موغابي شعبك ما بينحني بقلم:إبن الجنوب الملثم
تاريخ النشر : 2008-07-03
موغابي شعبك ما بينحني بقلم:إبن الجنوب الملثم


موغابي شعبك ما بينحني.

كلما فازت طبقة سياسية في بلد ما, لا تروق لقوى الإستكبار العالمي, إلا و ندبوا حظهم التعيس, و هذا ما جرى بعد فوز الرئيس موغابي في زمبابواي (روديسيا سابقا) بفترة رئاسية ثانية, لقائد إفريقي أوصل بلاده إلى كسر طوق الميز العنصري , و على رأس هذه القوى بريطانيا التي أغمضت الأعين عندما كان البلد يئن تحة إيان سميث و عصابته, و المقاطعة الصورية لم تكن إلا لسبب واحد, هو إعلان العنصريين الإستقلال عن التاج البريطاني من جانب واحد .
حفنة من البيض إستغلت خيرات البلد و شتان بين الحصار الصوري لروديسيا , و الذي يعيشه شعب فلسطين .
إتحاد الشعب الأفريقي الزمبابوي ZAPU بزعامة الراحل أسد أفريقيا جوشو نكومو , كان موغابي آنذاك يده اليمنى المكلفة بالإعلام و الدعاية , حين كانت الدول الإفريقية تخرج من إستعمار سياسيى, لتدخل إستعمارا إقتصاديا أكثر قسوة و أقل تكلفة للمستعمر .
من زمان زمبابواي مناضلة متأصلة فيها الروح الإشتراكية بحيث ولائها كان بالتناصف للمعسكر الإشتراكي إلإتحاد السوفياتي سابقا و صين ماوتسيتونغ, و فشل القوى الإستعمارية بزحزحة هذا البلد عن ثوابته كفشلها في زحزحة حزب الله عن مقاومة المشروع الصهيوأمريكي ظانة أنها ستجد غورباتشوف مستنسخ.
موغابي صاحب تاريخ سياسي ساخن لدولة قررت وضع حد للفلتان الأمني من جراء الحصار و تركيز خياراتها السياسية في الجلاء الزراعي و بسط السيادة , لا حق لها في خيار كهذا, كما لا حق للشعب الفلسطيتي في خيار 25 كانون الثاني 2006 الذي دفع إلى الحسم العسكري في 14 حزيران 2007.
قوى رجعية مع عملاء من بيننا يواصلون التطاول علينا , و نحن نذكرهم أننا تعودنا و نعرف طريقنا جيدا و لا زلنا نتذكر كيف وصف نيلسون مانديلا بأنه إرهابي وقبع 30 عاما وراء القضبان, و بوش لم يمضي قرار إلغاء وجود مانديلا على لا ئحة الإرهابيين إلا يوم غرة تموز 2008 !! الدول الديمقراطية? تبيع لنا كلاما كالذي يعدنا ببيع البلح السعودي من غير نوى لأن السعودية مشتركة في معاهدة حظر الأسلحة النووية!غدا سيحترمون موغابي كما إحترموا صاحب الوعد الصادق لأنهم إقتنعوا أنه الرقم الصعب الذي قلب المعادلة التي كانت تقول حدودك يا إسرائيل حيث تصل صواريخنا, فأصبحت حدودك المؤقتة يا دويلة لقيطة حيث تصل صواريخ المقاومة .
كل هذا الصخب حول إختيارات شعب زمبابوي وسام على صدر روبرت موغابي, فبالله عليكم إخوة العرب, لماذا كل هذا الصمت حول الحياة السياسية في نجد و الحجاز و حقوق بسيطة محرومة منها المرأة السعودية و مهزلة إنتخابات العراق تحت الإحتلال و الحكومة الكرزاتية في أفغانستان.
تناسوا كل هذه المآسي التي أتحفوا بها الشعوب , و حين قرر موغابي أن نتعامل مع شعبه, معاملة الند للند, و إحترام خياراته, صادف أنها ضد مصالح بريطانيا مؤسسة الكيان الصهيوني , و دولة الآيات الشيطا نية , حيث كرمت الكاتب الذي وجه أسوأ الإساءات لمليار و 400 مليون مسلم .
من هم حتى يخشى موغابي و شعبه الذي لم يحتمي بسفارة دولة أجنبية إتهامه بأنه غير ديمقراطي و دموي ? و من هو أكثر دموية بوش ,أولمرت, أو موغابي الذي يدافع عن شعب و سيادة رافعا لافتة شعبنا ما بينحني .