مفاوضات بالواسطة بقلم:احسان الجمل
تاريخ النشر : 2008-06-20
مفاوضات بالواسطةnكثرت التعليقات، والتحليلات حول موضوع التهدئة او الهدنة التي ابرمتها حماس مع الاسرائيليين، ولو بالواسطة، فاليوم حتى الولادة الطبيعية ممكن استبدالها من رحم طبيعي الى رحم اصطناعي، ومن بطن يسعد في فترة الحمل، الى انابيب تفي بالحاجة.nفي لعبة كرة القدم كل لاعبي الاحتياط لا يجيدون او لا يسمح لهم باللعب المباشر بل هم بدلاء، ويكتفون بالفرحة بعد انتهاء الماتش، فيرقصون فرحا وطربا على فوز تحقق بجهد الاخرين، لكن حسب القانون تحفر اسمائهم الى جانب الاساسيين.nقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وقبلها مصر وبعدها الاردن واليوم سوريا خاضوا مفاوضات مباشرة مع الاسرائيليين، وتوصلوا الى التزامات مكتوبة، بغض النظر عن عدم التزام اسرائيل فيها الان، ولكنها وثائق تدلل على حق شرعي للفلسطينيين.nلبنان وجهت له دعوة للمفاوضات المباشرة، ولكن السنيورة رفض ذلك، ولكنه يفاوض بالوكالة عبر الجيش اللبناني في الناقورة مع الاسرائيليين بواسطة القوات الدولية. وايضا حزب الله يفاوض حول الاسرى عبر وسطاء من المانيا وربما من اطراف اقليمية اخرى لها علاقة بالمفات الساخنة.nاليوم نشاهد ماتش سياسي، لا نعرف اين طرف انطلاقته، ومن اين تنطلق الكرة، ووفقاً لاي صافرة حكم، يبدو ان تعديلاً طرأ على قانون لعبة كرة القدم واصبحت لعبة فيها الكثير من الحرية، حماس تفاوض عبر المصريين، والمعلم وزير الخارجية السوري يقول ان ذلك ياتي في اطار السلة الواحدة مع اتفاق القاهرة والمفاوضات السورية الاسرائيلية!! عجبي من هو العراب الحقيقي الذي ربما المستقبل يشير لنا على القطري.nحماس تعود وتطالب مصر بسلة من المطالب التي عرضتها على بعض الفصائل، فبعد72 ساعة على تثبيت التهدئة، يجب ادخال احتياجات القطاع، وبعد عشرة ايام يرفع الحصار عن كل كافة المواد كما ونوعا التي حظرت بسبب الحصار. بعدها تعمل مصر على نقل التهدئة الى القطاع، مما يعني ان التهدئة لم تكن شاملة ومتزامنة.nالاكثر في القراءة ان الجدولة الزمنية تدل على ان الاتفاق مرهون بمدى التزام حماس، وقدرتها على ضبط الامور ميدانياً، اي ان سياسة الاختبار هي القائمة على تقييم الاتفاق وسريان مفعوله.nطالما ان القيادة الفلسطينية، تخوض مفاوضات مباشرة مع الاحتلال، وعهد اليها وفق اتفاق مكة الثنائي المفاوضات مع الاحتلال، لماذا لا يعهد لها كل الملفات الفلسطينية، ولا اعتقد ان هناك جهة اكثر حرصاً منها على قضايا الشعب الفلسطيني ولا اصلب منها، وهي التي خاضت مفاوضات طويلة وصعبة وشاقة، صحيح انها لم تنتج ولكنها لم تتنازل، صحيح انها وصلت الى الطريق المسدود وفقدت بالمدى النظور كل آفاق الحل، إلا انها ثبتت مبادئ ومفاهيم، ورسمت خطوط حمر للثوابت الفلسطينية.nاذا لما لا نعالج انفسنا، عند طبيبنا الوطني الحوار الفلسطيني الجماعي، ونضمد كل الجروح، ونعافي جسدنا ونقويه، حتى يستطيع ان ينجب اطفاله بالاصالة، وليس بالوكالة او الواسطة، لا اعتقد ان هناك فلسطينياً مخلصاً يرفض مبدا التصالح مع الذات، وان تنظم العلاقات الداخلية الفلسطينية، لان ما يجري من انقسام هو الورم الاساس الذي ينخر في جسدنا ويصرعه ولو ببطء.nلنعود الى قواعد واصول اللعبة، التي تعتمد التنظيم والعمل الجماعي، وتنطلق وفق صافرة حكم يمثل دور القاضي النزيه، واعني به الشعب.nاحسان الجملnمديرالمكتب الصحفي الفلسطيني - لبنانnالاعلام المركزي – حركة فتح – لبنان[email protected][email protected]@gmail.comntel:009613495989nn