التهدئة دوافع ومكاسب ومصير مجهول
بقلم/ خليل أحمد
لقد شغلت التهدئة المبرمة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي الرأي العام ليس على الصعيد المحلي فق أو الإقليمي وإنما على الصعيد العالمي فشغلت الساسة والقادة وتحدثوا عنها منقسمين بين متفائل منها وبين متشائم و لكني لن احكم عليها بالنجاح أو الفشل إلا بعد مناقشة التساؤلات الآتيةnما هي الأسباب التي دفعت المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي للجوء للتهدئة في هذه المرحلة ؟؟؟ وما هي مكاسب المقاومة من التهدئة وما مكسب الاحتلال منها؟؟؟ وهل ستسمر إما إنها سننتهي كما سابقاتها على وقع مجزرة صهيونية جديدة بحق الفلسطينيين ؟؟؟nnباعتقادي أن الاحتلال الإسرائيلي يحتاج للتهدئة مع المقاومة الفلسطينية كما تحتاج لها المقاومة الفلسطينية بل وأكثر ويتضح هذا من عدة مؤشرات فهي أولا توفر للاحتلال الهدوء على الجبهة الجنوبية مع غزة وتريحه من كابوس صواريخ المقاومة المنهمرة على سيديروت والمغتصبات المحاذية لقطاع غزة الذي أصبح يقلق حكومات الاحتلال المتتالية ويقض مضجعها وفشل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في إيجاد حل لمشكلة هذه الصواريخ وعجز التكنولوجيا الأمريكية عن التصدي لها منذ بداية الانتفاضة وحتى الآن وهاذ ما أكده عمير بيرتس بتصريحه الأخير (لأول مرة من 8 سنوات تشعر سيديروت بالأمن) . ثانيا ستستريح إسرائيل من الضغوطات الدولية بفك الحصار عن غزة الذي أصبح محرجا لها على الساحة الدولية بعد فشله في تحقيق الهدف منه وهو الإطاحة بحكومة هنية . ثالثا سيخفف من الضغوطات على حكومة الاحتلال ويريحها جزئيا من حالة التخبط التي تعيشها بعد إزاحة جبهة غزة عن الصراع ولو بشكل مؤقت والتفرغ لتبادل الأسرى مع حزب الله ومفاوضات السلام مع سوريا والملف النووي الإيراني .nnأما ما ستفيده الاحتلال من التهدئة فينقسم بين مصالح وطنية متمثلة في وقف إطلاق الصواريخ وتوفير الأمن لسكان المغتصبات المحاذية لقطاع غزة وتعتبر أيضا مكاسب لحكومة الاحتلال . ومكاسب للمعارضة التي يتزعمها وزير الدفاع في حكومة الاحتلال ايهود اولمرت ورئيس حزب الليكود نتنياهو فكلاهما حريص على التهدئة لإغلاق باب الهروب من أزمة قضايا الفساد في وجه رئيس الحكومة ايهود اولمرت الذي كان يخطط للهروب من أزماته بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة وكذلك يستفيد باراك برفع شعبيته بصفته وزير الحرب الوحيد الذي استطاع إيقاف إطلاق الصواريخ ولو بشكل مؤقت . أما الخاسر الوحيد من التهدئة فهو رئيس حكومة الاحتلال ايهود اولمرت الذي يريد أن يقضي عليها بتعمد التأخير في تنفيذ بنود اتفاق التهدئة وهذا ما لمسناه يوم الأحد 22/6/2008 في الاستمرار بإدخال المواد إلى قطاع غزة بنفس الكميات التي كانت تدخل قبل التهدئة وكذلك توسيع المجازر والانتهاكات بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية لاستدراج المقاومة في غزة للرد على هذه الجرائم لكن المقاومة الفلسطينية تعي هذه الأساليب جيدا وهي ملتزمة بسياسة ضبط النفس لحرصها على استمرار التهدئة لأطول فترة ممكنة nnأما المقاومة الفلسطينية فلها دوافعها للجوء للتهدئة وهي أولا رغبتها في كسر الحصار ورفع الضغط عن كاهل الحكومة والمواطنين في قطاع غزة . وثانيا حاجة المقاومة لفترة لاستراحة المحارب التي تعيد فيها صفوفها وتطور إمكانياتها ووسائلها القتالية وتستعد لمواجهة قادمة لا محالة مع الاحتلال . ثالثا تتيح التهدئة فرصة لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وتوفر أسباب الشروع في حوار وطني جاد لإعادة اللحمة لشطري الوطن .n nأما مكاسب المقاومة من التهدئة فهي كبيرة جدا وأهمها وأولها كسر الحصار المفروض على قطاع غزة وفتح جميع المعابر واهما معبر رفح وهذا لوحده يمثل انتصارا للمقاومة . وثانيها ستكون فترة التهدئة فترة استراحة محارب للمقاومة تعيد ترتيب صفوفها وتطور وسائلها القتالية بعيدا عن ملاحقة طائرات الاحتلال وصواريخه وثالثا أن حكومة هنية ستحصل على فرصة ذهبية لترتيب الجبهة الداخلية والقضاء على المجرمين وتجار المخدرات وتوفير الأمن لأهل غزة وكذلك سيكون أماها فرصة مناسبة للشروع في حوار وطني مع الرئيس أبو مازن وربعها هوان المقاومة أبرمت اتفاق تهدئة لم تخسر فيه شيئا ولم تفرض عليا فيها شروط وحصلت على أول تهدئة ندية في تاريخ الصراع الفلسطيني مع الاحتلال . أما مكسبها الخامس فهو إتمام صفقة الجندي الأسير شاليط والذي حاول البعض أن يعتبره نقطة ضعف وانه مرتبط بالتهدئة ولكن ف الحقيقة ما يهم المقاومة هو الإفراج عن الأسرى الفلسطيني في سجون الاحتلال وهذا هو هدفها من اسر الجندي شاليط فلا يهم المقاومة إذا ما ارتبطت هذه الصفقة بالتهدئة أولا طالما سيتحقق هدفها وهو الأفراح عن الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراحه.nnوفي ضوء هذه المؤشرات ارى ان المقاومة الفلسطينية معنية باستمرار التهدئة لأطول فترة ممكنة وإنها ستمتد لفتر لكنها ليست بالطويلة لأنها لابد وان تنتهي يوما على وقع مجزرة أو جريمة صهيونية جديدة بحق الفلسطينيينn
التهدئة دوافع ومكاسب ومصير مجهول بقلم:خليل أحمد
تاريخ النشر : 2008-06-23