تخمة في السياسيين و إفتقار إلى رجال دولة بقلم:إبن الجنوب الملثم
تاريخ النشر : 2008-07-01
تخمة في السياسيين و إفتقار إلى رجال دولة


لأن أبناء الجنوب في معظمهم أصحاب بشرة داكنة,أصبح كل من يجتهد في الكتابة السياسية حولهم و حول منطقتنا من أصحاب العيون الزرق يتهم بالعنصرية .
هذا مأخذ من المآخذ التي يجابهنا بها نقادنا من الغرب.
كلام حلو و الله , فيه نصيب من الصحة , و كاتب هذه الأسطررد عنه طويل العمر في أول إنتقاد له بتاريخ 30.06(تعليق رقم 14 لمقاله بعنوان إستبشر خيرا بتاريخ ....29.06 ....يا مرحبا بموت من رؤياك فيه شفاء....) و أنا معه في حرية إختياره لنهايته, و لا أرى مانعا في أن يختارأي مجتمع في منطقتنا بحرية تامة و قناعة أي نظام يعيش فيه , و لن أختار الموت برؤية من أعارضهم بدفة الحكم, تحت تعلة رأيئ ضمانة لكم, منطق الغطرسة الراسبة في العقول العسكرية, صاحبة الهزائم العربيةحيث شموع العيد في الدويلة اللقيطة تضاء بنار هزائمنا حتى جاء سيد المقاومة و حول مؤامراتهم إلى إنتصار يتلو الإنتصار.
هناك بيننا من يريد ولاية الفقيه, و هناك من يريد الإشتراكية, و بعضنا يحبذ العلمانية ,و الآخر الحركات الإسلامية , و يحق لغيرنا إنتقاد هذا و ذاك, دون أن يرمى بالحجر, و لكن لا يحق أن يتحول الإستفتاء و خيارنا إلى تآمر اللفيف الأجنبي .
السؤال الذي جرنا إلى هذه المقدمة و نريد إجابة عنه , لماذا عندما يختار أي مجتمع غربي نظاما سياسيا أوتوقراطيا أو غيره لا نسمع أي ضوضاء و سخط و خوف مصطنع ? لماذا عندما يختار مجتمعا كالمجتمع الإيرلاندي في إستفتاء عدم الإنضمام إلى إتفاق برشلونة الذي ينزع عنه سيادته كما ينزع عن المقاومة سلاحها عندئذ يقولون ينبغى علينا الإستماع إليهم و هذه فرصة طيبة عندما ترفض إيرلاندا أن تساق كقطيع من الماعز يتحاورون معها ? أما نحن العرب فنصيبنا غلق معابر و قنابل عنقودية,نموت مرضا, نجوع, نحفر الأنفاق لجلب قوتنا من دولة جارة شقيقة, و الكل يتفرج و يبيعون لنا كلاما في كلام, من آل سعود في نجد و الحجاز, إلى زمرة عسكرية في موريتانيا إعترفت بالدويلة اللقيطة ظانة أن تربعها على عرش الحكم تؤمنها اللقيطة و أتباعها.
نحن إستفتائنا أدلينا به في تموز 2006 ,إستفتاء بالدم و تحت الأطلال , و ذنبنا نجده في السؤال الذي طرحناه في المقدمة .
نعم نحن على حق بإلقاء طابع العنصرية على كل الذين لم ينصفونا , و إستعملوا موازين مختلفة ضدنا , هم لا يريدون لأصحاب البشرة الداكنة الإنتصار و إفتكاك حقوقهم و فك قيد أسراهم و إسترجاع رفاة شهدائنا و على رأسهم دلال المغربي,فهذا نظام موغابي تعلن الأمم المتحدة عدم شرعيته و إجتماع شرم الشيخ يؤكد على شرعيته!! بينما أشقائنا يرفضون شرعية 25 كانون الثاني 2006 التي جاءت بحماس لتصريف أعمال شعب تحت الإحتلال لا أكثر و لا أقل ..
هذه الدويلة اللقيطة و أعوانها تؤخر تشكيل حكومة لدينا حتى يمرر العرب مزارع شبعا تحت الإنتداب, فيكون مصيرها كمصير فلسطين, و تنتفي حجة المقاومة في الحفاظ على سلاحها بحجة أن كل الأراضي اللبنانية محررة ,و يكون البيان الوزاري للحصول على الثقة مختوما بهكذا مؤامرة .
قلة لم تفهم أن أسباب الرفض و المواجهة لمشروعنا تكمن في أن المحرك الأصلي لهذه الشعوب من زمبا بوي إلى لبنان مرورا بفلسطين قد صنع بأيادي مقاومة لللإستكبار العالمي ,غير مورد من بلدان تتلاعب بقوتنا و عيشنا , فعندما تلتهب أسعار برميل النفط يتناسون إنهيار الدولار, و عندما تحمل أسعار القمح على متن صاروخ يتناسون أن المؤامرة قل من تفطن لها من سنوات عديدة ,و ليست وليدة اليوم, عندما أغدقوا علينا القروض بحجة البناء و العمران على حساب المساحات الفلاحية فتقدم الإسمنت المسلح رافضا الجلاء, بينما عدد السكان في نمو مستمر. النتيجة هاهي أمامكم شعوبنا صاحبة اليد السفلى في إستيراد لقمة عيشها , و هنا أتذكر المناضل الجزائري الرفيق البطل أحمد بن بلة أطال الله في عمره في إحدى أحاديثه حال خروجه من الأسر من رفاق السلاح ....شعب يمد يده للخارج لطلب قوته ليس شعبا .
هذا حديث رجل دولة و ليس رجل سياسة و نحن لنا تخمة في رجال السياسة و نفتقر إلى رجال دولة .