غزة،،، تهدئة علنية ومحسوبية سرية
كم سمعنا أيام الانتخابات إلى المتغنين بلا للفساد ونعم للإصلاح والتغيير حتى رأينا الرغبة الحقيقية من قبل الشعب في تغيير بعض الأمور والخلاص من فساد بعض الفسدة وتوج هذا التوجه وتلك الرغبة بفوز ساحق لمن رفع راية الإصلاح والتغيير.
لكن هل من اعتلى العرش باسم الإصلاح عمل على الإصلاح حقيقة؟ هل من رفع شعار لا للفساد قاوم الفساد أو لم يمارسه؟ هل من تغنى بالوحدة حافظ عليها؟ هل من نادى بالعدالة كرس وجودها على الأرض وعمل لأجل ذلك؟ هل تمت محاربة المحاباة والواسطة والمحسوبية والتملق من قبل فئة قليلة لما خصص للعامة؟ إذا كان الأمر كذلك فما الذي يجري على ارض غزة.
هنا نقدا لما جرى ويجري على ساحة غزة حيث كان الشعب هو الضحية الأولى والأخيرة، إذ من يعتبرون في أنفسهم ذوي كلمة بقوا على ما اعتبروا أنفسهم ولم يعانوا ما عاناه الشعب من مرار الحصار الخانق الذي فرض على القطاع، فالسؤال الذي يطرح نفسه من هم الذين يقودون سياراتهم بالاستعانة بالسيرج والزيوت المختلفة والمضرة وهل عانى ذوي الأمر في غزة انقطاع الوقود كما البقية وهل طهوا طعامهم على الحطب والخشب؟ وفيما إذا توفر الوقود في المحطات أو المواقع المخصصة لذلك فهل هناك نصيب لكافة أبناء القطاع؟ وهل يعامل غير المنتمي سياسيا كما يعامل المنتمي لفصيل معين والأصح للفصيل المسيطر؟ يقال وصل غزة 260 طن وقود و من ثم 320 وبعدها 250 طن أو ما يقارب أي أن الكميات جيدة نوعا ما مقارنة بوضع غزة بشكل عام فلما يكون نصيب كثير من أبناء الشعب والمصطفين بطابور من المساء للصباح هو 6 كيلو غاز في عبوة تتسع ل 12 وبسعر 30 شيكل أي أن هامش الربح مبالغ به ويوازي الظلم الواقع على أبناء العامة، وأين تذهب هذه الأموال ولصالح من تكون هذه الزيادات ولمن يذهب الوقود وكيف يوزع ومن هم الموزعون؟ وغدا كيف سيوزع الغذاء ومن يحق له شراء الخبز وعلى حساب من؟ وبعد غد من سيحرم من كفن الموت ولصالح من أيضا؟.
الإجابة:- شعب غزة عانى الويلات والكثير الكثير من الحرمان والظلم على أيدي الاحتلال تارة ومن ثم بفعل الاقتتال وأخيرا بفعل الفساد الممارس بكل أسف تحت تسميات كثيرة، هذا هو حال غزة أمس غائم ويوم مظلم وغد مجهول، فالواضح أن من يعتلي أي من العروش الدنيوية لا بد له من تغيير بعض ما ينادي به أو ما كان أصل نجاحه وهذا حتى يسير وفق منظومة العالم السائدة وليواكب الجاري فكيف لذاك المصلح أن يعيش ناظرا إلى الفساد من حوله فإما أن يكون فاسدا مألوفا وإما أن يكون مصلحا شاذا وسيتهم غالبا بالغباء وغالبا ما يتم اختيار الأسهل فلعبة الفساد بسيطة ولا تحتاج إلى بعض أنواع المزينات والأقنعة.
نعم المحسوبية وتملك أموال العامة وتنصيب الشخص نفسه حاكما على رقاب العباد كلها ممارسات منتشرة على ارض قطاع غزة بشكل فاق وجودها السابق.
وهنا سنرى من ينتقد هذا القول ويعتبر فيه مبالغة أو عدم مصداقية لكن الواقع الثابت والموثق حينا ومغيب آخر يقول أن كل من لا ينتمي إلى الفئة المسيطرة أو غير قريب منها ولا يلف لفيفها فهو إنسان مهمش ويجابه عزرائيل ليعيش.
وهنا إلى كل من يرى نفسه صاحب منصب لما لا ينصب نفسه لمراقبة الخروقات الممارسة، لكل من تم ائتمانه على شيء ليس بله وإنما ملك عام ليعدل في توزيعه، وليعامل ابن الحماس كما ابن الفتح وابن الجهاد كما المستقل، فالتهدئة لا بد أن تطال النفوس أولا وتمنح الفلسطينيين أمل الاستقرار والأمن والعدالة قبل أن تمنح أبناء المستوطنات الشعور بالأمن، وليعمل الجميع لأجل الوحدة ففيها الخلاص الفعلي من كل المظالم التي يعانيها الناس وفيها الأمل والمستقبل الحر للقضية التي باتت على شفا حفرة من الانهيار وفيها النهاية الحتمية لكل تجار الحروب والأيام السوداء من عموا ويعملون على تكديس الأموال في الظروف الصعبة وعلى حساب جثث المساكين، بالوحدة يعود القانون ويتخذ مجراه الطبيعي.
فهل سنشهد غدا مشرقا؟ وهل سيكف طالبو الهجرة عن مغادرة الوطن؟ وهل سيتخلى أصحاب المصالح الخاصة عن مشاريعهم لصالح الشعب؟ وهل سيستيقظ القانون؟ وهل سيعامل الناس سواسية؟ ومتى سيفي كل واعد بوعده؟، وفي حال بقي الأمر على ما هو أي لا يتعدى التغني والخطابة وقول مخالف للفعل فقريبا سنرى شعب غزة ينقسم إلى فئتين غنية وقليلة العدد وفئة فقيرة قادحة وهي الأكثرية الساحة والذي من ش؟أنه أن يقلب المنظومة السائدة فقد يصل الأمر إلى نقمة جماهيرية وستتطور لتكون ثورة شعبية.
خيريه رضوان يحيى
مديرة مركز شعب السلام للأبحاث والدراسات واستطلاعات الرأي
جنين- فلسطين
غزة،،، تهدئة علنية ومحسوبية سرية بقلم:خيريه رضوان يحيى
تاريخ النشر : 2008-06-25
