الدولة القطرية ضعيفة مرتهنة وغير آمنة على مواطنيها
عمان – أسعد العزوني
الدولة القطرية ( بضم القاف ) دولة ضعيفة مرتهنة وغير آمنة على مواطنيها ، وبالتالي فانها الى زوال ، بطريقتين اما رغبة ممن ارتهنت اليهم بمجىء طاقم آخر ينفذ خطة أخرى ، وفق مرحلة جديدة أو ان مواطنيها الذين وجدوا أنه لا وزن لهم ولا أثر ولا تأثير في دولتهم تحركوا وكأنهم رجل واحد مستندين على المثل القائل " علي وعلى أعدائي "0 فيتم اشعال النار في الخيمة ، وتأتي على الأخضر واليابس 0
عندما نتحدث عن الدولة القطرية ، لا يعنينا ان كانت فقيرة أو غنية فهي فقيرة على كل حال لأنها مرتهنة للأجنبي ، ولا يهمنا ان كانت كبيرة في مساحتها أو صغيرة ، فهي وبالتأكيد أصغر مما تتصور لأن حاكمها المعين لا يحكم حتى المساحة المحيطة بكرسيه ، ولأن الصراعات من حوله أكبر مما يدور في خلده بسبب الرغبة الملحة من مسؤولي هذه الدولة لتقديم خدماتهم للقوى الكبرى ، ذلك أن الوطن لا يعنيهم ولا يعني لهم سوى أنه بقرة حلوب ، " وغسالة " لغسل الأموال وتبييضها ، ونقلها لتكديسها في بنوك الدول الكبرى ، وهذا يعني أنه في حال تعرض هذه الدولة لأي مكروه فانهم سيغادرون الى حيث أموالهم لأنها وطنهم في الأساس 0
الدولة القطرية تهب فضاءها وأراضيها وممراتها المائية أن وجدت للأجنبي ، حتى يقوم ببناء قواعد عسكرية ، والانطلاق منها الى مهاجمة من يرفض الانصياع لأوامره ، وتسليم مقدراته وثرواته لهذا الأجنبي ، كما حصل مع العراق حيث تم احتلاله من الدول القطرية التى انطلقت منها قوات الاحتلال 0
كما أن بوارج الأجانب تنطلق محملة بالأسلحة والقنابل وأدوات القتل عبر ممرات الدول القطرية ، دون أن يجرؤ أحد على منعها أو اعتراض سبيلها 0 وبالتالي تسهم الدول القطرية بالعدوان على جيرانها وربما كانوا من نفس جلدتها ، كما هو الحال بالنسبة للدول العربية كذلك بالنسبة للفضاءات المستباحة للطائرات والصواريخ العدوة ، الأمر الذي يجعل الدولة القطرية عدوا لدودا للمحيط ، وحتى للدول القطرية الأخرى بمعنى أن العلاقات ما بين الدول القطرية المتناثرة هنا وهناك علاقة عداء وتنافس ليس في التنمية وحفظ حقوق الانسان والديمقراطية بل في التسليم للأجنبي ورهن مقدراتها له من أجل الحفاظ عليها ، مع أن الأجنبي لا يحفظ ودا ولا عهدا بل يسعى لتحقيق مصالحه ، ولا يهمه أي جنرال يرتدي بذلته العسكرية ويحكم تلك الدولة القطرية ، اذ ربما يقدم شقيق ذلك الجنرال تسهيلات أكبر ورغبة في تنازلات أكبر ، حتى يصبح هو الحاكم ، ولهذا نرى الانقلابات مع أن هذه الفترة نعيش فيها حسرة انحسار هذه الانقلابات ، لكن الظاهر أن رائحة صراعات الأسر الحاكمة تزكم الأنوف .
الدولة القطرية محمية من الخارج الذي يبتزها ليلا نهارا ويطلب المزيد من الارتهان ، وطالما قدمت له ما يطلب ، فانه راض عليها ، والا فانها تصبح وبقدرة قادر دولة مارقة ، ولذلك نراها ديكتاتورية ، ظالمة ، لا تولى للتنمية أي اهتمام ويفتقر قاموسها الى الديمقراطية والحرية وهي كذلك غير آمينة على مواطنيها ، بمعنى أنها على استعداد لتسليم أي كان من هؤلاء المواطنين للأجنبي المعني بالأمر 0 خاصة وأننا نعيش هذه الأيام ومنذ مسرحية تفجيرات البرجين في الحادي عشر من أيلول عام 2001 نعيش في " كنف " تهمة الارهاب 0
وفي سبيل حصول الدولة القطرية على رضا الأجنبي فانها تؤسس ملفات أمنية لمواطنيها ، لتسليمها الى أجهزة المخابرات الأجنبية ضمن تجارة المعلومات ولاثبات أنها دولة مسالمة ، لاتسمح لمواطنيها حتى بالتفكير بمصائرهم وحفظ كلمات مثل الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان 0
والدول القطرية بطبيعة الحال بحاجة الى أدوات داخلية للترويج لها فتختار الضعفاء الذين تسهل السيطرة عليهم ورشوتهم بمغلف أو منصب و" فتح " الأبواب الموصدة أمامهم وبقدرة قادر يصبحون رجالا ذوي نفوذ ، يسحون بحمد الدولة ليل نهار ما دامت المغلفات تصل بانتظام والمنصب يتم تفصيله لهم ، بينما يتحولون الى معاول هدم ان عز الدعم وبعد المنصب 0
عجبي..........
الدولة القطرية بقلم:أسعد العزوني
تاريخ النشر : 2008-06-22