بعد نكبة عام 1948م اصبح لجدي خيمة بدلا من منزله ووطنه وارضه على ارض ليست ارضه ووطن لن يكون وطنه فناضل والدي وقاوم واقتلع الخيمة وبنا منزلا ..

" اوه طورنا يا ولاد "
ولم نكن نعرف ان بهذا المنزل ستكون المجزرة البشعه بحق العائلة في مخيم تل الزعتر عام 1976م واستشهد الاب والاخ والاخت وهجر ما تبقى من العائلة الي مخيم شاتيلا ,,
تزوجت في المخيم من احد شباب مقاتلي الثورة الفلسطينية من ابناء عاصفة العواصف .. ( الي بتهتز بس ما بتوقع ) وانجبت ثلاثة بنات وولد .. وفي عام 1982م اثناء الاجتياح الاسرائيلي الي بيروت دمر المنزل واستشهد الزوج وهو الشهيد ( محمد احمد موسى ) الملقب بأبو ربيع .. لم يبقى لي ولابنائي سوى الارض والسماء فدقنا المرار والعذاب وويلات الحروب والتهجير .. فطردت أنا وابنائي من لبنان بحجة إن زوجي من مهجري عام 1976م فلا مكان لنا للعيش في لبنان واصبح وجودنا مخالفا للقانون ..
"" اه ايجا وقت الحقيبة يا ولاد ""
اصبح منزلي حقيبة سفر من قبرص الي اليمن ثم الي تونس . كنت احمل الحقائب والاولاد وأشد الرحال أينما سافر واستقر الختيار ( ابو عمار ) رحمه الله .. الي ان جاءت لحظة العودة للوطن ..
زغردي يا بنت وافرحوا يا أولاد راح الهم والغم وزالت العتمة وطلع الضو وعدنا للبلاد وعشنا بأمان وسلام ..
يـــــوه وصار عنا بيت حلو كتير ما احلى فنجان القهوة كنا نشربو على البلكون..
واشتريت المنزل واسسته من راتبي وراتب زوجي ( الشهيد ) ودخلوا البنات الجامعات وفرحت وراح التعب وبدأت اتنفس تنفس الصعداء ولم اكن اعلم انه سوف يأتي يوم 13 حزيران من العام الماضي بأعداء جدد لم يكونوا بالحسبان ويقتحموا علينا المنزل ويعبثوا فيه فسادا ويقهروا اهل من قهر الاعداء في قلعة شقيف في لبنان عام 1978م ولكن حماس شردت زوجته وابناءه عن منزلهم في غزة قصرا الي رام الله والسبب انتماء العائلة الي حركة فتح .. انتماء خالص الوفاء وبعد مرور عام على الانقلاب وبنفس التاريخ واليوم الذي شردنا به من منزلنا في غزة الي رام الله وعند أذان الضهر مباشرة وكان المؤذن ينادي بأقامة الصلاة اقتحم المنزل وكسر الباب واحتل وغير المفاتيح والاقفال واصبح المنزل ملكهم بالبلطجة والعربدة بحجة انه املاك غائبين الي رام الله ..
قولوالي يا والاد أين نذهب ؟؟؟؟ هل نرجع الي الخيمة ام نهجر الوطن ؟؟ ولكن الي اين .. وطني واصبحت فيه غريبة عنه . وبيتي لم يعد بيتي .. هل هذه هي أخلاق وتعاليم الاسلام الجديد ؟؟
اه صحيح نسيت على فكرة يا ولاد اذا كنت حمساويا او مناصرا لزمرهم فأنت ابن الوطن والاب البار وصاحب البيت ام غير ذالك فتصبح خائنا وعاهرا ومرتدا بنظرهم فلا وجود ولا مكان ولا بيت لك .. اصحوا يا نايميين صح النوم يا شعبي هذا اذا بقي شعبا حي .
" كــــــفا كـــــــفا "
لا اريد ان ادرف دمعة واحدة بعد اليوم ولن ارضخ ولن اركع سوى الي الله وحده ولن أتوسل لأي أنسان ليقف بجانبي سوى الله وفوضت أمري انا وابنائي لله وحده وحسبنا الله ونعم الوكيل ..


أختكم أخت الرجال
زبيدة الزنكري
زوجة الشهيد( محمد موسى )