عودوا والعود احمد,ولكن عودوا فلسطينيين
خالد عبد القادر احمد
[email protected]
لا يزال تمايز السياسة في اسرائيل عنها في باقي المنطقة , ان السياسة في اسرائيل تستند الى تاسيس ما هو موضوعي في الواقع قبل ان تتحدث بما هو ارادي لديها , في حبن ان الادارات السياسية في باقي المنطقة تعرض ما هو ارادي عندها دون ان تكون اسست له في الواقع ما هو موضوعي شارط للحركة واتجاهها .
في الحديث الصحفي لرئيس الوزراء الاسرائيلي مع مندوب PPCالعربية نجد تاكيدا مستمرا لهذه الحقيقة البسيطة , حيث لا ذكر للرغبات ولا تعبئة وتحريض اخلاقي ولا تهميش لزملاءه السياسيين , بل يرد على اسئلة مندوب البي بي سي وكانه في وضع تفاوض سياسي مع طرف اخر .
فحين يسال عن الهدنة مع حماس ؟
يبدا جوابه بان التعريف ليس دقيقا , فاحديث مع المصريين , وهوينتقل فورا الى تحديد الشروط الاسرائيلة في المفاوضات
• لن تكون هناك المزيد من المواجهات
• لن يتسنى بناء قاعدة ارهابية كبيرة في غزة
• سيجري وقف كل الاعمال العدائية من قبل جميع المنظمات
• انهاء الوضع المحزن للجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط
طبعا ان هذه المطالب الاسرائيلية , لم يجري التقدم بها الى ( المصريين ) إلا بعد التاسيس لها موضوعيا بحالة الحصار التي فرضت على غزة , وبحالة الانقسام الداخلي الفلسطيني التي لم تلحق الضرر ( بفلسطينيي السلطة ) فحسب وانما بكل الفلسطينيين اينما كانو , ولم يستفد من الضعف الفلسطيني سوى الاطراف الاقليمية ومنه اسرائيل والخط الاستسلامي الاحباطي الداخلي ( الطابور الخامس) الفلسطيني , ان الخسارة الفلسطينية جراء التشبث بالولاء العربي وصلت حد ان الفلسطينيين لم يعودوا على اي مستوى اصحاب قرار مستقل وهم اصبحوا مابين ( وعلينا ملاحظة انعكاس الادوار ) السندان الاسرائيلي المتمترس خلف خلل ميزان القوى والمرونة السياسية الاسرائيلية , والمطارق العربية الاردنية والسورية والمصرية , وجميعها لها مطالب تتقدم بفاتورتها لتحصلها من استقلالية القرار الفلسطيني وشرعيته وسيادة م ت ف والسلطة الفلسطينية عليه , فسوريا هي موقت متى يكون تصعيد التوتر في لبنان وفلسطين لانها خلف الانقسام الداخلي فيهما , ومتى يمكن انجاز اتفاقية الدوحة والتهدئة مع اسرائيل , ودمشق على ثقة وتمكن من الامر الى الحد الذي يعلن به ( المعلم ) السوري ان اتفاقية الدوحة والمفاوضات السورية الاسرائيلية وموضوع التهدئة في غزة ( سلة واحدة ) , اما مصر فمن الواضح ان ( المخابرات المصرية ) اصبحت هي مدير شئون غزة منذ زمن , وهي ممثل غزة المستقلة عن فلسطين في التفاوض مع اسرائيل , على الاقل حتى يستحدث التغيير المطلوب في حماس وتقبل اسرائيل ( التفاوض معها بعد ان تكون قبلت المباديء الدولية وشروط اللجنة الرباعية , اما في الاردن وبعد حصار السلطة منذ قيامها حتى الان وابتزازها في مختلف المجالات فانه من الواضح ان الاردن ومنذ فترة قريبة اصبح يرفع عصا التسوية بالمنظور الاوروبي في وجه السلطة الفلسطينية عوضا عن خضوعه السايق للمنظور الامريكي و ومن الواضح ان ذلك سيحمل للسلطة الفلسطينية المزيد من الابتزاز واظن ان الكونفدرالية والفدرالية لم تعد الوجبة المناسبة لجوعه التوسعي .
ان هذه الصورة غير المفرحة التي نجد عليه الوضع الفلسطيني كان ولا يزال يمكن لها ان تتغير الى صورة ايجابية مفرحة , اذا وضعت القيادات الفلسطينية ( العلاقات الدولية ) في المنطقة على نار انجازات موضوعية فلسطينية في واقع هذه المنطقة , ولا يزال الفلسطينيون قادرين على اعادة ترسيم الحدود الساسية والسيادية بين الاطراف الاقليمية . لكن المؤسف ان لاقرار فلسطيني لهذا الامر او بهذا الاتجاه , وهم عوضا عن ذلك قبلو بوضع (الفلتر) الذي ينقي علاقات الاطراف الاقليمية ببعضها البعض , بل اصبح كل وجل هم القيادة الفلسطينية هو شهادة حسن السلوك الممهورة بختم التضامن العربي
صحيح ان القيمة السياسية لاتفاقات اوسلو بعلاقتها بالاعتراف بالخصوصية الفلسطينية وبحق تقرير المصير الفلسطيني هي اهم بكثير من النتائج المعنوية لمعركة الكرامة التي حدثت عام 1968 وانتجت الالتفاف الجماهيري الواسع حول المقاومة الفلسطينية , ولكن هل كان يمكن لاتفاقات اوسلو ان تكون لولا انه كانت من قبل معركة الكرامة , واذا كانت اسرائيل تعيد صياغة المضمون الوظيفي لاتفاقات اوسلو لتاخذ صورة اجهاض النضال الوطني الفلسطيني وتحويل الانجاز( السلطة ) الى عامل امن للمستوطنات والاحتلال , افلا يستطيع الفلسطينيون جعل اتفاقات اوسلو والسلطة اساسا موضوعيا لمستوى اعلى من النضال الوطني ,
اننا ببساطة نعيد طرح ضرورة تكامل العملية النضالية ليس في مجالات الاساليب فحسب وانما ايضا في مجالات توظيف هذه الاساليب في وضد مختلف الاتجاهات المعادية للنضال التحرري الفلسطيني , والا فما معنى استمرار هذا النوع من الصمود ( اللامنطقي) في احتمال الضربات والقمع واحتمال علنية التخوين والتشويه المستمرة ضد (نهج النضال من اجل ممارسة حق تقرير المصير الفلسطيني) ,
ان التضامن العربي والتناغم العربي مع اسرائيل لم يكن هو يوما البناء الموضوعي في واقع المنطقة الذي طان بموجبه الانجاز الفلسطيني الذي يجري افراغه من المحتوى الوطني , بل كان كم الشهداء والاسرى والسخونة القتالية اليومية هي الوقائع اليومية الموضوعية التي لفتت انتباه اوروبا وامريكا الى ضرورة اخذ هذا العامل بعين الاعتبار ومحاولة توظيفه في اعادة صياغة نتائج حرب 1967 , والان وحيث ان هذا العامل فقد بذاته قيمه السياسية في الصراع العالمي وفي تهديد العلاقات الاقليمية , فلست ادري لماذا يجب على المراكز الاستعمارية العالمية معاملته بقيمة سياسية لم يعد يحويها فعلا
عودوا والعود احمد , ولكن عودوا فلسطينيين .
عودوا والعود احمد,ولكن عودوافلسطينيين
بقلم:خالد عبد القادر احمد
تاريخ النشر : 2008-06-20