الرقص عند الحزب الوطنى هو الحل بقلم:محمد شوكت الملط
تاريخ النشر : 2008-07-06
الرقص عند الحزب الوطنى هو الحل
على الفور ، وبمجرد انهيار الإتحاد السوفيتى ، قامت إسرائيل بإتخاذ الوسائل المشروعة وغير المشروعةلإستقطاب العلماء السوفيت ، فى كافة المجالات العلميه ،وأنفقت الأموال الكثيره لإغرائهم للإنتقال إليها حتى تستفيد من هذه المواهب العلميه الفذة ، لتحافظ على تفوقها العلمى والعسكرى فى المنطقة .
أما مافعلته حكومة الحزب الوطنى فى مصرنا المحروسة - بلد الأزهر الشريف ،وحامية حمى الإسلام - فكان بمثابة العجب العُجاب، فقد قامت بجلب الراقصات من تلك البلاد بأرخص الأسعار ، والهدف من وراء ذلك هو إثراء الحياة الفنية المصرية ، وإمتاع الشباب المصرى بهذا الفن، و قد اعتبرالكثير من المفكرين المصريين على إختلاف مشاربهم هذه المقارنة نكتة مضحكة مبكية لن ينساها التاريخ.
هذه النكتة الحقيقية التى مضى عليها أعوام عديدة ، تكررت هذه الأيام مـــرة أخرى ، ولكن بصورة مختلفة ،ففى ظل الأوضاع الإقتصاديه المتردية التى يعيشها الشعب المصرى ، والتى لا ينكرها النظام الحاكم نفسه ، فالعديد من الناس قُتل بسبب الزحام أمام المخابز ،طمعا فى الحصول على رغيف خبز ، وغيرهم لجأوا الى الإنتحار- كحل من وجهة نظرهم اليائسة - لعدم قدرتهم على اطعام أولادهم ، أوعلى نفقات تعليمهم 0
فى ظل هذه الأوضاع ،تسمح حكومة الحزب الوطنى النظيفة، بإجراء مسابقه للرقص الشرقى لمتسابقات من دول العالم المختلفه،فقد استضافت القاهرة مؤخرا واحدة من أكبر مسابقات الرقص الشرقي في العالم ، وشاركت فيها متسابقات من مختلف انحاء العالم ، سعيا للفوز بالتاج الذهبي، وتوافدت على مصر 800 راقصة من الهاويات والمحترفات من بلدان عديدة ، للاشتراك في مسابقة الرقص الشرقي العالمية التي تواصلت مراحلها على مدى أسبوع 0
وجدتها أو يوركا تلك الكلمة التى قالها آرشميدس عندما اكتشف نظريته الشهيرة؛كأننا نسمعها اليوم من أحد أعضاء الحزب الوطنى بعد تفكير طويل يوريكا،أى أنه وجد الحل الناجح لجميع مشكلات مصر السياسيه والإقتصاديه والثقافيه ، هذا الحل هو الرقص ، ففى نظره ان الناس ستتجه الى تشجيع الرقص كتشجيعهم لكرة القدم ، فيرقصون أوقاتاً طويلة قبل موعد إجراء أى مسابقة من مسابقات الرقص، وأثناءه ، ا وبعدها بأيام وأسابيع ، حتى الموعد القادم للمسابقة التالية ، وبهذا ينشغل الناس عن التفكير فى مشاكلهم الكثيرة التى لم تنتهِ0
أمنية المصريين البسطاء – على اختلاف اتجاهاتهم السياسية - أن يعلن كل من شيخ الأزهر الشريف ، ومفتى الديار المصرية ،ووزير الأوقاف آراءهم ، من منظور وطنى ، وليس من منظور دينى، فى هذه المهزلة – مهزلة اجراء مسابقة للرقص الشرقى على أرض مصر المباركة - هل الرقص الشرقى من الأولويات الملحة للمواطنين المصريين ؟ ، وهل من الممكن أن يستغنى المصريون عن الرقص الشرقى ؟ أم أنهم من دونه سيموتون حزنا عليه ؟، وأخيرا هل يمكننا - نحن المصريين - أن نَلحق بالعالم المتحضر بممارسة الرقص الشرقى أو بالفُرجة عليه ؟!!!!.
أما الوزير إياه ، والذى لايمل من كثرة التملق لليهود ، واطلاق التصريح تلو التصريح بغرض التودد اليهم ، ليفوز برضاهم عنه حتى ينتقل الى العالمية ، فمن المتوقع أن يُنصِّب من نفسه مدافعا عن فن الرقص وعن الراقصات ، ولسوف يتهم منتقدى هذه المهزلة بالجهل و بالرجعية وبالتخلف ،...بالله عليكم من المتخلف ؟
كتبها : محمد شوكت الملط