هل يمكن أن يكون انتشار المسلسلات التركية المدبلجة تمهيدا لدبلجة المسلسلات الإيرانية؟ بقلم: أحمد الظرافي
تاريخ النشر : 2008-07-09
أدهشني كثرة الحديث عن انتشار حمى المسلسلات التركية المدبلجة ومدى الافتتان بها من قبل البعض وكثرة وتعدد العناوين المثارة حولها في المواقع والمنتديات وخطر في بالي هذا السؤال:

هل يمكن أن يكون انتشار المسلسلات التركية المدبلجة في هذه الأيام تمهيدا ومقدمة لدبلجة المسلسلات الإيرانية وعرضها على الأمة ؟

الجواب : من يدري فلعل البدء ببث المسلسلات التركية المدبلجة يأتي في إطار إيجاد مبرر لدبلجة وبث مثيلتها من المسلسلات الإيرانية المدبلجة - فيما بعد - لأن من كان سيقوم بدبلجة المسلسلات الإيرانية قبل التمهيد والتهيئة لها بشكل مناسب على أرض الواقع، بما يجعل دبلجتها وبثها أمرا مقبولا ..كان سيلقى معارضة كبيرة من مفكري الأمة، وكان سيتعرض للنقد الشديد واللاذع وسيتم مهاجمته وشن الحملات الإعلامية عليه ..بل وربما اتهم بالرفض والعمالة لإيران
ليس لعملية الدبلجة والبث في حد ذاتها ، وإنما للتواطىء في نشر الفكر الفارسي وعقائد وبدع وشركيات الشيعة الإمامية الأثنى عشرية في مجتمعات أهل السنة.. نظرا لما قد تحفل به تلك المسلسلات من مثل هذه الأشياء ..وستكون حينئذ حجة القائمين على هذا المشروع ضعيفة.. ولا يمكنهم اللجوء للقياس على دبلجة المسلسلات المكسيكية .. ولا حتى على دبلجة وبث المسلسل الإيراني ( مريم ) لأن هذا الأخير كان استثناء، والاستثناء لا حكم له - كما يقال -

والمهم أن هذا كان سيوجد حصانة ضد ماقد تحتويه المسلسلات الإيرانية من غزو فكري ، وكان ربما سيفقد هذه الفكرة مفعولها ، وقد يؤدي إلى تدهور شعبيتها ومن ثم فشلها ..بعكس فيما إذا تم التميد لهذ المشروع الجهنمي بدبلجة وبث مسلسلات تركية .. فسيقول القائمون على هذا المشروع حينئذ أن الدبلجة والبث للمسلسلات الإيرانية ليس حبا في إيران وليست من قبيل الغزو الفكري الذي تحرص عليه إيران وتمارسه عمليا وواقعيا في كثير من البلدان الإسلامية بوسائل مختلفة، وإنما هو جاء على غرار المسلسلات التركية .. وستكون حجتهم قوية وألسنتهم طويلة، في الرد والمحاججة وسيجدون من يصغي لكلامهم وهذيانهم.

وكلنا يعلم أن الممثلين والمخرجين والقائمين على دبلجة مثل هذه الأعمال القذرة والمجافية لمبادىء الأخلاق فضلا عن آداب الشرع بغض النظر عن مصدرها - لا دين لهم ولا خلق ولا غيرة، وهم مستعدون أن يفعلوا أي شيء مقابل المال والشهرة ..

وإنه إن حدث وانتشر هذا الوباء - أقصد وباء المسلسلات الإيرانية المدبلجة - فستكون هذه ثالثة الأثافي وأم الدواهي .. ولتبشروا يامعشر العرب بشر قد أقترب .. ألا وهو تعميم الرفض وغزوه لكل بيت ..

هذا والله من وراء القصد