لبنان : نزيف قاتل يجب أن يتوقف
زياد ابوشاويش
بغض النظر عما يقال حول مربعات أمنية ينشئها سعد الحريري هنا وهناك بأمواله وسلطته في الدولة، وبغض النظر عن مجريات المساومة الجارية فيما يخص الحقائب الوزارية وإصرار فريق السلطة على موقفه منها، وبغض النظر أيضاً عن مواقف المعارضة وأحقيتها في اختيار ما يناسبها ويخدم مناعة لبنان ووحدته وصوابية تمثيل طوائفه في الحكومة المنتظرة ، بغض النظر عن كل ذلك لابد أن ينتبه الجميع إلى خطورة ما يجري على الأرض في أكثر من مكان وبطرق توحي بأن هناك يداً خارجية تعبث في البلد وتستهدف تخريب اتفاق الدوحة وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر .
إن الشحن والتحريض قد وصل ذروته في طرابلس ولا يقتصر الأمر على اشتباكات جبل محسن وباب التبانة، ناهيك عن الحديث المغرض حول ما جرى في بيروت والكلام الموتور حول تواجد رجال المقاومة في جبل صنين ورفضهم إخلاء مواقعهم للجيش وغير ذلك مما نراه كل يوم على الفضائيات، ولذلك وحتى لو اعتبرنا ما يجري هو حراك ديمقراطي طبيعي أو هو تجليات لولادة عسيرة وغير ذلك من المصطلحات فان استمرار هذا النزيف القاتل سيودي بلبنان وأهله للتهلكة يتساوى في ذلك قوى الرابع عشر من شباط وقوى الثامن من آذار .
إن تصاعد العنف وأعمال القتل والتفجير تزيد الأمور سوءً ويأتي تأخير الاتفاق على تطبيق مرن ومنصف لاتفاق الدوحة ليصب مزيد من الزيت على نار فتنة بذلت جهود جبارة من أجل وأدها ونجحت بفضل تضافر الجهود العربية وخصوصاً سوريا وقطر .
إن لبنان الشقيق في حاجة ماسة لجرعة جديدة من المحبة والتفاهم الذي اضمحل على ما يبدو منذ توقيع اتفاق الدوحة وكما نلاحظ فان عجلة التنافر تزداد سرعة ويخشى أن تصل الأمور إلى طريق مسدود ونكون أمام حالة أقرب ما تكون للحرب الأهلية كما قال أحد مواطني طرابلس في مقابلة تلفزيونية بعد تفجير طرابلس الإرهابي في باب التبانة .
ليس أمام اللبنانيين سوى الاتفاق سريعاً جداً على صيغة لتأليف حكومة وحدة وطنية ترضي كل الأطراف اللبنانية بغض النظر عن الرضا أو الرفض الأمريكي وعلى قوى الأغلبية البرلمانية أن تقدم التنازلات والمبادرات من أجل الوصول إلى هذه الحكومة لأن النار ستصل للجميع في حال استمر الوضع على ما هو عليه وعلى الإخوة في المعارضة إبداء المرونة اللازمة لوقف النزيف فهم في نظر الجميع "أم الولد" والأحرص على مصلحة لبنان ودوره القومي .
زياد ابوشاويش
[email protected]
لبنان : نزيف قاتل يجب أن يتوقف بقلم:زياد ابوشاويش
تاريخ النشر : 2008-07-03
