اقريش رشيد
لسنا في حاجة إلى أن نشرح أكثر وجهت نظرنا بين ورقة و قلم حين نطالب بحوار جريء و حقيقي داخل منظومتنا الحزبية, ذلك أننا كشباب إذا كنا فعلا نؤمن بالاستمرارية النضالية و فاعلية من اجل هذا الهدف النبيل فان الأمر يقتضي من كل الإخوة و بالنظر إلى كل المتغيرات التي يشهدها المشهد السياسي المغربي من حراك اقل ما يمكن أن يقال في حقه انه متشرذم و غير واقعي و لا يبعث على الارتياح السياسي المأمول الذي يراهن عليه الشعب المغربي , الحراك الدائر داخل المؤسسات الحزبية الآن يحتاج إلى حوار خالص و مسؤول من اجل ضبط أكثر للفعل السياسي الذي يعرف تيارات دخيلة تحاول استغلال الفراغ الحزبي و بالتالي استمالة قواعد جديدة أو متذمرة أو محبطة ,تيارات راديكالية تعتمد على مرجعات توظفها لأغراض مبيتة و لا تصلح لتصحيح اللعبة السياسية بل تزيد من تعقيد المشهد ليس إلا.
و نعتقد أن إعادة الاعتبار للمؤسسة الحزبية يبدأ بالمصالحة الداخلية لكل الفاعليات التي تشتغل في التنظيمات الحزبية و هذا المعطى من شانه أن يفتح الطريق تدريجيا لتقبل التناوب السياسي داخل المؤسسة الحزبية نفسها, من اجل ان تتضح الصورة القاتمة التي انطبع بها المشهد مؤخرا و تداخلت فيه عدة معطيات متناقضة و أحيانا مفبركة و مجملها لا تغني الفعل السياسي بقدرما تضعه محط نقد ذاتي و موضوعي تستغل نقط ضعفه الاتجاهات الأصولية او أصحاب المشروعية البديلة التي يضعون تصورات جريئة اقرب إلى منطق العامة و الخواص الشيء الذي يزيد من ضعف قدرة تحكم الأحزاب السياسية في التوازنات التي يريدها المشهد و السلطة.
الاتجاهات الحالية التي تستهدف كل مكونات المشهد السياسي المغربي و تضربه في العمق ما هي إلا نتيجة حتمية لتكاسل المؤسسات الحزبية عن مناط مسؤولياتها تجاه المواطن الذي كان يرى ان الهيئات الحزبية هي مدارس التاطير و التكوين حورا إلى شيء آخر..
المطلوب ألان بكل جرءة سياسية طاولة حوار معمق مع شباب الحزب من خلال استشارته و مناقشته في الأوضاع السياسية التي يرى لها منظار آخر هو وليد تجربته و لحظته و في العملية هذه نتائج ايجابية حيث تضمن للحزب استمرار يته في مسلسل سياسي يحتاج الى نضج و تعقل و تفهم من منطلق التمظهرات التي تحتاج الى تأويل و تفسير و مشاركة حقيقية لشباب لا يقل قدرة فكرية و تنظيرية على القادة و كل الفاعلين في المجال.
إن مواصلة الحوار مع الشباب تكتسي أهمية بالغة جدا مثل أهمية بداية انطلاق الحوار، والحوار لن يكون مع الشباب الحالي فقط بل سيتواصل مع الأطفال الذين يشكلون النواة الأولى لشباب المستقبل ورجال الغد.. وكل هذه الحلقات مرتبطة ببعضها البعض.
نعتقد أن الظرف الراهن الذي يصعب تفسيره يمكن التخفيف من حدة الإشكالية إذا امن جميعا بهدف أسمى و نجعله أولى الأولويات, أحزاب سياسية مسئولة من اجل نظام مستقر يشارك فيه الجميع.
نحن في حاجة إلى حوار معمق داخل مؤسستنا الحزبية من اجل الاستمرارية بقلم:اقريش رشيد
تاريخ النشر : 2008-06-25