بين عار السياسة وشرف المقاومة بقلم :احمد ملحم
تاريخ النشر : 2008-07-08
بين عار السياسة.... وشرف المقاومة

بقلم :احمد ملحم
الضفة المحتلة

قبل ايام طالعنا رئيس الوزراء، سلام فياض، بمبادرة لاصلاح البيت الفلسطيني، وبدأ الحوار بين الفصائل الفلسطينية، حيث تضمنت هذه المبادرة بنود عدة.. وارتكزت بالاساس على نزع سلاح المقاومة.. ومن ثم ادخال قوات مصرية الى القطاع، تقوم بدورها الامني ،اضافة الى اشراف قادتها على اصلاح الاجهزة الامنية بعيدا عن الحزبية...حيث تعمل تحت اشراف حكومة تكنوقراط، وقد يسأل سائل.. ما الهدف من تطبيق هكذا افكار في الوقت الحالي.

عند النظر الى هكذا كلام. في وقت تحقق فيه المقاومة الفلسطينية واللبنانية مكاسب كبيرة على ارض الواقع، وتعمل على خلق توازن في الرعب والقوى احياناً، وتلحق الهزائم بجيش الاحتلال، فأن ذلك يكسب تلك الافكار علامات الغموض والشك... سواء لاهدافها او مروجيها او الداعمين لها من خلف الكواليس،
واذا كانت البنود الاولى امنية بحته وهي تثير الشك كثيرا... لكثرة التركيز على استهداف سلاح المقاومة بالدرجة الاولى،وهي تعتبر اول الدعوات لذلك في الارض المحتلة، فأن ما سيتبعها من بنود تحمل نكهة سياسية، لها ايضا مخططات، فالانتخابات الرئاسية على الابواب .. وهناك ايادي غربية تسعى الى تكريس وجوه جديدة ذات فكر معتدل بلغتهم.. وهم يحتاجون الى الانتخابات من اجل ذلك. اما سلاح المقاومة الذي يكرهه الجميع، فانه مستهدف من قبل بعض رجالات السلطة ذات الارتباط السياسي والمالي الخارجي .

ولذلك فأن طرح هكذا افكار ومبادرات في وقت حساس جداً، على مجمل القضايا والثوابت التي دافعنا عنها كثيرا، وضحينا من اجلها... تهدف الى محاولة غير مباشرة لاغتيالها... كما تحمل معها العديد من الاسئلة الشائكة وهي

لماذا انتظر الجميع سنة او اكثر من حصار غزة وخنقها وقتلها.. يومياً.. حتى بدأت هكذا مبادرات تخرج الى السطح؟
لماذا لم يسارعون الى ذلك من اليوم الاول للحصار؟
لماذا استمروا في المفاوضات دونما ثمن مع الاسرائيليين في ظل الحصار... والتوغلات .. والقتل في الضفة الغربية قبل القطاع؟
لماذا استهداف سلاح المقاومة في وقت حصد نتائج الانتصار؟
وهل ما زال لدينا الثقة باسرائيل لننزع سلاح عصى عليها طويلا… وان نتخلى عن ما ندافع به عن انفسنا؟




فخر المقاومة

إن هذا العصر اليهودي.... وهم سوف ينهار لو ملكنا اليقينا
يا مجانين غزة ولبنان....الف أهلا بالمجانين إن هم حررونا
إن عصر العقل السياسي ولى من زمان... فعلمونا الجنونا


بعد ايام سيعود عميد الاسرى سمير القنطار الى وطنه الجميل.. مقاوما لم يهزم.. بكل كبرياءة وشموخه... وبكل الايمان الذي ما اهتز يوماً بافكاره ووطنيته ومقاومته... هازما دولة صهيون في معركته الاخيره ربما.. ودائما في الارض المحتله
سيعود لاهله ووطنه عنوة عن دولة الكيان الصهيوني...بفعل صفقة تبادل الاسرى... بالمقاومة والسلاح سيعود القنطار ورفاق الدرب الى وطنهم.. وكذلك جثث شهداء الوطن ..
ستعود للوطن الذي خاض من اجلك حرباً كاملة... والذي كان من المفروض ان نخوضها نحن... انت الذي انتميت الى فلسطين منذ البدايات... وانت اول من تخلى عنه الفلسطينيون في موسمالهجرة الى تل ابيب وواشنطن.


ستعود رئيسة فلسطين كما اسماها الشاعر نزار قباني" دلال المغربي " بعد ثلاثين عاما من الاسر.. ستعود زهرة تجمل تراب لبنان الذي عشقته كثيرا.. وبرفقتها اكثر من مئتا جثمان لشهدائنا ايضاً...
شكرأ لكم لانكم اول من حملتم اسم فلسطين على فوهة البندقية... ونسيناكم هناك في المجهول فيما بعد
شكرا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي ما نسيتكم يوما.. ولن تنساكم والتي ستذل هذا الكيان الغاصب بصفقة تبادل مشرفة
شكراً لك ايها الوعد الصادق.. شكرا لك حزب الله...وشكرا لك سمير القنطار.. وشكرا لك ايتها الجميلة دلال المغربي.. شكرأ لكم وعذرا...
عذراً لاننا نسيناكم طويلا..
. عذراً لان مفاوضاتنا التي وصلت سن اليأس لم تنقذكم من براثن الاسر...
شكرأ لكم لانكم اول من حملتم اسم فلسطين على فوهة البندقية... ونسيناكم هناك في المجهول فيما بعد
عذرا لاننا نسينا اسمائكم في سهرات مفاوضاتنا ... وفي لقائاتنا الاسبوعية مع اولمرت وموفاز وباراك
وعذرا ايضا لاننا تبجحنا واعتلينا كل شي باسمائكم التي كانت تستخدم للزينة واكسابنا بعض الرونق الضروري للمناسبات...
عذراً عن خيانتنا لمبادئنا...ولدرب سلكتموه ولم نكمله بعدكم...
عذراً رئيسة فلسطين... لاننا تركناك ثلاثين عاما في النسيان والان تعودين للذكرىو للاحتفال لا اكثر...
عذرا من قبحنا وشكرا لكم لانكم كنتم بداية الاشياء الجميلة لدينا.
عذراً دلال فغداً سيحتفل بك من اسمى العمليات الفدائية كعمليتك بالحقيرة، وكذلك من حاور اسرائيل عشرين عاماً دون ان يلفظ اسمك مرة، ومن...ومن.. كثيرة هي الاسماء المتسلقة لدينا.