التاريخ:4/07/2008م
النائب/ راوية رشاد الشوا
التهدئة تعني إطلاق بعض الصواريخ....!!!
الهدنة تعني وقف تام للصواريخ.....!!!
• في خطبة الأسبوع قبل الماضي لفت نظر المراقبين تأكيد الأخ "إسماعيل هنية" على موضوع الاتفاق عابر الحدود الفلسطينية (التهدئة والمعابر) قائلاً أما بالنسبة للأنفاق فإن السيطرة عليها بين (مصر وقطاع غزة) مسألة لا طاقة لحركة "حماس" عليها...!!!، فإن حركة "حماس" لا تستطيع السيطرة على الأنفاق وضبطها...!!، وقد نتساءل كيف لا وحركة حماس تؤكد قدرتها على السيطرة على التهدئة في قطاع غزة...!!
• من الملفت إن هذا التصريح أطلق في وقته ومحله، لان ما تريده إسرائيل هو ضبط حدودها الجنوبية من النواحي الأمنية بالدرجة الأولى، وتحتاج لجهة قوية لتحملها امن الحدود، مع أن هذه المسؤولية تقع على الحكومة المصرية، وحين يؤكد هنية أن لا قدرة لحماس على القيام بهذا الدور، أو ضبط حدود بطول (14كليو متر) مصرية فلسطينية، أو (250 كليو متر) مصرية، إسرائيلية فهذا يحتاج إلى دولة ذات سيادة، وقوات وأجهزة أمنية مخابراتية تحتل سيناء، ومعدات الكترونية فاحصة تجوب جوف جزيرة "سيناء" لتكشف شبكات التهريب.
• لقد تقدمت الأعمال الهندسية لفتح الأنفاق في باطن الأرض بشكل مطرد، وقد كنا ذكرنا من هذا الموقع أن قضية الأنفاق تشكل اخطر القضايا التي تواجه المجتمع الإسرائيلي، شعباً...وحكومةً...وجيشاً، طالما هناك غياب لحل عادل لقضية فلسطين.
- لذلك منعت إسرائيل دخول الاسمنت الذي من شأنه أن يوفر بناء الأنفاق المتعددة، واعتبرت أن منع دخول مواد البناء وسيلة آنية لوقف عمليات التهريب الكبيرة..!!
• تبقى القضية الأكبر خارج السيطرة الإسرائيلية.....وكيفية منع هواجس اختراق الحدود داخل فلسطين المحتلة، والوصول إلى مواقع إستراتيجية...!!!، وعلى سبيل المثال، الحادث الذي أغلق ملفه الإعلام الإسرائيلي وهو تفجير الموقع العسكري (محفوظة) جنوبي القطاع الذي كان محاطاً بالمستوطنات ودوريات الاحتلال، ومع ذلك نجحت المقاومة في حفر النفق وتم تفجير الموقع واعتبرها الخبراء العسكريون عملية نوعية.
• كذلك العملية التي نفذت في ديمونا بالنقب، التي يقع فيها المفاعل النووي الإسرائيلي تم التقليل منها إعلامياً من قبل قيادة الجيش الإسرائيلي، وقد أشارت مصادر في حينه أن المنفذين انطلقوا من قطاع غزة عبر نفق من جنوب شرق القطاع، وفي النهاية أكدت مصادر موثوقة أن المنفذين كانوا من منطقة "جبل الخليل"، هذا النموذج يعكس الواقع للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي مهما طال يجعل من أي سلام محتمل بين الشعبيين غاية صعبة المنال....؟؟!!
• لذلك يرفض هنية تحمل مسؤولية امن الأنفاق وضبطها مما يجعل السؤال مشروعاً، هل تريد حركة حماس وضع العِصي في دواليب التهدئة، وعدم إتمام صفقة فتح المعابر بالتزامن...؟؟؟، لذلك ترفض مقايضة امن الأنفاق مقابل امن الحدود المصرية الفلسطينية.
- إن الحاجة للأنفاق أدت إلى تفتق ذهن كل فئة وسيلة لخرق الحصار، والدفع نحو تجليات قوة الحياة ذاتها واستمرارها.
- كانت الأنفاق وسيلة لإدخال السلاح، والذخيرة والممنوعات، وبعد أن فرضت إسرائيل الحصار أبدعت مجموعات حسب أحدث الوسائل الهندسية التي بثتها القناة العاشرة (التلفزيون الإسرائيلي)، والتي نقلت عملية تحرك البضائع عبر أنفاق مبطنة بالاسمنت المسلح، تفصلها مقاطع حسب جيولوجية باطن الأرض، ومتصلة بسكة حديد، ورافعة تدفع بالطرد البضاعة من الجانب المصري ، ويمضي في طريقه على سكة دقيقة دون عقبات إلى أن يصل إلى الطرف الثاني من النفق الذي يكون في بيت أو عشه في الجانب الفلسطيني، بحيث لا يلفت الأنظار.
- لن يُعدم الفلسطينيون الوسيلة لكسر الحصار كما يعرف الجميع، هذا برغم انه تم نسف والقضاء على العديد من الأنفاق قبل الحصار وفي أثنائه، ومازال التدمير ماضياً.
• قامت شركات الأنفاق لنقل البضائع والسلع كالدواء... والسجائر...أوراق بنكنوت... ومستلزمات الحياة المحاصرة، ووضعت تسعيرة لكل سلعة، وسوق سوداء وكل أنواع الخروج عن القانون. فمثل هكذا حصار...يخلق مثل هكذا وسائل لكسره...!!
- احد بنود التهدئة بين (إسرائيل وحماس) ينص على وقف التهريب ومراقبة الأنفاق...!!، وهو من أهم شروط إسرائيل، لان إسرائيل تريد أن تعيش في المنطقة العربية وتتمتع بأرضها وطقسها، ومياهها، ونفطها، إسرائيل تريد أن تغدو مركز التجارة العالمي بالإضافة إلى أنها تريد أن توظف أهلها لحفظ أمنها، (المطارد الذي لا يملك جفونا لينام) نعم...نستطيع أن نوقع اتفاقات امن إقليمية مثل باقي دول الجوار لكن بعد أن نعيد الحق لأصحابه، ويصبح للفلسطينيين دولة قابلة للحياة.
• نعم تم التوافق أن تربط التهدئة...بتهدئة مقابل فتح المعابر، وكسر الحصار "فوق سطح الأرض"، وانه من الصعب بل من المستحيل أن يطلب من مصر أو حماس التي هي مكبلة باتفاقيات "كامبد ديفد" بأن تحمي حدودها الشرقية بعدد محدود من قوات الأمن في منطقة شاسعة مترامية الأطراف مثل شبه جزيرة سناء، إن هذا يتطلب فتح الاتفاقات وإعادة النظر فيها كي تكون الأطراف قادرة على حماية أمنها الشخصي وامن الآخرين...!!
• إن قضية تحميل دول الإقليم أمنه المقيت قد قلب حياة المواطن العربي إلى جحيم، لذلك فان صفقة التهدئة.... والحدود (فتح المعابر)...شاليط....والأسرى لها ذيول وتزداد تعقيداً من قبل إسرائيل، لذلك طلب من الرئيس "ساركوزي" التدخل في صفقة شاليط لأنها عادت وعلقت مع تصميم إسرائيل بربطها وفتح المعابر بين القطاع ومصر، الذي دفع حماس إلى وقف التفاوض بشأن شاليط مما يؤكد أن الحركة تعي ضعف الطرف العربي، وألاعيب إسرائيل التي خلت لها الساحة العالمية.
- الدعاية تؤكد تراجع حماس عن مبادئها، ولكن ما يهم (المواطن المسجون) المنهك الآن هو أن تفتح الحدود ويعامل من قبل الجانب الفلسطيني بشيء من الإنسانية ومن الجانب المصري بقليل من الآدمية.
• إن تأخر افتتاح معبر رفح يؤكد أن الأطراف المعنية بهذا الأمر لم تفِ بالتزاماتها، وأما بالنسبة للسلطة الوطنية فهي تدفع باتجاه فتح المعبر، وتصريحات الرئيس أبو مازن تؤكد ذلك، في انتظار إتمام الصفقة التي تصر إسرائيل على شملها مع التهدئة، وتتحجج إسرائيل بالقذف حجر على خط الهدنة بأن هناك خرق للتهدئة، والكلاب تنبح عن انهيار التهدئة، والمواطن الغزي المريض الأم...الطالب...المسكين ينتظر أن يفتح المعبر لكن لا حياة لمن تنادي، لذلك نقول أن مفهوم التهدئة بالنسبة لإسرائيل التي لا تريد أن تفهم من اجل دفع قضية شاليط بأن التهدئة تعني إطلاق بعض الصواريخ هنا وهناك، أما الهدنة فهي تعني الوقف التام للنار، وهذا ما زال موضوعاً بعيد المنال.
التهدئة تعني إطلاق بعض الصواريخ!
الهدنة تعني وقف تام للصواريخ! بقلم:النائب رواية الشوا
تاريخ النشر : 2008-07-06