باتا واضحا مدى انحياز الجزيرة لراوية حماس وقد ظهر ذلك جليا في البرنامج الأخير الرأي والرأي الاخر الذي يقدمه الإعلامي المتميز سامي حداد حيث استضاف كلا من جمال نزال الناطق باسم حركة فتح ونافذ عزام قيادي في حركة الجهاد الإسلامي واحمد يوسف مستشار سياسي لدى رئيس الحكومة المقال هنية, وقد ظهر الانحياز خلال البرنامج بإعطاء وقت اكبر لأحمد يوسف على حساب الأخ نافذ عزام وجمال نزال .
وعلى الرغم من المهنية العالية التي يتمتع بها سامي حداد الا انه ظهر بشكل غير موفق وحاول مجاملة مدير الجزيرة وضاح خنفر المعروف بانتمائه لحماس , كما ان الأخ جمال رغم تألقه الدائم بالدفاع عن وجهة نظر حركة فتح ظهر عدم التوفيق عليه وربما يعود ذلك إلى عدم إعطائه الوقت الكافي بهذا البرنامج .
وبالعودة إلى سياسة الجزيرة فقد تبنت منذ فترة وجهة نظر حماس واالاخوان المسلمين بشكل عام محاولة إقناع الجمهور العربي والإسلامي بأنها تصطف إلى جانب ما يسموه الان جبهة الممانعة والمقاومة والتي انهارت وانكشفت بسرعة كبيرة حيث تعقد سوريا مفاوضات عبر الوسيط التركي وعقدت حماس هدنة مجانية دون اي مقابل سياسي عاملة على فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية لأبقائها على السيطرة على غزة , وتبقى من هذه الجبهة فقط حزب الله الذي اظهر حنكة كبيرة في إدارة الصراع مع العدو الإسرائيلي وبقي هو فقط في مواجهته ومقارعته , في الوقت التي تتمتع به قطر بعلاقات متميزة مع الولايات المتحدة وإسرائيل وهناك عدد من القواعد الأمريكية بقطر كان لها دور كبير في تدمير العراق حاضرا ومستقبلا كما ان الجزيرة نفسها رسخت قواعد مهنية خدمت بها اسرائيل عن قصد فقد اطل علينا من خلالها كل المسئولين الاسرائليين ليعبروا عن وجهة نظرهم ناهيك عن الاجتماعات داخل مبني الجزيرة وخارجها بين الاسرائليين والقائمين عليها .
ان محاولة الجزيرة شطب جزء هام ومفصلي في تاريخ الشعب الفلسطيني ستبوء بالفشل ولن يستطيعوا تمرير مايريدون من خلال هذه القناة وإذا كانوا نجحوا في نشوية صورة بعض الأشخاص فأنهم لن يستطيعوا تمرير كل ما يرغبون فقد انكشف أمرهم وظهرت حقيقتهم لكل الناس وخصوصا الذين خدعوا بمهنية وحيادية هذه القناة .