غنّ غنّ يا بيرليسكوني بقلم:رمضان جربوع
تاريخ النشر : 2008-06-26
رمضان جربوع / القدس العربي اللندنية بتاريخ 26/6/2008
طرابلس يا روح الأحزان هل يعرف زائرك أين تنبع الأرض دماءً؟
غنّ يا برلسكوني. غنّ
- لكي نتصالح، يجب على إيطاليا الاعتراف بالذنب وطلب الغغران ثم التعويض حتى نرضى! بما في ذلك تغيير مناهج التاريخ الإيطالي!
- حضارة جخورة المناخير وبلع الوسخ، وشفط الشحم وصنع الصابون منه وزرع الشعر! هذه لا نريدها!
يا للحظ السعيد واللطف البهيج، يزورنا اليوم سيلفيو برلسكوني زعيم ايطاليا العتيد، يريد أن يباحثنا في السياسة والتعويضات وحل العويص من عالقات المشكلات، يا مرحبا، وافرحتاه بأسد ميلانو!
لا دخل لنا في مسائل السياسة ولكن لنا دخل فيك يا سيلفيو ايطاليا اللبؤة ولادة الذئاب، يا سيد الأفاقين المهرجين اللبقين، من ذوي ذلاقة اللسان، ولنا دخل أيضا، في بلدك وأسلافك وما فعلوا بنا، ولعلك نسيت يا سيلفينو العزيز ما فعلتم بنا، ومن واجب المضيف تذكير الضيف:
في تقديرات الدولة العثمانية (لأغراض الجندية وجمع العشر لبيت المال) في أوائل القرن العشرين، كنا ثلاثة ملايين، وعندما حللتم بليبيا في عام 1911، كانت رسالتكم الحضارية والتمدينية تصلنا واضحة جلية بحملات إبادة تخجل منها وحوش الغاب، بل وحتى الكواسر آكلات الجيف، قتلا وسلبا ونهبا وشنقا وحرقا وتجويعا واعتقالا وإبادة... لماذا؟ ماذا فعلنا لكم؟ هل كنتم جياعا فأردتم أن تطعموا؟ أم كان ذلك سنّة المستعمر فقط؟
في عام 1954 لم يصل تعداد الشعب الليبي الي رقم مليون ونصف! أين ذهب الأولون ونسلهم يا برلسكوني؟ ربما يساعدك في الإجابة صاحبك، فاقد البوصلة محب العناق النطّاط ساركوزي أو زميلك السابق اللورد توني بلير ذو الوجه دائم الفجع والعيون الجاحظة أو كبيركم الذي علمكم السحر جورج بوش .. ولكن بالتأكيد لن يصعب عليك الأمر في تبرير ذبحنا في الزمن القديم وذبح ذات العدد في العراق التعيس، فأنت مفوه خطيب أثير، ربما كنا نعاني من أمراض مستعصية ورأيتم لنا القتل الرحيم.
يا سيد برلسكوني، لا نريد تعويضات ولا نريد طريقا بستة مليارات ولا نريد منكم مستشفيات، نريد منكم وقبل كل شيء أن تعترفوا بالذنب والجريمة (ألستم تجاهرون الآن بحقوق الإنسان؟) نريد اعترافا يصدر من برلمانكم بقانون يعّـترف فيه بالأعمال الوحشية دون مبرر، وبجريمة الشروع في إبادة شعب، ثم نريد التفاصيل... التفاصيل المملة، نريد الأرشيف والأرقام والسجلات والمستندات. ولن يكفينا ذلك، نريد أن تصدروا قانونا بتغيير مناهج التاريخ التي يدرسها طلابكم حيث تقولون بأنكم ذهبتم الي اريتريا والصومال وليبيا والحبشة لكي تأتوا لنا بالحضارة وتمدنونا وتنقذونا من غياهب الجهل والفقر والمرض... نريد أن تضعوا المناهج التي تقول الحقيقة بأنكم أتيتم لنا حاملين مناجل الموت والتدمير والسلب والنهب والاغتصاب لكي تخلو بلادنا منا وتشغر لمواطنيكم، تماما مثل فعل جيرانكم من ألمان وفرنسيس وهولنديين وانكليز واسبان وبرتغاليين وبلجيكيين.
عندها يا سيد برلسكوني سنجلس معكم ونتفاوض علي التعويض وجبر الضرر، بكل ضرر لحق بكل نفس زكية من رجال ونساء ليبيا... وسننتظر يا برلسكوني، لسنا في حاجة ماسة لكم الآن (بفضل من الله) ولكنا نعاهدك بأننا لن ننسي أبدا.

ولتسهيل الأمر عليكم، قد نكتفي إلي حين، بمثل ما فعلت ألمانيا لليهود من اعتراف وطلب صفح واعلان توبة، ولكننا سوف نبتهج ونسر ونكتفي عندما تقومون وجيرانكم أيضا بالاعتراف وطلب المغفرة ثم التعويض حتي نرضي. نريد ذات الشيء للمغرب الكبير والشام ومصر والهند والصين وأفريقيا وقارتي أمريكا... نحب أن تعامل بذات المعايير يا سيلفينو!
نقول هذا، وسنرحب بك عند حلولك بأرضنا، ولكن ما زلنا نضمر لكم كل ما قلنا، ولا تعتقدن يا برلسكوني بأننا نعتقد فيك الكثير، فنحن نراك وقد لحقت بك مغامرات الماضي من غش وتزوير وتحالف مع المافيا... أو ان شئت المعفية وقد يكون من المناسب تذكيرك بأصل الجماعة من حلفائك ومن معهم من تجار مصاصين نهّابين، في الزمن الغالب كانت طائفة من طليان صقلية تحت العرب، تم إعفاؤهم من الجزية مقابل المساهمة في خدمة الدولة وسميت العشيرة المعفية وعندما غادر بنو يعرب المكان، استمرأت العشيرة المعفية سلطانها واستمرت في اعفاء نفسها من القانون والناموس والخلق القويم.. ومعها اليوم صارت لك علاقات ومصالحات.

وان دارت بك الدوائر ولحق بك المطالبون، فلا تطمعن في ملجأ لدينا.. ولكن ولما كنت مولودا بعام 1936 حيث كنا جميعا رعايا تحت لوائكم جبرا، فقد نري من الواجب منحك الاستجارة في بيت من بيوتنا الشعبية في باب عكارة بطرابلس أو المحيشي ببنغازي..
نتأسف، فلن يكون لدينا مصحات لشفط الشحوم التي اعتدت عليها عندما تماديت في الطعام فسمنت، وليس لدينا دور لزراعة الشعر. وليس لدينا من يفهم بلاغتك، اللهم إلا إذا أردت تعلم العربية!
وبالمناسبة نوصيك في حالة أن تزف الآزفة وتضطر لنا، فعليك أن لا تمارس عادتك في تنقية مناخيرك ثم ابتلاع الوسخ كما شاهدناك تفعل في اليوتيوب، فذلك والله جد مستهجن عندنا وقد يعتقد بعضنا بأن مسا من الجان قد أصابك فيأخذك الي فقيه منا لضربك بالسياط ومن بعده الكيّ! عسي الجن يخرج!

ولكن هل صحيح أنك تصطنع عن طريق أحد الممرضين في مصحات شفط الشحوم، صابونا من دهنك وتبيعه بعشرين ألف يورو للقطعة الواحدة؟ حذار أن تعرض بضاعتك لدينا، هذا في نظرنا مكروه ممجوج.

خلاصة القول يا سيلفينو نحن بشر نعتقد بوجود الخير والشر في البشر، لقد كان أسلافك من تجار ايطاليا يدبجون المقال والشعر لكي يثيروا حماس الطليان لاحتلال ليبيا واعدينهم بالكنوز والنعيم، ولكن في ايطاليا، كان ولا يزال، بشر من أهل الخير، رأوا غير ما رأي ذوو المال الحرام، وأخذوا هم يكتبون القصيد المضاد. وحيث أننا نريد منك أن تغني لنا في زيارتك، لما كنت ذا مواهب عديدة، فلقد اخترت لك قصيدة تحولت الي نشيد أوبرالي أنشد في مسارح ميلانو وتورينو، قمت بترجمة النصين لقراء العربية، ووضعت لك رابطا علي الشبكة حتى لا يتعب طقم مكتبك في البحث عنه وكذلك ليتأكد من يعرف الايطالية بصدق ما أقول:

يقول نشيد الشر:
نشيد طرابلس يا شمس الحب
1911 - المؤلف مجهول
أتعرف أين تزدان الروح زهوا؟
أتعرف أين تتبسم الشمس سحرا؟
علي ضفاف بحر، يشدنا لأفريقيا الذهب،
نجمة ايطاليا تنادينا،
تنادينا للكنز
طرابلس يا روح الحب الجميل
عسي نشيدي اليكِ يسري!
ليرفرف علم ايطاليا
علي أبراجك.. وسط هدير المدافع
ابحري يا بارجة:
لطيفة لك الريح، مبارك لك الطقس
طرابلس يا من لم يغـنِّها أحد،
علي هدير المدافع ستكونين ايطالية

ويرد عليه نشيد الخير:
القصيدة المضادة للحرب واحتلال الشعوب
1911 ـ المؤلف مجهول كذلك
أتعرف أين تنبسط أكثر الأرض جدباً؟
أتعرف أين تنبع الأرض دماء؟
للأمهات الآهات..
للأرامل النواح..
هذا ما ستعطيه
أفريقيا الذهب هذه!
طرابلس يا روح الأحزان..
عسي يصلك نشيدي بدموعي
سيرفرف اللواء الجميل
عندما يموت وسط هدير المدافع
ويعود نشيد الحرب فيقول:

أما أنت يا بحار، كن موجة الطريق
الحظ السعيد معك يا قنّاص
أطلق النار يا جندي، النصر هناك،
أما سمعت ايطاليا تصرخ: الي الأمام!
علي وقع رياح أفريقيا طرابلس
ها هي الأبواق تصيح،
زحف الملوك في الطريق
في طرابلس، لم يعد التـُرك يحكمون:
لواؤنا يرفرف هناك....

أما نشيد الخير فيختتم قائلا:

أما أنت يا بحار
اذهب بصحبة سود الأفكار
انفذ بجلدك..
اذا قدرت علي الرمي
اذهب وأطلق النار نصرا
جندي أنت،
سيبقي في ايطاليا
من سيأكل عنك

لأخينا الأفريقي
المؤمن بالقدر
سنعطيه داء الهزال
وزحف الملوك
طرابلس، لم يعد الترك يحكمون
بالمغارف، الطليان سيحكمون!
رابط النصين:
hp://www.gruoemiliano.it/sc/tripoli.htm
رابط الشريط الصوتي لنشيد طرابلس يا روح الحب الجميل
hp://www.gruoemiliano.it/mp3/sc/tripoli.mp3
موسيقي النشيد فقط
hp://www.gruoemiliano.it/mid/ge/tripoli.mid
برلسكوني ينظف أنفه
www.youtube.com/watch?v=_Igo2z0PJ1w
ہ كاتب من ليبيا