الرئيس الفلسطيني في دمشق : تحريك المياه الراكدة بقلم : زياد أبوشاويش
تاريخ النشر : 2008-07-06

الرئيس الفلسطيني في دمشق : تحريك المياه الراكدةnبقلم زياد ابوشاويشnبعد جولته في عدد من البلدان العربية والأجنبية يحط الرئيس عباس في سورية العروبة متلمساً طريقاً خبره ويعرف مدى أهميته لرأب الصدع الفلسطيني كما الأهمية البالغة في هذه المرحلة للتنسيق بين فلسطين وسوريا فيما يخص عملية السلام التي ترعاها أمريكا على المسار الفلسطيني والتركي على المسار السوري. وقد استقبل الرئيس بشار الأسد قبل يومين الأخ خالد مشعل في محاولة لقراءة الموقف من المصالحة ولإبلاغ الأخير اهتمام سوريا بهذه المسألة ليس باعتبارها ترأس القمة العربية فقط بل لأن متانة الوضع الفلسطيني تعزز الجانب السوري في سياق مفاوضاته الصعبة مع عدو مراوغ ولا يحترم تعهداته.nإذن ستكون الجهود في معظمها متركزة على هذا وما عجزت عنه جولات الحوار السابقة والوساطات المتعددة من المؤمل أن تحرزه هذه الزيارة التي يستقبل فيها الأشقاء السوريين رئيس السلطة الفلسطينية بكل المحبة والاحترام لأسباب متعددة نذكر منها التالي :nأولاً / الرئيس عباس برغم كل الملاحظات التي تطوله جراء موقفه المعروف من قصة الصواريخ والكفاح المسلح عموماً ورغم احتسابه على محور الاعتدال العربي وعلاقته المميزة مع الأمريكيين والإسرائيليين لم يتردد في حضور القمة العربية التي عقدت في دمشق رغم الضغوط الهائلة التي مورست عليه من قبل الإدارة الأمريكية بما فيها اتصال نائب الرئيس ديك تشيني به ليثنيه عن حضور قمة دمشق وهذا يعرفه الإخوة في القطر العربي السوري ويقدروه عالياً.nثانياً / الرئيس الفلسطيني لم يشارك في الحملات المغرضة ضد سورية حين انبرى حلفاء أمريكا ليتناولوها قدحاً واتهاماً وتبريراً لحصار أمريكي دبلوماسي ظالم على سورية العربية.nثالثاً / الرئيس أبو مازن برغم نزوعه للطرق السلمية لحل المشكلة الفلسطينية وتقديمه كل التنازلات المنتقدة من أبناء شعبه وحتى من تنظيمه فتح لتسهيل التقدم في العملية السلمية إلا أنه لم يتنازل عن جوهر البرنامج الوطني المجمع عليه فلسطينياً وهو الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين الفلسطينيين أو إيجاد حل عادل لهم حسب تعبيره هو .nرابعاً / يعرف الأخوة في سورية أن عباس رجل صادق وصريح ويعتمدون على ذلك في أي تفاهم يجري معه وليس من أؤلئك الذين يتسرعون فيقدمون مواقف سرعان ما يبتلعوها بلا حياء.nخامساً / أنه بالمعنى الشخصي لم يكن له أي خصومة أو مهاترة مع أي زعيم أو مسئول عربي ناهيك عن السوريين الذين تتميز علاقتهم به بالود والاحترام.nسادساً وأخيراً / المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة حرباً (أقله إعلامياً) على الجبهة الإيرانية الحليفة لسوريا وسلماً فيما يخص المفاوضات السورية الإسرائيلية والفلسطينية الإسرائيلية وما يعول على تلك المفاوضات لتخفيف حدة التوتر في المنطقة بغض النظر عن الأهداف التي يمكن تلمسها من وراء ذلك بالنسبة للأمريكيين والإسرائيليين ومن ثم حاجة الطرفين الفلسطيني والسوري لتنسيق رفيع المستوى بالخصوص.nلقد تعمدت ذكر ما تقدم حتى أمهد الطريق لاستنتاج ربما يكون دقيقاً يقول أن سوريا ستقوم هذه المرة بتحرك نشط ومميز في الوسط الفلسطيني الرسمي والشعبي وستلقي بثقلها وراء هدف إعادة الوئام والوحدة للصف الفلسطيني وهو ما توحي به كل التحركات السورية القيادية منذ فترة لا تقل عن شهر وفي هذا الإطار ستكون العلاقة بين القطر والفصائل، خصوصاً حماس، في صلب البحث عن الحل وستركز سوريا على نتائج ايجابية معلنة لزيارة الرئيس الفلسطيني لتحقيق ذات الأمر الذي نجحت فيه بخصوص المعضلة اللبنانية ويساعدها في ذلك مبادرة الرئيس الفلسطيني التي حظيت بإجماع فلسطيني قل نظيره والتي خلت هذه المرة من أي شروط. إن نجاح سوريا في الضغط على حماس وفتح لبدء صفحة جديدة من العلاقات الأخوية سيكون الإنجاز الأكبر للرئاسة السورية بالمعنى الشخصي وبالمعنى العربي كرئاسة للقمة. إن الأمل يحدونا وكل الشعب الفلسطيني في كل مكان بان تكون هذه الزيارة مثمرة على هذا الصعيد كما باقي الأصعدة المتعلقة بمجمل العلاقات الأخوية بين فلسطين وسورية .nإن اتفاقاً على الخطوة الأولى العملية لإعادة الثقة بين الطرفين ومن ثم الشروع في حوار وطني شامل برعاية سورية خصوصاً للأولى سيكون عملاً متميزاً وفي التوقيت الصحيح، لأن الوقت يداهم الجميع مع نهاية ولاية الراعي الأمريكي وضرورة الاستفادة من ارباكات نهاية العهد كما الارباكات الشديدة فيما يتعلق بمستقبل التحالف بين كاديما وحزب العمل الإسرائيلي بعد شهرين وتحديداً في شهر أيلول القادم. إن عدم الاستفادة من زيارة الرئيس الفلسطيني لسورية وعدم التوصل لتفاهم ما حول الموضوع سيكون باعث إحباط ويأس ذلك أن نداءات الناس والشارع الفلسطيني باتت تصم الآذان من أجل خطوة ايجابية للأمام فيما يخص عودة الوحدة الوطنية، ولأن سورية برئيسها وفلسطين برئيسها يعرفان ذلك حق المعرفة فإنني أتصور خطوات دراماتيكية كما يقال للبدء بالعمل على هذا الصعيد بغض النظر عن لقاء عباس مع مشعل من عدمه ، وان كنا نرغب ونتمنى أن يتم اللقاء وبحضور الرئيس بشار الأسد أقله للاتفاق على الخطوة الأولى ، ودعونا ننتظر فربما تأتينا الأخبار بأكثر مما كنا نتمنى .nزياد ابوشاويش[email protected]