نماذج ...للأسف ...موجودة في بلاد العرب /// الجزء الثالث
بقلم : عاطف رضا زيد الكيلاني
[email protected]
(((7)))
*** النموذج السابع : -
ها انت قد بلغت السبعين من العمر ...سبعون عاما انقضت على ذلك اليوم الذي وضعتك فيه امك ...كم كانت فرحة الجميع بك كبيرة ...ما زال الناس في بلدتكم يتذكرون الأحتفالات التي رافقت مقدمكم السعيد ...كانت المرحومة والدتك قد وضعت ثلاث بنات قبل قدومك الى الدنيا ....فتضاعفت الفرحة بقدوم البطل ...وليتك كنت ذاك البطل الذي طال انتظار الجميع لمقدمه !!! أراك الآن تتلفت حولك باحثا عمن يناولك شربة ماء باردة في هذا الصيف القائظ ...ولكن ....لا أحد ...لا تتعب نفسك ...لا أحد ...انفض ابناؤك من حولك كما سبق وان انفضضت عن والديك في عجزهما ...كما تدين تدان ايها العاق ...ايها الأبن الضال ....ألا تتذكر في هذه اللحظات ما كنت تفعله بوالديك ؟ اذن ...اشرب ...راضيا او مرغما من نفس الكأس ...اسأل نفسك ...كيف كنت تسوم والديك العذاب في شيخوختهما ...كيف كنت لا تلبي لهما اي طلب يطلبانه منك ....تذكر ايها العاق كيف كنت انانيا في حياتك ..وكيف كنت تتنكر لكل افضال والديك عليك ...والدتك التي اضطرتها ظروف دراستك الجامعية الى ان تعمل خادمة في بيوت الناس لتصرف عليك وتؤمن مطالبك التي لم تكن لتنتهي ...تذكر ماذا فعلت بها ...تذكر كيف فاجأتها يوما بكرتون من الحليب المجفف صارخا في وجهها : هاك حليباتك اللي رضعتهن منك وخلصيني من هالدينة !!!يا رجل ! وهل كل الحليب سواء ؟ يومها لم تنبس والدتك ببنت شفة ...ولكن دمعة حرى انسكبت من مقلتيها على ما آلت اليه في اواخر عمرها ...حتى عندما كبر اولادك ...لم تكن تتورع عن توجيه الأهانات لوالديك امامهم ....وها انت الآن تمر بنفس الظروف ...وها هم ابناؤك قد تركوك وحيدا في هذا العمر غير عابئين بك وبشيخوختك ...اعفيك من الوقوف امام المرآة ...فقدماك لا يكادان يحملان جسدك الهزيل ...ولكن لك ان تقف مذعورا امام ما تبقى من فتات الضمير لديك ..وانا اشك في انه بقي لديك شيء من هذا الفتات .....استمع جيدا لضميرك او لبقاياه ...مع ان هذا اصبح متأخرا جدا ....
*** ملاحظة : هناك بعض ( الحضاريين ؟؟؟؟) في بلادنا العربية يقترحون التخلص ممن هم فوق الستين عاما من اعمارهم بإعدامهم كي يرتاح الأبناء !!!
***النموذج الثامن :-
اما انت يا سيدتي ...فهذا ما حنته يداك ...لم تفتنعي بعد ...ورغم كل شيء ...انك لم تعودي مرغوبة من الرجال ...ما زلت كما كنت منذ عشرين او ثلاثين سنة ...نفس الملابس ونفس الماكياج ونفس الطلاء ...تحاولين اعادة عقارب الزمن الى الوراء ...ولكن هيهات ! لا يمكنك ذلك ايتها العا.....! تحاولين منع بناتك الثلاث عن الأنحراف وعن السهر خارج البيت وعن رفقة الشباب الباحث عن اللذة العابرة ...ولكن عبثا كل محاولاتك ...كلها تذهب ادراج الرياح ...بناتك لا يستمعن اليكالآن بالضبط كما كنت في شبابك المستهتر لا تستمعين الى نصائح احد ....لا بد انك تتذكرين الآن اول خيانة زوجية ارتكبتيها في حياتك ...كان زوجك الطيب مغتربا يبحث لك ولبناتك عن اللقمة الشريفة ...لقمة العيش المغموسة بالدم والدموع والمغلفة بقهر الغربة والبعاد ...كنت تخونينه آنذاك وهو منهمك بتأمين الحياة الرغدة لك ولبناتك ...طالت غربته وكبرت البنات واصبحن يتساءلن عن هؤلاء الرجال الذين يأتون الى بيتكم ليلا كالخفافيش متسترين بالظلام ...غاب عن ذهنك المريض ان بنات وابناء اليوم يعرفون كل شيء ...مضبت في درب الغواية الى آخر مدى غير عابئة بكلام الناس وملاحظات بناتك ...ولا شك ايضا انك تتذكرين كيف كان رفاق عهرك يتطاولون على اجساد بناتك عندما اصبحن في سن يسمح لهم بذلك ...على الأقل حسب اعتقادهم ...ما كنت لتعترضي على ذلك ...وحتى عندما كنت تعترضين لم يكن احد ليلتفت الى اعتراضك ( الرقيق ) ...كبرت البنات ..وكان الأب ( زوجك ) قد مات في ديار الغربة في حادث سير مشؤوم ....وتصرفت بكل المدخرات وبعتي البيت الذي كان قد اشتراه من كده وتغبه وغربته ....وكل ذلك ذهب على ملذاتك وملذات اصدقاء الليل والعهر ...والآن ....أتتوقعين ان تستجيب بناتك الى نصائحك ؟؟؟ اي نصائح هذه التي توجهينها لهن ؟؟؟ ولماذا لم تنصحي نفسكعندما كان ذلك ممكنا ؟؟؟ الم تسمعي بالمثل الذي يردده العرب في كل زمان ومكان ( اقلب الجرة على تمها ...بتطلع البنت لأمها ) ...اليك هذه النصيحة المجانية : اقول لك فقط ....انتحري ....فلن ينفعك الوقوف امام مرآة او بقايا ضمير غرق في مستنقع العهر من سنين طويلة ...
***ملاحظة : هناك دراسات تفيد بأن 90 % من بنات العاهرات يكن عادة اشد عهرا من امهاتهن ...
الكاتب : عاطف رضا زيد الكيلاني
[email protected]
نماذج ...للأسف...موجودة في بلاد العرب الجزء الثالث بقلم : عاطف رضا زيد الكيلاني
تاريخ النشر : 2008-06-22