمها أن الإدارة الإميركية كانت قد مارست ضغطاً كبيراً من أجل الحيلولة دون مشاركة حركة حماس في الانتخابات التشريعية، إلا أن الرئيس محمود عباس لم يستسلم لتلك الضغوط وأصرعلى مشاركة حماس في الإنتخابات. كذلك عندما عقدت قمة دمشق كانت مصادر حماس قد أشارت إلى أن ضغوطاً أميركية على الرئيس الفلسطيني لعدم حضو القمة وهو، كما روجت حماس، لن يحضر،أن ما حصل أن الرئيس الفلسطيني حضر القمة دون تأخير. بما يعني أن محاولات قيادة حماس باتب مكشوفة ولم يتحملها حتى المقربيين منها.
في كل الأحوال، فإن هناك رأياً صدر عن الأمين العام للجبهة الديمقراطية السيد نايف حواتمة يتلخص بالسؤال، لماذا لا نضع الرئيس محمود عباس أمام إمتحان؟ مفسراً ذلك من خلال لقاء يجمع كافة الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية يتم فيه التوافق بين هذه الفصائل والقوى السياسية والتوقيع على وثيقة تدعو لحوار وطني شامل للبحث في آليا تنفيذ وثيقة الوفاق والوطني وتفاهم القاهرة والمبادرة اليمنية، وبالتالي إنتظار تلبية هذه الدعوة من قبل الرئاسة الفلسطينية وقيادة حركة فتح. فإذا لبت الرئاسة هذه الدعوات تكون حماس مجرد تخرصات وأوهام لا وجود لها إلا في عقول من حاول ترويجها.
هذا هو السبيل الوحيد والمجدي ، والطريق الأقرب للخروج من الأزمة الراهنة، ولكن هل ستلبي قيادة حماس مثل هذه الدعوة؟ وهل سيفضح الداعون لهذا الحوار الجهة التي لا تستجيب لهذه الدعوة حتى لو كانت حماس؟ وهل حقاً تمتلك قيادة حماس القدرة على إتخاذ القرارات المصيرية؟ تلك هي الإسئلة التي تحتاج إلى إجابات شافية من أجل وضع النقاط على الحروف وتحديد وجهة العمل الفلسطيني الجماعي والموحد. هل نحن حقاً جاهزون لوضع النقاط على الحروف؟
محمد مخربان
كاتب فلسطيني - لبنان