قراءة في سورة العلق بقلم:حسين علي الهنداوي
تاريخ النشر : 2008-07-09
( أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى؟!!nn- سورة العلقn(بسم الله الرحمن الرحيم)nاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْداً إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَه (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)nnهذه سورة من القرآن الكريم تحمل الرقم ( 69) ولكنها أول خطاب إلهي وجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،وتقوم مراميها على محاورمتعدده أساسية تتمثل في n 1ـ التنبيه على فعل( القراءة ) الذي يعدّ أهم فعل في تطور الإنسان على الأرض ، والأمم والشعوب تزاحم بمناكبها لتصل إلى المجهول الذي يفتح لها بابا نحو السماء مع أن من أنزل علهم القرآن الكريم هم أكثر الناس بعدا عن القراءة ؛ ولو أردنا أن نعدد فوائد القراءة لاحتجنا ‘لى مجلد مستقل .n 2ـ التعريف بالوحي ...أمين السماء وما يحمله من بشارات للإنسانية تتضمن الخير والمحبة والرحمة فالقرآن الكريم والنبي محمد صلى الله علبه وسلم إنما أنزلا رحمة للعالمين . n 3ـ التعريف بالأنموذج الأسوأ ( الإنسان) الصاد عن سبيل الله تعالى والذي يمنع عباد الله من عبادة الله ويحرف مسارهم إما باتجاه الكفر والالحاد أو باتجاه الدنيا بما فيها من لهو وتسلية ولعب وقد كان ( أبو جهل ) ممثلا لذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما أكثر الذين يصدون عن سبيل الله في هذا الزمن. n 4ـ لفت الانتباه إلى أن أحد مراحل خلق الإنسان هو( المرحلة العلقية) ، وهي مرحلة مهمة في تكوين الإنسان الذي كرمه الله تعالى وشرفه على سائر المخلوقات .n 5ـ التركيز على أهمية القلم واخط والكتابة ودوره في نقل الإنسان من ظلمات الجهل إلى نور العلم والذي لولاه لما استقامت أمور العباد في الدين والدنيا. n 6ـ التبصير بدور المال في طغيان النفس الإنسانية ، إذ به يستغني الإنسان عن الناس ويستكبر عليهم ويستكبر على الله تعالى عن ذلك رب العزة والجلال وكم من إنسان يأشر ويبطر عندما يكثر المال لديه والتلويح لأصحاب الأموال بأداغء حقوقها فالمرجع إلى الله وهناك تبلى كل نفس وتحاسب إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر . n 6ـ الوعيد المبطن لن تسول له نفسه أن يمنع العباد من عبادة رب العباد والتضييق عليهم ومحاربتهم والتنكيل بهم وسجنهم والبطش بهم وقتلهم ونفيهم وتجويعهم ، والطغاة في هذا الزمن كثر، ولماذا كل ذلك التضييق على ذوي الدعوة إلى الهدى والخير والمحبة والسلام ؟؟؟n 7ـ التنبيه إلى أن من يسلك طريق منع العباد من عبادة رب العباد ينتظره عذاب شديد يتمثل في ( جره من مقدمة رأسه إلى النار) .n 8ـ تولي الله نصرة المؤمنين وإمدادهم بالملائكة ، فليفعل الطغاة ما شاؤوا وليخلص الدعاة فالنصر للدعاة وإن كثر عدد الطغاة . n 8ـ الزبانية هم خزنة جهنم وهم ملائكة غلاظ شداد ينتظرون الأمر الإلهي لتعذيب من شاء من عباده المنحرفين . n 9ـ أن السفع فعل رباني ينتظر الطغاة والجبارين من البشر الذين يصدون عن فعل الخير ويحاربون أهل الخير . n 10ـ أن كلمة ( كلا ) جاءت لتؤكد للمؤمنين ضرورة المضي في فعل العبادة مهما فعل الطغاة فالنصر حليفهم. n 11ـ أن السجود أفضل العبادات عند الله تعالى فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . n 12ـ أن الأفضلية في الكرم تعود إلى الله تعالى ، فهو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين . n 13ـ أن تكرار الاستفهام التعجبي في قوله تعالى () أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْداً إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) إنما يدل على ضرورة التعجب من حال الصادين عن عبادة الله لأنهم يخالفون فطرة الله التي فطر الناس عليها وهي التعلق باللهnn