الحب والفتيات المذبوحات على صفحات الشات
الشات chat او الشاتنج chating كما يحلو للبعض تسميته أو غرف الدردشة بمفهوم لغتنا العربية الجميلة هي وسيلة للتسلية ولمضيعة الوقت بمفهومها السطحي ، لكن هناك ما هو ادهى وامر من ذلك ينتج عن ممارسة تلك الهواية السوداء ، فهو يعلم الانحلال والانحطاط الاخلاقي ويعمل على نزع الايمان من القلوب ، وينشأ جيلا من الشباب الضائع التافه الذي لا يصلح لا لبناء اسر ولا لخلق حضارات .. وكثير من الشباب والشابات والشيوخ والارامل والمطلقات وحتى الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم يتخذونها وسيلة لتفريغ الشهوات المكبوته ، وعمل المنهي عنه وارتكاب اشياء فى السر لا يمكنهم فعلها فى العلن.
وفى بعض الاحايين قد تنشأ علاقات عاطفية اثمة ان صح التعبير بين فتاة وشاب تتطور احداثها على مدار الفترة الزمنية ويكون ضحيتها فى اغلب الاحيان تلك الفتاة التي تثق بحبيبها وبوعوده الوردية وترتمي فى احضان الرذيلة ظنا منها انها ستحظي منه بزواج في نهاية المطاف.
واليكم تلك القصة التي عايشت احداثها وسكناتها وهي قصة من واقع الحياة ..احداثها تدور حول فتاة فلسطينية تعيش فى غزة نصيبها من الجمال نصيب وفير ..ولها بنصيب الاسد من الانوثة والدلال.. التقت تلك المسكينة بشاب مصري بالمصادفة على صفحات الشات الملعون ، وتعارفا ونشأت بينهما علاقة حب من طرفها فقط .. اما الشاب فقد احب فيها جمال جسمها وطاعتها لاوامره وتنفيذها لكل رغباته وكل ما يشتهي ..فليس هناك ما هو ممنوع او محرم ..اصبحا يفعلان كل ما يحدث ما بين الزوج وزوجته واكثر من ذلك ولكن على الشات ولا شئ غير الشات.
دامت هذه العلاقة ما يربو على الثلاث سنوات اعتادا خلالها كل من الشاب الفتاة ان يلتقيا يوميا .. وفى باكورة كل صباح يفتح كل منهما كاميرته المسلطة على جسده ويحركها اثناء المعاشرة الشفهية على اجزاء متفرقة حسب الطلب ، وخلال تلك الفترة وعد الشاب الفتاة بالزواج وأقنعها ان كل شيئ على ما يرام وليس هناك ما يحول دون ذلك حتى يفوز منها باللقاء اليومي اللاخلاقي.
وبحسن نية صدقت الفتاة الطيبة كل ما قيل لها ..والمسكينة لا تعلم انها فريسة لرغبات شاب فى مقتبل العمر تنتهي رغبته فيها بمجرد ان ينتهي من لقائه الشاتي المحرم ..اتفقا الاثنان على أن تسافر الفتاة الى مصر عند اقاربها فأمها من اصل مصري ..ويذهب الشاب لخطبتها وعقد القران بها حسبما صور لها .، سافرت الفتاة وهي تحمل فى داخلها احلام وامال وهي لا تعلم ان كل هذا سراب فى خيال وعند وصولها أرض مصر والشوق يحملها والامانى تدفعها وطرحة الزفاف تداعب خيالها ولقاء الحبيب يداعب اهدابها .. واذا بالمفاجأة الكبرى والتى انهار معها كل شئ ، لقد هرب الحبيب من اللقاء ولم يكلف نفسه حتى الرد على تليفوناتها المتكررة ، وعادت المخدوعة الى بلدها بخفي حنين وهى لا تحمل بين ضلوعها الا الحسرة وخيبة الرجاء .
لم تتعلم المسكينة من تلك السقطة ..بل عادت تحادثه على الشات.. بعدما اقنعها بان هناك ظروف قهرية حالت دون لقائه بها وتنفيذ ما قد اتفقا وعقدا العزم عليه...وبعد مرور تلك السنين تحرك فى قلب الشاب الوازع الديني وقرر وقتها ان يذهب لقضاء العمرة فى مكة المكرمة واصدر فرمان بقطع علاقته بتلك الفتاة نهائيا ودون رجعة..ولكن كيف وهو لا يستطيع مواجهتها بامر مثل هذا فهو بالفعل قد تعلق بها وبات مشفقا عليها.
سافر الشاب لقضاء العمرة وعاد وقلبه مفعم بالايمان ..عازم على العودة الى الله وترك كل ما يغضبه جل شأنه ..وقتها دب فى قلب الفتاة قلق وساورتها الشكوك وحاولت الاتصال بالشاب وارسلت اليه المسجات ..ففكر الشاب فى حيلة يتخلص بها من تلك الضغوط أيا كانت الوسيلة ويترك فى نفس الوقت صورة نبيلة فى قلب الفتاة تجاهه .
تحدث الشاب مع صديق وبث له حزنه وما اعتراه من هم وبين له حقيقة الامر وطلب منه ان يرسل رسالة عبر هاتفه الجوال الى تلك الفتاة المذبوحة يعلمها فيها بخبر وفاة حبيبها اثناء عودته من قضاء العمرة نتيجة لحادث وقع للباص الذي اقله.. ويعزيها فى ذاك المصاب الاليم ..لم تنطلي الحيلة على تلك الفتاة التي احبت من قلبها ولم تصدق ان حبيبها وزوجها باعتبار ما سوف يكون حسب زعم الحبيب الورقي ..لم تصدق ان عشيقها الذي عرفته من سنين قد ضاع فجأة ودون سابق انذار.
ارسلت اخت الفتاة رسالة تقول فيها ان اختها حاولت الانتحار فقد تعاطت جرعة كبيرة من حبوب المضاد الحيوي رغبة منها في انهاء حياتها..لكن والحمد لله لم تفلح المحاولة ..بعدها كررت الاتصال ولم تكل ولم تمل وارسلت ما يزيد على الالف رسالة كلها استرحام واستجداء وطلب المكاشفة بحقيقة الامر ..فلم يكن بوسع الشاب امام اصرارها الا ان يحادثها من جديد ويعلمها انه ابتدع تلك الحيلة لانه فى واقع الامر انسان كاذب ..وهو فى واقع الامر انسان مخادع ..ولا يستطيع الزواج بها ..واخبرها انه يريد التوبة عما قدم وطلب منها ان تساعده على ذلك.
لكن كان للفتاة حيال ذلك موقف غريب ..فقد اعلمته انها لاتسطيع ان تعيش بدونه وانها لا تريد زواجا بل تريد ان تظل على علاقة به ولكن علاقة فى حدود الصداقة ليس اكثر من ذلك..انصاع الشاب لكلامها وعادت العلاقة كما كانت وحاول كل منهما ان تسير العلاقة اخوية فحسب ولكن فى كل مرة يوسوس لهما الشيطان فيخرجهما من ثوب الطهر والعفاف الى ردغة الفسق والفجور ...ولم يزل هذا البــــاب مطروق..وفى الختام اقول لكل شاب وكل فتاة الجريمة لا تفيد " مقتبس من اللمبي" وان مضيعة الوقت فى غرف الفسق والفجور لهو اكبر من أي جريمة.. وانا لله وانا اليه راجعون.
علي الضـــــبع
[email protected]
الحب والفتيات المذبوحات على صفحات الشات بقلم:علي الضبع
تاريخ النشر : 2008-06-21