تحت عنوان " التكوين وإعادة التكوين " نشرت يومية الاتحاد الاشتراكي مقالا تحليليا قبل شهور تساءل كاتبه من خلاله عن واقع الصحافة المكتوبة بالمغرب .
يقر كاتب المقال بداية بالأزمة في شموليتها إذ يقول " تعيش الصحافة المكتوبة أزمة خانقة نتيجة تدني مبيعاتها جراء العديد من العوامل الذاتية والموضوعية .
ويضيف متسائلا " إن الجرائد اليوم بدل أن تعمل على تحسين وضعية العاملين فيها سواء بقسم التحرير او بالأقسام الأخرى ..- من غيرأن يذكر المتعاونين والمراسلين معها – وتخصص ميزانية للتكوين وإعادة التكوين .
فإنها أصبحت تتهافت وفي تنافس متوحش " وراء شيئين أساسيين الأول ، الإشهار، لكون مدا خيله مهمة . و الأمر الثاني الجريمة، وهذا ما جعل الإجرام يحتل الصفحات الأولى من الجرائد .
الصحفي بجريدة الاتحاد الاشتراكي بعيدا عن استراتيجية التحرير التي ترسم خطوطها السياسة او الايدييولوحيا العامة للوبي الجريدة ، وبعيدا عن ترسيم أي علامة بين الصحافة الحزبية وغير الحزبية ،حدد ثمانية أسباب يعتبرها أساسية في هذا التدني الملفت وهي :
1. ارتفاع تكلفة الإنتاج وخاصة الورق
2. محدودية المنحة السنوية لدعم الصحافة – من طرف الحكومة
3. منافسة وسائل الإعلام الأخرى خاصة الانترنيت
4. ضعف تكوين السواد الأعظم من العاملين بالصحافة المكتوبة إن لم نقل انعدام التكوين
5. عدم تشغيل الشباب المتخرج من المعهد العالي للإعلام والاتصال او من الجامعات الاجنبية المتخصصة في الصحافة
6. اللجوء الى استغلال متعاونين من مختلف المدن واعتبارهم مراسلين دون إخضاعهم لتكوين او مراجعة موادهم
7. إتباع سياسة متدنية جدا للأجور
8. تسليم بطاقة الصحافة المهنية لمن هب ودب .
وبصرف النظر عن الطابع التعميمي للمقال ، وكونه صادر عن صحفي يشتغل لحساب جريدة حزبية فان المقال يضع أصبعه بدقة على بؤر الوجع الحقيقية في جسم الصحافة الورقية عموما .ويتغافل لأسباب معلومة الإشارة الى أخرى.
كل هذه العوامل إذن - وأخرى ذات طابع حزبي حساس جدا لم يذكرها- ، يسارع الكاتب عبرها لتقديم إجابة عن تساؤله المركزي إذ يقول" هكذا أصبحنا نسمع ونقرأ عن إلقاء القبض عل شخص انتحل صفة مراسل او صحفي او مدير جريدة إما للنصب على المواطنين وإما بتسليمهم شواهد عمل لانجاز جواز سفر وللحصول على الفيزا او غيرها مما يمكن أن تسهل الحصول عليه بطاقة الصحافة"، وكان معالجة قضايا ترتبط بالمراسل الجهوي علة مستوى التكوين والتأهيل والاعتماد والتدرج المهني لا تدخل في نطاق اهتمامه .
ويذكرنا الكاتب بان الخطير في الأمر إن العديد من الجرائد تصدر بطاقات للصحافة وعليها خطين بالأحمر والأخضر – الشيء الذي يعتبره تزويرا، إذ ليس من حق أي مؤسسة إعلامية أن تصدر بطاقة وتسلمها للعاملين بها في قسم التحرير وبها خطان متوازيان بالأخضر والأحمر ماعدا المؤسسات العمومية" . الكاتب بذلك فتح نقاشا طويلا عريضا حول الصحافي وعلاقته بالمكتوب ا لحزبي او غير الحزبي ان على مستوى الانتساب او المهنية. وللحديث بقية.
عزيز باكوش
جريدة ومراسل بقلم: عزيز باكوش
تاريخ النشر : 2008-07-01
