بسم الله الرحمن الرحيم
(( حركة فتح اليتيمة والأم اللئيمة ))
رسالة موجهه إلى القادة أبو مازن وأبو اللطف
بقلم : منذر إرشيد
اقتبست العنوان من خلال وضع حركة فتح وما كان بعد رحيل قائدها ورب عائلتها الراحل الشهيد أبو عمار والذي كان بمثابة الغطاء و الأب والأم الحاضن لكل مفاصل الحركة أين ما كانت في الوطن والشتات "
بعد رحيله ...تكشفت العائلة وانفرط عقدها وكاد أن ينهار البيت بسبب الفراغ الذي أحدثه غياب الرجل وبشكل مفاجيء
فعندما تتيم فتاة صغيرة بعد وفاة أمها ويتزوج الأب بسيدة جميلة تحت حجة أنه يريد مصلحة ابنته من خلال أمٍ جديدة " فتصبح الفتاة المسكينة خادمة لدى الأم المصطنعة والتي تستخدمها كعبدة وتحقرها أيما تحقير حتى يصل الأمر للوشاية إلى والدها بأنها لا تطيعها وتعمل لها المشاكل
فتتعرض اليتيمة المسكينة لشتى صنوف العذاب من الأب
فلا وصف توصف به حالة اليتيمة إلا أنها بعد أن فقدت الأم فقدت الأب أيضاً "فتهرب من البيت تائهة ضائعة لا تقوى على الحياة فيتلقفها قواد يُؤيها ويُطعمها ويُلبسها ويُزينها من خلال ما يَدخل عليه من مال جراء نقلها من حضن إلى حضن حتى تجد نفسها ضائعة محملة بكل الخطايا والذنوب " فتنتحر "
معذرة لهذا الوصف المؤلم والمهين ونتمنى أن لا يكون قد أصاب فتح ما أصاب اليتيمة "والفرصة ما زالت قائمة فهل من مغيث ...!
بعد أن رحل الشهيد أبو عمار عن حركة فتح كنا نعتقد أن المسألة
مسألة وقت فتستعيد حركتنا الرائدة حيويتها بعد أن يتم ترتيب وضعها وتبرد الرؤوس الساخنة من الطامحين والمهووسين بالسلطة من خلال محاولات دؤوبه لأقصاء القيادة التاريخية ولو بالقوة دونما أي تقدير أو احترامٍٍ ٍ لمكانتهم وتاريخهم ونضالهم
وهؤلاء لم يتوانوا عن هذا المخطط حتى في حياة الراحل الكبير لشهيد أبو عمار " ورغم أن أصول اللعبة قد تغيرت مع غياب الرمز رحمه الله ، إلا أن طموحهم بقي نفس الطموح من خلال ضرب الأسافين ضد اخوة الشهيد ورفاق دربه المحترمين
فوقف أبناء فتح وبغالبيتهم في وجههم ودافعوا عن تاريخ الحركة ليس دفاعاً مجرداً فحسب " فالمسألة تتعلق أيضاً بكرامتهم الوطنية وإرثهم النضالي وهم يراقبون فئة استقوت وترسملت وسيطرت تقريباً على فئة كبيرة من الجيل الصاعد والمناضل الحُر من خلال دغدغة العواطف وسد الاحتياجات الضرورية نتيجة الظروف الصعبة من خلال ما لديهم من ( إمكانيات مالية ).!!
إلا أن أحداث غزة قلبت الموازين رأساً على عقب ورغم ما أصاب فتح وأبنائها من غبن وما دفعوه من أثمان باهظة إلا انه خفف من وطأة وإيغال هؤلاء وتماديهم فعادوا إلى حجمهم لا بل انحدر َسقفهم شعبياً وحتى رسميا وما عاد لهم تأثيرٌ
(( القيادة التاريخية والمصيبة أعظم ))
أما اللجنة المركزية وخاصة القيادة التاريخية فهي لم تستفد من الدرس ولا من الظروف التي خدمتهم أيما خدمة بعد أن سقط رهان هؤلاء مع سقوط قلعة فتح في غزة هاشم (بكل أسف) " وبدل أن تلتقط اللجنة المركزية اللحظة وتستفيد من انهيار
(( تيار المدعين بالتغيير والاصلاح )) "هكذا كان يسمون أنفسهم ...!
فبدل ذلك انشغلت اللجنة المركزية بخلافات فيما بينها على النهج السياسي أولاً و المواقع ثانيا ً" مما أضاع الوقت والجهد ، في وقت كانت الحركة أحوج ما تكون إلى رص الصفوف والتوحد
من الملاحظ أن قيادة حركة فتح اختلفت في ما بينها في معظم الأمور مما جعل الخلاف هو الصفة الأكثر تجلياً
وحتى أنها اختلفت في وصف ما جرى في غزة " فهناك من وصفه انقلاباًَ " بينما وصفه قادة آخرون بالحسم العسكري .!
((حماس تتفق وتتوحد حتى على الأخطاء))
هنا نلاحظ كيف تتراكم أخطاء القيادة وخاصة أنها لا تجتمع بمجموعها كامله ولا تُجمِع على قرار ولا حتى رأي "وبمقارنة بسيطة بين قيادتين فلسطينيتين " قيادة تاريخية لفتح عمرها نصف قرن وقيادة لحماس منذ عشرين عاماً نلاحظ ما يلي :
الفرق هنا بين فتح وحماس وفي هذه المسألة بالتحديد"
أن فتح سلمت بالأمر الواقع ، وحماس أجرمت بالأمر الواقع " وهنا يتجلى الأمر في مسالة نستطيع وصفها كالتالي ...
بأن فتح لم تنجح إعلاميا لتُطور موقفها رغم أنها لم تنزلق في بحر الدم " أما حماس فقد استغلت الاعلام استغلالاً قوياً رغم إيغالها بالدم ،مما برر لحماس أن تطرح شعار
(لا غالب ولا مغلوب) ورغم كل ما جرى بدت في أحسن أحوالها
الغريب في الأمر أن قيادة حماس في الداخل والخارج انسجمت مع ذاتها رغم الممارسات الخاطئة "إلا أن فتح اختلفت فيما بين الداخل و الخارج رغم عدم انجرارها إلى المسلخ الدموي وأثبتت صفاء سريرتها وبرأت ذمتها أمام الله والتاريخ ولكن دون موقف موحد " صراحة بدت في أسواء أحوالها
(( لماذا لم يبرز قائد واحد لفتح ))..!
من المعروف أن أي تجمع يجب أن يكون له مسؤول واحد كالجسم الذي لا يمكن أن يكون برأسين" ولنتخيل أن هناك شخص له رأسان وعقلان.!
فواحد يريد التوجه يساراً والآخر يميناً ......النتيجة انقسام الجسم
وبنظرة موضوعية نجد أن فتح لم تحدد إلى الآن من رأسها.! فهناك من يقول أنه الأخ أبو اللطف كأمين سر اللجنة المركزية وآخرين يقولون الأخ أبو مازن بما يمثله " والصراع يحتدم داخل الحركة دون الوصول إلى نتيجة والوقت ينفذ "
وها نحن أمام مرحلة مفصلية أمام التوجه لانعقاد المؤتمر العام
وما زال الفتحاويون حائرون،هل هم على نهج المقاومة أو نهج التسوية
نهجان مختلفان رغم أن فتح واحدة وهذه مفارقة عجيبة لم نشهدها في أي تنظيم ولا مؤسسة تحترم نفسها في العالم
فلا سلام قد حقق شيء ولا مقاومة آتت أكلها، والأسباب كثيرة .
والمشكلة هنا ليست في السلام ولا في المقاومة وإنما في عدم توافق النهجان رغم أن المقاومة تهدف إلى السلام وهو مبدأ معروف ونهاية حتمية للنزاعات والحروب بعد تحقيق الأهداف
من هنا كان لا بد من الالتقاء بين أصحاب النهجين ولو في منتصف الطريق" وهو ما لم يحصل للأسف" فانطبق المثل القائل
((لا ارض قطعت ولا ظهراً أبقت ))
موضوعنا هنا ليس نقداً مجرداً أو استنكاراً بقدر ما نضع النقاط على الحروف ونطلب التوضيح ونريد الحقيقة وصلاح الحال
وبنظرة منطقية واقعية " نجد أن مسيرة السلام إن قطعت شوطاً.! فاءنما قطعت أنفاس الشعب الفلسطني "وقطَعت أرضه وأوصاله لأنها لم تستند إلى أساس متين من خلال أرضية انطلاق قوية من جانب المفاوض الفلسطيني الذي لا يمتلك قوةً على الأرض والأسباب معروفة ..!
والمقاومة أيضاً لم تكن تستند إلى إستراتيجية متكاملة لا فتحاوياً ولا فلسطينياً وخاصة أنها عُومت ولم تعتمد على قيادة واعية مجربة ومحترفة مع غياب القائد الفاعل " ناهيك عن تعويم المسألة حيث أنها ظلت خاضعة للمزاج الخاص وكأنها أي
( المقاومة ) مجرد فكرة أو حتى سلعة بينما يسقط عشرات الشهداء من أبناء الحركة (كتائب الأقصى )وهم أشرف الشرفاء وأطهر الأطهار دون رعاية ولا توجيه قيادي فاعل حتى غدت توصف بأوصاف منها الخروج عن القانون كما يدعي البعض ممن استهوتهم المصطلحات الغربية
((على أبواب المؤتمر ولا يصلح العطار ))
هذه فتح وهي تحظى بقادة تاريخيين كبار " وهو أمرٌ كان وما يزال ويجب أن يُعزز بنائها التنظيمي مع ما تمتلك من قوة على الأرض ورصيد تاريخي وحب جماهيري نكاد أن نفقده(إذا......!!!)
من الملاحظ أنه وطوال العامين الماضيين وحركة فتح تخوض صراعاً داخلياً بين تيارين
أحدهما تيار المركزية ومن لف لفها " وتيار الطامح إلى المركزية
الذين كانوا يراهنون على ضعف المركزية والتي لم تستطع أن تُعبيء مكان الراحل الكبير أبو عمار بسبب الخلافات بينها
وقام هؤلاء بحملة من التحريض عليها حتى وصفوها بالعجز وأوصاف كثيرة ومجحفة اعتبرناها إسائة لتاريخنا وحتى لكرامتنا نحن أبناء فتح وخاصة ممن واكبوها منذ نشأتها إلى يومنا هذا ولا نعتقد أن هناك من هم أحرص ممن شاركوا فتح والعاصفة منذ بداياتها الى يومنا هذا سواءً من صمدوا مع أبو عمار في حصار بيروت وطرابلس وكل مواقع الشموخ أو من شاركوا ورافقوا الشهيد أبو جهاد في القطاع الغربي وفي كل مواقع التحدي والنضال مع احترامنا لكافة أبناء فتح من أكبرهم حتى أصغر شبل في أي خلية تنظيمية ولكل هؤلاء المحبة والاحترام "
ودافعنا وما زلنا ندافع عن القادة التاريخيين..ولكن إلى متى ..! وخاصة أننا ما عدنا صغاراً وصرنا نخجل على أنفسنا والشيب قد غزا رؤوس معظمنا ، ونحن نرى قادة كبار يحردون ويتباغضون ويتراشقون فيما بينهم ، بينما واجبهم أن يبقوا أكبر من كل هذا
ويتساءل أكثرنا إذا كان هذا حال الآباء والقادة فمن يصلح بيننا نحن الأبناء إذا تخاصمنا ..! والكل يتساءل أين الكبير ..! أين المتفاني منكم ..!أين الحكيم ...! وخيركم من يبدأ
طبعاً نحن ندرك أن هناك خلاف على قضايا كبيرة وأهمها الموضوع السياسي " وهذا صحيح ولكن كيف يتم الوصول الى حل بين قادة واخوة فتح وهو خلاف على مصلحة ومصير قضية فلسطين دون التصالح والتفاهم .!
أعتقد أن الدفاع عن القيادة التاريخية ما عاد مجدياً إذا بقي هذا الحال " وما عدنا قادرون على الاستمرار والانتظار
وعلى اللجنة المركزية أن تسارع في إصلاح ما فسد داخلها مؤسسياً وأشخاصا ً وبسرعة قبل أن نفقد الثقة بالجميع "
وعلى الكوادر الفتحاوية المختلفة و المنتمية فعلاً أن تعيد ثقتها بنفسها وتنطلق لحماية الحركة وتعمل على تطوير أدائها من أجل
فلسطين أولاً وقبل أي شيء، ومن أجل فتح كحركة يجب أن تُصان وتحفظ في مئآقي العيون
ولتكن النظرة إلى المؤتمر القادم نظرة شموليه وليست وسيلة لغايات خاصة ضيقة ورخيصة
وليطمح من يطمح بأن يتبوأ المكان الذي يريده وليعتبر الجميع أن هذه أمانة وليست امتياز لأنها مسؤولية كبيرة وخطيرة " لايصال من يستحق إلى المركزية والمجلس الثوري
وهو أمر يتطلب شعور بحجم الأمانة من خلال الاستشعارٍ برقابة الله الذي لا يقبل الغش أو التزوير أو النفاق وهو العالم بما تخفي الصدور
وأمام كل ما ورد فاننا نطالب بما يلي ...
أولاً : إن الحركة بحاجة إلى كل الجهود المخلصة لحمايتها وتقدمها وإعادتها إلى حضن الوطن بكل عافية واقتدار
ثانياً : إن التفكك الحاصل وما ينتج عنه من تداعيات وخاصة فيما جرى وعلى سبيل المثال لا الحصر في انتخابات الشبيبة في غزة وغيرها من المواقع ، إنما هو نتاج التفكك الحاصل في رأس الهرم الفتحاوي وهم يتحملون المسؤولية الأولى والأكبر
ثالثاً : نطالب الأخ الرئيس أبو مازن والأخ القائد أبو اللطف أن يتواضعا فيما بينهما من أجل الله والوطن وفتح " ويلتقيا وينهيا الخلاف بينهما على قاعدة الأخوة والمحبة الفتحاوية وفلسطين
رابعاً : إنَ عَقد المؤتمر هو مطلب جميع الفتحاوين لارساء قواعد
الحركة والتنظيم ووضع الاستراتيجية الوطنية التي تتوائم مع المتغيرات بما يحفظ الثوابت والحقوق التي انطلقت على أساسها حركة فتح
خامساً : لا يمكن أن تنجح الجهود المتواصلة لعقد المؤتمر والتي تجلت بالمؤتمرات التحضيرية المثابرة والمسؤولة ، وهنا نُثَمِن دور الأخ مسؤول التعبئة والتنظيم وكل الأخوة من عملوا معه خلال أكثر من عام للتحضير للمؤتمر العام ،
وهو أمر لا يمكن تحقيقه إ لا إذا حسنت النوايا ورأينا تفاهما داخلياً بين أقطاب الحركة وخاصةً ً الأخوين ( أبو مازن وأبو اللطف )
وتوحدهم في إطار واحد من خلال قواسم مشتركة تضمن إستراتيجة واحدة ومعلنة
سادساً : نتمنى أن يوفقكم الله لما فيه خير فلسطين وحركة فتح
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم
ملاحظة ( خصوصية حركة فتح أنها حركة الشعب الفلسطيني ومن هذا المنطلق نضع هذه الرسالة الموجهه إلى قيادة حركة فتح عبر المنابر الأعلامية وبكل شفافية ووضوح ونتمنى أن نزف البشرى بتوافق الأخوة في القيادة لتعود فتح كما كانت "
هذه رسالة اطلع عليها نخبة من الكادر العسكري وأيدوا كل ما جاء فيها " وكلنا ثقة أنها تعبر عن نبض كل فتحاوي مخلص في الوطن والشتات)
منذر ارشيد
حركة فتح اليتيمة والأم اللئيمة رسالة موجهه إلى القادة أبو مازن وأبو اللطف
بقلم:منذر إرشيد
تاريخ النشر : 2008-07-03
