فلاديمير بوتين وألعوبة رئاسة الوزراء بقلم : مأمون سليمان ناجي شحادة
تاريخ النشر : 2008-06-28
فلاديمير بوتين
وألعوبة رئاسة الوزراء

بقلم : مأمون سليمان ناجي شحادة
ماجستير دراسات إقليمية – جامعة القدس
[email protected]

بوتين ذلك الشخص المولود في لينيغراد والذي درس الحقوق في حياته الجامعية و الحاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد وصاحب نظرية " فكر قبل أن تصرح " يفاجئنا اليوم بخبر يدوي في آذان الشعب الروسي أولا والعالم ثانيا ألا وهو قبوله بمنصب رئيس الوزراء بعد أن رفض اقتراحا من المسئولين الروس بعملية ادلجة للدستور الروسي من خلال جعل الرئيس يخوض ولاية انتخابية ثالثة بعد أن أمضى ولايتين مما أدى إلى رفض ذلك من قبل بوتين وفاجئ المسئولين الروس بقبوله منصب رئيس الوزراء مما يعنى أن خطه السياسي لم يعد موجودا على ارض الواقع .
هنالك أسئلة كثيرة تراود كل أذهان المجتمع الروسي وهي لماذا قبل هذا الرجل العنفوان وصاحب نظرية " فكر قبل أن تصرح " بهذا المنصب ألخداماتي المتعلق بالأمور الاجتماعية والبعيد كل البعد عن الأمور السياسية.
لابد من التفكير بقليل من الحكمة والتروي بعقلية هذا الرجل من الناحية السيكولوجية ( النفسية ) والناحية البستمولوجية الفكرية ( علم العلم ) من خلال قبوله برئاسة الوزراء , فالكل كان يعتقد أن هذا الرجل سيبتعد عن العمل السياسي في حال انتهاء ولايته الثانية فيحفظ بذلك هيبته التي بناها عبر ولايتين انتخابيتين فكان قبوله بهذا المنصب مثل الصاعقة على أذهان الساسة الروس قبل الشعب .
مع قليل من التروي والحكمة بعقلية بوتين مع عدم النسيان انه خريج كلية الحقوق وخبير بالعملية القانونية ويتدبر ويعرف كل حرف كتب في الدستور الروسي . فمن هنا ندرك أن بوتين له مغزى من وراء ذلك . فما مغزى هذه الفكرية البوتينية
لنقف قليل مع مقتطفات ( تفسير بما معناه) مما يكتب في الدستور الروسي ( لا يستطيع الرئيس الروسي أن يرشح نفسه لولاية ثالثة إلا إذا قام بتعين احد رجالات حزبه البارزين لمنصب رئيس الاتحاد الروسي وفي حال فوز هذا المرشح يستطيع الرئيس الأول أن يأخذ منصب رئيس الوزراء وبعد ذلك يستطيع ان يرشح نفسه لولاية ثالثة في الانتخابات المقبلة لرئاسة الاتحاد الروسي ) .
ومما نستنتجه من خلال الدستور ان بوتين ليس الا شخص يرنو للمستقل للرجوع الى رئاسة البلاد من خلال القانون والدستور ولربما ليس ببعيد عودة بوتين الى الرئاسة لربما من خلال فشل الرئيس المنتخب الحالي ( ميدفيديف ) في قيادة روسيا او اندلاع أحداث إقليمية تؤدي الى زعزعة امن روسيا مما يؤدي الى وضع الرئيس ميدفيديف في وضع حرج مما يدعو الى قيام انتخابات جديدة تقود الى ترشيح بوتن للرئاسة من جديد الى كرسي الرئاسة
فيجب ان لا نغفل ان بوتين والذي أعطى أوامره للجيش الروسي بقمع مختطفي مسرح " البلشوي " قبل سنوات بواسطة الغازات السامة مسببة كارثة بالشعب الروسي مما ادى الى مقتل المئات من الروس داخل المسرح مقابل قتل عشرة من الشيشان المختطفين وذلك لكي لا تكسر شوكته الحاكمة أمام الرأي العام , فهذا العقل قادر على ان يخلق الألاعيب مع شريكه الجديد مدفيديف من خلال مسرحية تؤدي الى نقل السلطة لبوتين من خلال أزمة من ألازمات وحسب ما اقر به الدستور الروسي فيكون بذلك محافظا على القانون ومغلفا بغلاف الدستورية .