الى طلابنا بقلم:ناريمان إبراهيم شقورة
تاريخ النشر : 2008-06-22
إلى طلابنا

أطفال اليوم هم شباب الغد رجال المستقبل بناة الوطن الواعد
من هنا أردت أن أوجه كلمة إلى طلابنا الأعزاء ، بكل مراحلهم التعليمية المختلفة ، لا داعي أحبتي للقلق المفرط أو المبالغ فيه ، فمهما كبرت المواد بحجمها وصعبت المناهج فالامتحان هو امتحان أي أسئلة من المقرر المفروض ، وان كانت الصيغة مختلفة أحيانا فيجب أن نفتح أذهاننا ونركز في الموضوع وهذه بعض النصائح للطلاب :

• أولا : النوم الجيد وذلك حتى يكون الذهن صافيا نقيا والجسد مرتاحا والنوم السليم الصحي هو النوم المتواصل ليلا من 6-8 ساعات ، وليس النوم لساعة أو ساعتين نهارا والسهر ليلا ، فذلك يفقد جزء من التركيز .

• ثانياً: القراءة الأولية للمادة بفهم ، وتقسيمها إلى فصول وأجزاء ، وليس القراءة من أولها إلى آخرها أو كما يقول الطلاب ( من الجلدة إلى الجلدة ) أي من الغلاف للغلاف وكأننا نتصفح جريدة أو نقرا كتاب لا منهجي حيث يسهل ذلك عملية الاستيعاب والفهم ، ويحبذ تعليم او تحديد الجزء الصعب والعودة إليه في مرات متلاحقة حتى لا نبدد الوقت فنقرا الأسهل أو الأقرب إلى الفهم والعودة لاحقا ومحاولة الاستفسار وضرب الأمثلة حتى نتذكر.

• ثالثاً : يكون الحفظ في مرحلة تلي القراءة و الفهم وهنا اشدد على الفهم أولا ، فما نفهمه نستطيع أن نحفظه وان تغيرت صيغة السؤال يمكننا الإجابة لأننا فهمنا ما المراد منه ، وليس الحفظ عن ظهر قلب ، وهنا أريد التطرق إلى نقطة أهم من ذلك ليست العبرة أن نحفظ النصوص الدراسية والتعليمية وهنا ليس المعني الأطفال فقط بل طلبة الثانوية أيضا والجامعات لأنهم في سن يمكنهم من التمييز ، واقصد بذلك الاهتمام في الفهم وذلك من اجل المعرفة والثقافة وإفادة النفس والآخرين ، حيث يمكن ان نبذل مجهودا كبيراً ونحفظ ونحصل أعلى الدرجات فقط لأجل الامتحان ، وما يأتي بسرعة يذهب بسرعة اكبر ، فسرعان ما تنتهي الامتحانات وإذ بالمعلومات تتبخر ، وان سئل الطلاب عنها بعد ذلك لا يعلمون عنها أو يحاولون التذكر ، وهنا تكمن المشكلة التي تتطور إلى كارثة ولست أبالغ هنا ، فلدينا العديد من الخريجين الجامعيين لا يتقنون كثيرا ما تعلموه ولا يذكرون منه الكثير ، وتدخل هنا عدة عوامل منها التباين بين العلم النظري ، والعملي من جهة ، ومن جهة أخرى الافتقاد إلى التدريب ، نحن في المجتمعات النامية عندما نطالب بالعلم لا نعني فقط زيادة أعداد الحاصلين على شهادات بل على كفاءات مؤهلة لترتقي بالمجتمع حتى نقضي على مثلث الجهل والفقر والمرض والذي يحول دون التطور نحتاج إلى مثلث تكون أضلاعه العلم والتكنولوجيا والتنمية ولكن هذا موضوع يرتبط بالتعليم نفسه والحديث عنه يطول ويحتاج الى ذوي خبرة وتخصص
إذن المقصود هنا الفهم السليم ، ثم الحفظ من اجل ترسيخ المعلومة لا نيل الدرجات من اجل فقط النجاح بل يجب أن يكون هدفنا اكبر وأعمق .


• رابعاً : الترفيه ، يحتاج الطلبة أثناء دراستهم إلى بعض الترفيه والاستراحة وليس المذاكرة المتواصلة لبضعة ساعات ، فيمكن أن يتخلل كل 3 أو 4 ساعات نصف ساعة من الاستراحة يختارها الطالب كما يشاء بين الجلوس مع الأسرة وارى أن هذا مطلوب فهو يرفع من معنويات الطالب ويحثه على الدراسة ، وممكن أن يختارها في شيء آخر مثل مشاهدة التلفاز ، الاستماع إلى الراديو ، فهو بذلك يجدد نشاطه ويعود للدراسة بنفسية أفضل وأكثر حيويةً ، هذا في اليوم وأما في الأسبوع نفسه أي بعد أيام من الامتحانات يمكن للطالب ان يذهب في نزهة وخاصة إذا كان يوم عطلة بين الامتحانات ، كيوم جمعة يتوسط أسبوعين من الامتحانات مثلاً ، وأيضا له حرية الاختيار الذهاب إلى السينما ، زيارة الأقارب ، رؤية الأصدقاء وهذه فرصة حتى يشجع بعضهم بعضاً أو ................. .

• خامساً : الابتعاد تماما عن كل ما يشتت الذهن ويعكر الصفو ، أي وضع التفكير في مواضيع غير الدراسة جانباً وبالتأكيد لكل منا ما يشغله من تفكير تختلف باختلاف الأشخاص وظروفهم ووضعهم الاجتماعي وغيرها وهذه طبيعة البشرية والتي تميزنا عن بقية الكائنات والمخلوقات ، فيجب أن يكون هدفنا الأساسي أثناء الامتحانات هو الاجتهاد العلمي وذلك للتحصيل الأفضل ومن ثم الارتقاء بالنفس .


• سادساً : الاقتناع أن ما سنحصل عليه من نتائج إنما هو حصاد لما درسناه وقدمناه في الامتحانات ، أي الابتعاد عن الاعتقاد بالحظ كما هو سائد وخاصة لدى طلاب الثانوية العامة ، وإذا ما وضعنا ذلك في بالنا سنسيس أو نوجه دراستنا طبقاً لهذه الأفكار وهذا قمة المغالطة ، فأحيانا يفهم الطالب السؤال خطأً ويجيب كما فهم ويعتقد انه أبلى حسناً ، ثم يفاجأ من النتيجة ، وفي أحيان أخرى ينسى البعض سؤالا في هامش الورقة ، أو جزءا منه ، وبعد ذلك كله يعول على الحظ .
• ترتبط بهذه النقطة الابتعاد عن الغش ، وكما يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : "من غشنا فليس منا "
ومن يغش إنما يغش نفسه لا المراقب والمصحح ، فليس أجمل من أن نجني ثمار جهدنا بأيدينا ،( من جد وجد ، ومن سار على الدرب وصل ).


• سابعاً : قراءة السؤال بأكمله و جيداً وأكثر من مرة ، حيث كثيرا ما يغفل الطلبة عن بعض أجزاء السؤال وخاصة أن المناهج الحديثة والطرق الجديدة في وضع الأسئلة تحمل عدة خيارات مثل :


اجب عن ثلاثة أسئلة مما يلي ، على ان يكون السؤال الرابع احدهم .( فهنا لدينا 5 أسئلة أو أكثر يجب أن يجيب الطالب على ثلاثة يكون السؤال الرابع إجباريا أي سيختار اثنين لا ثلاثة) .
اختار اثنين من الأسئلة التالية على أن يكون أ إجباريا في كل سؤال . ( في هذا النوع من الأسئلة يتكون السؤال الواحد من فقرات أ، ب ، ج ، على الطالب ان يختار الفقرات التي تناسبه شرط أن يجيب على الفقرة أ من كل سؤال سيجيب عليه ) .


هناك نماذج كثيرة للامتحانات وطرق وضع الأسئلة لكن ما يطلب من الطالب ان يضع تركيزه على السؤال ويقرأه جيدا وبإمعان ففهم السؤال ثلثي الإجابة

لا ننسى أبدا أن التشجيع من قبل الأهل والمقربين والتحفيز مهمين جداً وذلك في كل المراحل وليس فقط الأطفال وان كان التحفيز بالمكافآت والهدايا لهم أهم من غيرهم ، فعندما يعرف التلميذ (الطفل) انه سيحظى بنزهة جميلة أو هدية يحبها إن حصل على درجات عالية سيبذل ما بجهده ، وحتى الطلبة وطبعا يختلف التشجيع والحافز باختلاف ظروف الأشخاص والأهل وسن الطلبة


النصائح كثيرة ومتعددة وهنا أقر أن ليس ما ذكرته آنفاً هو الطريق الأمثل أو الصحيح بنسبة 100% قد يكون جزءا منه سليما وأجزاءاً أخرى غير صائبة ، فانا لست ذات تخصص في التعليم التربوي ، أو الإرشاد النفسي والتوجيهي ، إنما هي محاولة متواضعة من طالبة سابقة مرت بهذه المراحل التعليمية


بقلم :

ناريمان إبراهيم شقورة