نفوس العراقيين في دائرة إحصاء موناليزارايس بقلم : محمدعبدالرحمن
تاريخ النشر : 2008-07-06
يبدو أن سهم كيوبيد الغرام الذي تقول الأخبار المتلاحقة أنه أصاب مكان قلب المراهقة موناليزارايس (حيث لا قلب لها) قد أصاب فيها أيضاً كبد الحقيقة فكان أن اعترفت بالعدد (الدقيق) لنفوس العراقيين بحسب دارة الإحصاء المركزية الأمريكية على اعتبار أنّ العراق قد أصبح بعد (تحريره) ولاية أمريكية كاملة الحقوق والواجبات و(السيادة) الفدرالية !.

موناليزارايس قالت في مقابلة أجريت معها في وقت سابق من هذا الاسبوع ( أنا فخورة بالقرار الذي اتخذته هذه الادارة لاطاحة صدام حسين ، وانا فخورة بتحرير 20 مليون عراقي ) !.

هكذا شطبت الولهانة موناليزارايس سبعة ملايين مواطن عراقي من سجلات النفوس حيث من المعروف أنّ عدد سكان العراق عشية (تحريره) في ذلك النيسان الأغبر (2003) كان يتعدى 27 مليون نسمة .

ما من داع هنا للخوض في تفاصيل الإجابة على السؤال الذي يقول : أين ذهبت السبعة ملايين نسمة عراقية ؟! ، فإنّ مكاتيب موناليزارايس السبعة ملايين مقروءة من عناوينها ، وعناوينها تمتد من مقبرة الكرخ بالقرب من متنزه الحرية في ( جنة أبو غريب) إلى مقبرة الشيخ معروف إلى مقبرة النجف إلى منافي سوريا والأردن ولبنان ومصر وتركيا والسويد وهولندا وألمانيا وكندا إلى حتى جزر الواق واق دون أن ننسى قيعان المحيطات التي يرقد فيها (السواح) العراقيين البطرانين من الذين دفعهم الترف والفراغ والتبطل وفائض أموال المردود النفطي إلى التسكع عميقاً في أعماق البحار بحثاً عن ملذات المتعة الأبدية .

أنما السؤال الملحاح هو : هل ستكتفي دائرة إحصاء موناليزارايس بشطب السبعة ملايين روح لكي تمنح العشرين مليون المتبقين من نفوس ولاية العراق هويات المواطنة الأمريكية ؟!.
الواقع على الأرض لا يدفعنا إلى الإجابة بنعم ، بل العكس تماماً، وهذا يعود إلى إصرار ثوار الحكومة الفدرالية في المنطقة الخضراء على إكمال مسيرتهم التحررية (الإتحادية) المشفوعة بالخطط الأمنية اللانهائية وصولا إلى القضاء على آخر بؤر (الإنفصاليين) المتمردين ، وهذه المهمة الجسيمة بالتأكيد تتطلب شطب مزيد المزيد من الزائدين العراقيين خصوصاً وأنّ ثواراً كالبيشمركة (مثلاً لا حصراً) لن يألوا جهداً إتحادياً قبل أعادة شامل كركوك وكامل خانقين وسائر ديالى وثمانية وتسعين ونصف بالمائة من الموصل إلى الإقليم الكردي من ولاية العراق ناهيكم عما تقتضيه بطاح الوسط والجنوب العراقي من ملاحم كفاحية بغية زجها في المشروع الوطني الفدرالي كما ينص على ذلك دستور المواطن العراقي الأصيل نوح بن فيلدمان .

إذاً وبناءً على ما تقدم لن تكون هذه الأرقام التي أعلنتها موناليزارايس عن نفوس ولاية العراق هي المعتمدة رسمياً لدى دائرة الإحصاء المركزية الأمريكية ما يعني أنّ على العراقيين من المتلهفين للسياحة الدنيوية والآخروية أن يتهيأوا للإلتحاق بالسبعة ملايين عراقي ممن تبخروا على نار الحرية .
[email protected]