الدنيا مدرسة بقلم:ناريمان إبراهيم شقورة
تاريخ النشر : 2008-07-06
كنت اسمع من يكبرونني سنناً يرددون دائما أن الدنيا مدرسة ، وليس كل من يتعلمون في المدارس والجامعات هم من يستطيعون أن يتغلبوا على صعوبات الحياة ومشاكلها ، لأن الشهادات رغم أهميتها الكبيرة والتي من خلالها نرتقي بأنفسنا ونطور مجتمعاتنا ، لا يمكنها أن تعلمنا كيف نتعامل مع الناس ، وكيف نكشف عن معادنهم الخبيث منها والنفيس ، وكيف نتق شر المواقف اليومية ، وكيف نؤمن على أنفسنا .

وبعد مرور ثلاثة أعوام على تخرجي من قسم الصحافة والإعلام ونزولي إلى التدريب ، ومواصلتي للتعليم حيث أنهيت من أسبوعين فقط الدبلوم التمهيدي الذي يسبق رسالة الماجستير ، أستطيع أن أؤكد اليوم صحة المقولة بان الدنيا مدرسة ، حيث قضيت عامين دراسيين في مصر وكانا حافلين بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فقد واجهت المشاكل ، وتعرضت للنصب والاحتيال من قبل البعض من السماسرة وأصحاب الشقق والسرقة ، وتعلمت الكثير والكثير وعلى ما اعتقد العلم الذي ينفع الإنسان أكثر من غيره و من الشهادة نفسها ، فأحيانا ً نسمع عن أشياء وأمور نستغربها ونعتقدها مجرد سيناريوهات مكتوبة وإبداعات مخرجين وكما يقول الإخوة المصريون "كلام جرانين" ، ولكن بعد المعايشة إذ بنا نرى انه الواقع بعينه وما نشاهده في المسلسلات والأفلام إنما هي قصص مستمدة من الحياة الواقعية ، ومن هنا أتوجه إلى شبابنا ( ذكوراً- إناثا ) بالاستماع إلى الأكبر منا وعدم الاستخفاف أبدا بتجارب الآخرين بل واخذ العبر منها ، وقبول النصيحة فان لم نطبقها ع الأقل لا نستهين بها ، وطبعاً وقبل كل شيء الخضوع لكلام الوالدين بعد الله لأنهما أكثر من يريد لنا التوفيق والأكثر درايةً بمصالحنا ، في بعض الأوقات يوجهون لنا نصائح نرى أنهم يبالغون في خوفهم وقلقهم ولكن بعد مرور الوقت يمر بنا ما نهونا أو حذرونا منه من فترة ونراجع أنفسنا لنتأكد أنهما على صواب .

أدعو الأهل أن يتركوا أولادهم يخوضوا التجارب ويتعلموا من الشارع وهنا لا اقصد الشارع بمعناه السلبي بل الحياة العملية والاختلاط بالناس وعدم الإفراط بخوفهم عليهم ، فهناك أهل من خوفهم الشديد على أبنائهم يتسببون لهم في فقد جزء من الثقة بالنفس والخوف من المجهول ، طبعاً دعوتي محاطة بنصحهم وإرشادهم وعدم التمييز بين الذكر والأنثى في الاعتماد عليهم وإعطائهم حق التعليم والتعلم ، فالمجتمع لا يقوم على نوع بعينه فقط بل سنة الحياة كما خلقها عز وجل المشاركة .


ومن هنا اشكر كل الشكر والدي اللذان لم يتركا جهداً لمساندتي ، وتواصلهم المستمر معي هاتفياً وذلك لتعثر ظروف المعابر والطرق ، ولا احد كلمات تعبر عن ذلك لأنني سأقصر حتماً فرغم سوء الوضع الاقتصادي والأمني والسياسي في قطاع غزة لم يشعرانني بذلك أبدا ، واعدهما ألا اقصر رقبتهما أبدا ، وان أثابر حتى أنال درجة الماجستير ، وان أكون البنت الصالحة مبعث الفخر، واهديهما تفوقي .

كما اتشكر كل من قدم لي نصيحة وكل من ساندني من أقارب وزملاء وأصدقاء ، واخص بالشكر أختي لنا التي كانت رفيقتي وداعمتي حينما تواجدت في مصر قبل سفرها للخارج ، وخالتي وأسرتها المقيمة في مصرحيث وجدت فيهم أسرتي الثانية ، وأيضا الصديق احمد فيصل الذي كان أخاً كريماً في أخلاقه ومشجعاً باستمرار، وفعلاً كانت تجربة ثرية تعرفت فيها على ثقافات متنوعة وجنسيات مختلفة أمثال الجزائريين والعراقيين والليبيين وبالتأكيد المصريين .


بقلم :


ناريمان إبراهيم شقورة